بالصور.. "جمهور عربي" يعالج احتقان الملاعب بـ"وداد القلب" و"رجاء الشعب"

صورة
أذهلت جماهير ناديي الوداد والرجاء المغربيين، كل من تابع مواجهتهما، أمس السبت، في ذهاب الدور ثمن النهائي من البطولة العربية للأندية الأبطال "كأس الملك محمد السادس"، بعد المشاهد "العالمية" التي ستبقى خالدة في ذاكرة البطولة التي عانت في السنوات الماضية من مظاهر سلبية وأجواء محتقنة بين الأندية المتنافسة!.
مباراة "وداد القلب" و"رجاء الشعب" -كما يحلو تسميتهما في المغرب- حضرها 45 ألف متفرج في استاد "مركب محمد الخامس"، وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، وكذلك بعناق بين لاعبي الفريقين، ومصافحتهم للحكم الإماراتي محمد عبدالله حسن، وسط أجواء جماهيرية حماسية منقطعة النظير، حتى أن المتابع خلف الشاشات الصغيرة تمنى لو بقيت كاميرا النقل التلفزيوني لقناة أبوظبي الرياضية مسلطة على المشجعين أكثر من المباراة لاسيما أنهم رسموا أجمل اللوحات وجعلوا لأداء فريقيهما شكل "أكثر من عالمي".
وكان أنصار الوداد قد عبروا عن عشقهم لكيانهم من خلال "تيفو" متحرك حمل شكل "تنين"، أثار دهشة المراقبين، وتناوب آخرون على حمل الأعلام الحمراء والهتاف وإشعال "الشماريخ".
وفي المقابل، رفع "الرجاوية" أعلامهم الخضراء وظلوا يقفزون ليزلزلوا أرض الملعب، وقدموا أروع الصور في حب القميص الأخضر، وتشجيع لم يتوقف ألهب حماس اللاعبين حتى أدركوا التعادل في الشوط الثاني، فضلا عن لعب دور إنساني ملفت برفع شعارات تضامنية مع مشجع الفريق المصاب بالسرطان محمد السيمو والهتاف باسمه على المدرجات.
ورغم أن المباراة جمعت قطبي الكرة المغربية، ممثلا أكبر مدينة في المغرب "الدار البيضاء"، والمعروف عنهما العداء التاريخي، إلا أنهما نقلا صورة حضارية عن بلد كان يفترض أن يستضيف نهائيات كأس العالم 2010 قبل أن تذهب أصوات "فيفا" لجنوب إفريقيا.
وتفتح مواجهة "كازابلانكا" سيلاً التساؤلات، أبرزها: لماذا لا تكن كل المواجهات العربية بهذا الشكل بعيداً عن الاحتقان والتعبئة المبالغ فيهما؟ ألم يقدم الجمهور المغربي دروسا لبقية الجماهير العربية رياضياً وأخلاقياً في حدود المسؤولية الوطنية لعكس الصورة المشرقة عن بلادهم؟ متى ترتقي أندية عربية أمام الإعلام الأوروبي ويتجنب لاعبوها تشويه الصورة؟.
لم نشهد في "الديربي المغربي" لاعبا يعتدي على خصمه، أو آخر يعترض بشدة على الحكم، أو نجم يرى نفسه أكبر من ناديه، أو مشجعون يرمون زجاجات المياه على أرض الملعب، وإنما تكاملت عناصر اللعبة لإخراج المباراة في أبهى صورة، أجبرت المراقبين العرب على تهنئة المغرب وجمهوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما بلغه من محتوى احترافي في الملعب وعلى المدرجات.
أخيراً... هناك فروقات بين الهوس الكروي والتعصب الأعمى للكرة، فالأول أتقنته جماهير الوداد والرجاء، أما الثاني فيحلم مسؤولو الكرة العربية في التخلص منه. 
 
 
تويتر