رياضيون: مستوى الدور الأول متواضع.. وعلامة استفهام حول «الأجانب والمقيمين»

«ذهاب الدوري».. ممتاز تنظيمياً دون الطموح فنياً

صورة

وصف رياضيون ومحللون فنيون المستوى الفني للدور الأول من دوري أدنوك للمحترفين لكرة القدم، بأنه «دون الطموح»، مقارنة بالعدد الكبير للاعبين المقيمين والأجانب، والصفقات الكبيرة التي عقدتها الأندية مع لاعبين كبار بمبالغ طائلة، لكنهم لم يشكلوا الإضافة الحقيقية التي تجعل الدوري مميزاً فنياً، مشيرين إلى أنه في المقابل، فإن الدور الأول كان ممتازاً على الصعيد التنظيمي من قِبل المسؤولين في رابطة المحترفين، خصوصاً على مستوى الحضور الجماهيري (تحديداً في المباريات الكبيرة)، والسلاسة في دخول الجمهور ووجوده في المدرجات، والتعامل الجيد لرابطة المحترفين على صعيد الجانب الإعلامي، وجودة النقل التلفزيوني المباشر للمباريات.

لافتين إلى أن هناك أسباباً عدة وراء ضعف المستوى الفني للدوري، من بينها الفوارق الكبيرة بين المتصدر (شباب الأهلي 28 نقطة)، ودبا صاحب المركز الأخير بأربع نقاط فقط، بجاب تذبذب المستوى الفني لفرق كبيرة، مثل العين (حامل اللقب)، الذي أنهى الدور الأول في المركز السابع، وكذلك تذبذب مستوى فرق الصدارة التي يحتلها حالياً شباب الأهلي، بعدما كان في السابق يحتلها مؤقتاً كل من الشارقة الوصل والبطائح.

وأنهى شباب الأهلي صدارة الدور الأول برصيد 28 نقطة (بطل الشتاء)، في حين أن العين كان قد تصدر الدور الأول في الموسم الماضي برصيد 30 نقطة، بجانب أن الدور الأول في الموسم الحالي بدأ وكأن ترتيب الفرق خلاله عبارة عن قسمين فقط أحدهما في المقدمة والآخر في المستوى الأدنى، ولا توجد منطقة وسط.

كما شهد الدور الأول من الدوري توقفات خلال نهائيات كأس العالم (قطر 2022)، إضافة إلى توقفات أخرى بسبب تجمعات وارتباطات المنتخب، خصوصاً على صعيد مشاركته الأخيرة في كأس الخليج العربي التي أقيمت في العراق، ما أثر في مستوى الفرق والمسابقة بشكل عام وعلى «رتم اللاعبين»، فضلاً عن عدم وجود برامج محددة لمباريات أو مسابقات بديلة يمكن أن تعوّض الأندية عن هذه التوقفات الكثيرة، بما يمكنها من الحفاظ على «الرتم الفني» الذي كانت عليه، بجانب أن نسبة كبيرة من اللاعبين الذين قامت الأندية باستقطابهم، سواء كانوا مواطنين أو أجانب أو مقيمين، بجانب الصفقات الكبيرة لبعض الأندية، مثل المهاجم الإسباني باكو الكأسير والبوسني بيانيتش واليوناني مانولاس في الشارقة، لم يقدموا المستوى الفني الذي يرضي الطموح، ويجذب الجمهور بكثافة للمدرجات.

وقال الرياضيون لـ«الإمارات اليوم»: «المستوى الفني المتواضع للدوري كشفه واقع المنتخب الوطني، خلال مشاركته الأخيرة في كأس الخليج العربي بالعراق».

وأوضح الرياضيون: «رغم وجود إثارة في الدوري، فإن المردود الفني كان متواضعاً، على الرغم من أن هذا الموسم تميز بوجود نسبة عالية من اللاعبين الأجانب والمقيمين، بعد قرار رابطة المحترفين بزيادة عددهم إلى خمسة بدلاً من أربعة، بجانب وجود خمسة لاعبين ضمن فئة اللاعب المقيم، وكذلك الأسماء الكبيرة من اللاعبين الأجانب الذين تعاقدت معهم الأندية، ووجود أسماء كبيرة لمدربين أجانب، وكان يفترض أن تسهم كل هذه العناصر في أن يكون المستوى الفني للدوري أفضل مما شاهدناه في الدور الأول، أسوة بالتنظيم المتميز الذي كانت عليه المسابقة».

وأشاروا إلى أنه من النقاط الإيجابية في الدور الأول بروز بعض الأندية التي كانت في السابق تنافس في مراكز متوسطة أو في القاع، لكنها تنافس حالياً على المراكز المتقدمة، مثل: الوصل وعجمان واتحاد كلباء.

وشهد الدور الأول، وفقاً للموقع الرسمي لرابطة المحترفين، إقامة 91 مباراة سجلت خلالها 268 هدفاً، وجاءت نسبة التهديف بنسبة 2.98 هدف في كل مباراة.

وتصدر ترتيب الهدافين كل من: مهاجم الجزيرة علي مبخوت، ومهاجم العين لابا كودجو، برصيد 14 هدفاً لكل منهما، وحلّ في المركز الثاني كل من: لاعب الوحدة جواو بيدرو، ولاعب الوصل فابيو دي ليما، برصيد 10 أهداف لكل منهما.

من جانبه، أكد مدرب المنتخب الوطني السابق وحتا الحالي، الدكتور عبدالله مسفر، أنه لم يشاهد خلال الدور الأول مردوداً فنياً يعادل قيمة الصرف المالي الذي صرفته الأندية على صفقات اللاعبين، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو أجانب، مشدداً على أنه مع وجود هذا العدد الكبير من اللاعبين الأجانب والمقيمين كان يفترض أن يكون المستوى الفني للدوري أفضل مما شاهدناه، مشيراً إلى أن «بناءً على الصفقات التي استقطبتهم الأندية، فقد كنا نتوقع أن يكون الدوري مشتعلاً هذا الموسم».

وأضاف مسفر: «لم نشاهد أي فريق كان مقنعاً على صعيد المستوى الفني في الدور الأول. أين العين حامل اللقب؟ هو حالياً في المركز السابع في ترتيب الفرق، وحتى مستوى شباب الأهلي لم يكن مقنعاً فنياً، رغم أنه تصدر ترتيب الفرق في الدوري الأول، ومستواه الفني لا يوازي المركز الأول الذي يحتله».

وأشار مسفر إلى أن مستوى الدوري حتى الآن فنياً فإنه أقل من المتوقع، معتبراً أنه مقارنة بالصرف المالي الكبير لبعض الأندية، فإن المستوى الفني أقل من المأمول.

ورأى عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم سابقاً والمحلل الفني، محمد مطر غراب، أن مستوى الدوري غير مرض فنياً، سواء من ناحية اللاعبين المواطنين أو الأجانب أو المقيمين، وهذا الأمر كشفه واقع المنتخب، خلال مشاركته الأخيرة في كأس الخليج العربي في العراق، مؤكداً أن الدوري شهد إثارة نتيجة تقارب نتائج الفرق، لكن فنياً فقد كان الوضع عادياً.

وأضاف: «القيمة المالية للاعب المقيم تُعدّ في بعض الأندية أعلى من اللاعبين الأجانب، وبالتالي يجب أن يكون مردودهم الفني أكبر من اللاعبين الأجانب، وكذلك فإن هناك عدداً من اللاعبين المواطنين، خصوصاً في الأندية الكبيرة، قيمتهم المالية كبيرة، ورغم ذلك لم ينعكس هذا الأمر على المردود الفني للدوري بشكل عام».

وأوضح غراب: «المردود الفني المتواضع لمستوى الدوري في الدور الأول بشكل عام، قد يكون له أسبابه، سواء كان على صعيد المدربين أو اللاعبين، كون أن الدور الأول شهد توقفات كثيرة كانت مبررة، ولذلك لن نستطيع أن نضع اللوم على جهة محددة في هذا الخصوص، بجانب عدم وجود برمجة أو مسابقات أخرى يمكن أن تعوض الأندية عن المباريات الأخرى التي شهدت توقفات، بما يمكن هذه الأندية من أن تحافظ على الجانب البدني وعلى الرتم الفني نفسه الذي كانت عليه قبل التوقف، وبالتالي فإن كل هذه الجوانب لها تأثير مباشر في المستوى الفني للدوري».

بدوره، أشار مدير فريق النصر السابق والمحلل الفني، خالد عبيد، إلى أنه من الملاحظات المهمة هي مسألة تأخر الأندية في تعاقداتها في بداية الموسم، خصوصاً مع اللاعبين الأجانب، بجانب سوء اختبارات بعض الأندية للاعبين الأجانب الذين لم يقدموا المستوى المقنع، وهذه المشكلة لاتزال مستمرة، ما أثر سلباً في بداية الدوري، كما أن بعض الأندية لم تستكمل تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب، مطالباً الأندية بضرورة تفادي مسألة التأخر في استقطاب اللاعبين في بداية كل موسم.

وأضاف أنه «يعتقد أن الدور الأول للدوري في الموسم الحالي أفضل نسبياً من الموسم السابق، كما أن الحضور الجماهيري المميز في معظم المباريات أعطى حافزاً للفرق في اللعب».

وأوضح عبيد: «من الأمور الإيجابية أيضاً أن بعض الفرق التي كانت تنافس في القاع باتت تنافس على المراكز الأربعة المتقدمة، مثل عجمان واتحاد كلباء، كما أن عدد الفرق المتنافسة على المراكز الأولى وصلت إلى 12 وهذه من إيجابيات الدور الأول».

• 268 هدفاً سجلت في مباريات الدور الأول الـ91 بنسبة 2.98 هدف في كل مباراة.

• الدور الأول شهد الكثير من التوقفات أبرزها خلال نهائيات كأس العالم (قطر 2022).

للإطلاع على المظاهر التي ميّزت الدور الأول تنظيمياً ومؤشرات الضعف فنياً، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر