بعد فضيحة «كمبريدج أنالتيكا».. وبدء سريان قانون «المعلومات الأوروبي»

شركات تقنية تتيح للمتعاملين حق الحصول على المعلومات المجمّعة عنهم

مستخدم حصل على تفاصيل بيانات هاتفه الذكي من «أبل» في 14 مجلداً فرعياً. غيتي

أتاحت شركات التقنية العملاقة، خلال الآونة الأخيرة، للمتعاملين معها حق الحصول على المعلومات التي جمعتها عنهم وخزّنتها لديها، وتصدرت «فيس بوك» و«غوغل» و«أبل» تلك الشركات، في وقت بدأ العديد من المستخدمين حول العالم يفعّلون هذا الحق، ويحصلون على نسخة كاملة من معلوماتهم.

ولأن الأمر في بدايته ولا يعلمه كثيرون، فقد بدأت بعض مواقع تقنية كبرى تنفذ تجارب حية لتفعيل هذا الحق، والحصول على نسخ من بيانات الأفراد المخزنة لدى الشركات الكبرى.

وفي واحدة من التجارب الحية، استغرق الأمر أسبوعاً لكي ترسل «أبل» نسخة من سجلات البيانات الخاصة بأحد الأشخاص، تتضمن مجلداً ضخماً من البيانات التي تصف بدقة وتفاصيل كاملة، كل أنشطة هذا الشخص منذ شراء أول جهاز «آي فون» عام 2010، وحتى لحظة طلب الحصول على البيانات.

تطوران مهمان

الكشف عن المحتوى

من المتوقع أن تبدأ شركة «أبل» الأميركية في الكشف عن المحتوى المخزن لديها والمرتبط بالبيانات الوصفية بعد 25 مايو الجاري، حتى تستطيع التوافق مع متطلبات قانون حماية البيانات العامة الأوروبي. وساعتها سيحصل المستخدم على ما يخصه من محتوى مخزّن لدى «أبل» من صور ونصوص وفيديوهات.

هذه التجربة الحية قام بها محللون من شبكة «زد دي نت» المتخصصة في تقنية المعلومات zdnet.com ونشرت تفاصيلها كاملة في 18 مايو الجاري.

وفي معرض شرحهم للتجربة، أكدوا أنها تجسد التوجه الجديد الذي اضطرت شركات تقنية المعلومات العملاقة، خصوصاً العاملة في مجال المحتوى، إلى تطبيقه، والالتزام به في ضوء تطورين مهمين، الأول تداعيات فضيحة شركة «كمبريدج أنالتيكا» البريطانية لتحليل البيانات، والتي تم خلالها تسريب بيانات أكثر من 75 مليون من مستخدمي «فيس بوك»، وجرى استخدامها على نحو سيئ في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والثاني بدء سريان قانون حماية المعلومات العامة الأوروبي في 25 مايو الجاري، والذي يفرض على جميع الشركات منح أي مستخدم لديها نسخة كاملة من بياناته المخزنة لديها، وإلا تعرضت لعقوبة تعادل إما 4% من دخلها في أوروبا، أو 20 مليون يورو أيهما أكبر.

هاتف «آي فون»

وفي التجربة التي تمت مع «أبل»، فقد جرى إرسال طلب نسخة من بيانات شخص اشترى هاتف «آي فون» في عام 2010، فوصلت البيانات في مجلد ضخم مضغوط يضم 14 مجلداً فرعياً، كل منها يحتوي على ملفات بصيغة «إكسل»، تعرض بيانات وصفية كاملة ومفهرسة ومنظمة.

وتوزعت السجلات على مسارات تضمنت: سجلاً بالبيانات الخاصة بتفاصيل حساب المستخدم لدى «أبل»، ويحتوي على معلومات أساسية حول صاحب الحساب، بما في ذلك الاسم، والعنوان، ورقم الهاتف، ومعلومات رقم التعريف الخاص به لدى «أبل» المعروف باسم «أبل آي دي»، كما يتضمن العنوان الرقمي للكمبيوتر الخادم لدى «أبل» الذي استخدم في فتح الكمبيوتر.

سجلات تفصيلية

كما تضمنت سجل بيانات خاصاً بتاريخ النشاط على خدمة «آي كلاود»، وسجل تصفح «سفاري»، إضافة إلى سجل بيانات البريد والمراسلة التي تمت من خلال تطبيقات «أبل» للمراسلة والبريد.

واشتملت السجلات على رصد جميع التفاعلات التي تمت بين المستخدم ونظام دعم المتعاملين لدى «أبل»، إضافة إلى سجل بتفاصيل جميع الأجهزة والملحقات التي اشتراها المستخدم من «أبل» أياً كان تاريخها، أو نوعها. كما يضم السجل معلومات الاتصال الأساسية على صاحب الحساب، مثل الاسم والعنوان ورقم الهاتف، وإذا كان المستخدم يختار رسائل البريد الإلكتروني والتسويق والمكالمات الهاتفية.

الدعم الفني

وتضمنت السجلات، ملفاً منفصلاً آخر حول تفاصيل الاتصالات، والتفاعلات مع أطقم الدعم الفني ورعاية المتعاملين لدى «أبل»، ويتضمن الملاحظات التي دونها الموظفون حول مشكلة المتعامل، والخطوات التي اتخذت لحل المشكلة، والنتيجة النهائية للمكالمة.

وهناك أيضاً سجل بتفاصيل المرات التي دخل فيها المستخدم إلى متجر «آي تيونز»، من حيث التوقيت وطبيعة النشاط والتنزيلات التي تمت، ومن أي جهاز تم الاتصال، فضلاً عن سجل خاص بمركز الألعاب، يحتوي على معلومات كاملة حول جميع جلسات اللعب التي لعبها أو تفاعل معها المستخدم، ونوعية الالعاب ومستويات اللعب، وسجل خاص يضم معلومات عن كل مرة تمت فيها زيارة صفحة نسيان كلمة المرور أو تعديل إعدادات الحساب، أو إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بالمستخدم، وسجل خاص بكل الأغاني التي تم الاستماع إليها أو تنزيلها، أو تحميلها على خدمة «آي تيونز ماتش».

وتتضمن السجلات كذلك، ملفاً خاصاً يحتوي معلومات للتنزيلات التي تمت من متجر «آي تيونز»، من تطبيقات وأغاني وألبومات ومقاطع فيديو وأفلام، وكل المعلومات الخاصة بالجهاز، إضافة إلى سجل خاص يسرد تفاصيل طلبات التصليح والصيانة التي طلبها المستخدم، وتتضمن معلومات حول ماهية المشكلة، وأي ملاحظات يقوم بها موظفو «أبل»، وأي معلومات تحدد هوية الجهاز.

 

تويتر