أيقونة الثورة السودانية انخرطت في مجال حقوق الإنسان

إنترفيو.. آلاء صالح: أنتمي إلى «جيل عنيد» تمكّن من الإطاحة بالبشير

صورة

أصبحت الناشطة السودانية الشابة، آلاء صالح، أيقونة الثورة، التي أسقطت في ربيع 2019 الرئيس السابق عمر البشير. ومنذ ذلك الحين جسدت آلاء صالح أمل المرأة، وأسمعت صوت بلادها في الخارج. وهي الآن ضمن المدافعين عن حقوق الإنسان. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معها مجلة «لونوفيل أوبسرفتور» الفرنسية أخيراً:

■ لم تكوني تتوقعين شهرتك المفاجئة، في ربيع 2019. كيف جربت مسؤولية تمثيل الثورة السودانية؟

■■ في الأيام الأولى، لم أكن أُقدّر حجم هذه المسؤولية التي وقعت على كاهلي، للتو. وكان عليّ أن أتعلم كيف أزن كل كلمة. وتواصلت معي أحزاب سياسية، وحتى المجلس العسكري الانتقالي، الذي تم تشكيله بعد سقوط البشير، للتحدث والدفاع عن مصالحهم. ورفضت ذلك، لأنني أريد فقط أن أمثل الشارع. وشاركت مع الناس في الاحتجاجات، ويجب أن أسمع صوتهم الآن. إنه عبء ثقيل يجب أن أتحمله، لكنه عبء أرغب في بذل كل جهد وتضحية من أجله.

■ لقد أظهرت الحركة السودانية وجهاً أنثوياً. هل ترين أن هذه الثورة كانت الأكثر أنوثة من بين الثورات الأخيرة، حول العالم، خصوصاً في العالم العربي؟

■■ أكثر من 60٪ من الناس الذين خرجوا إلى الشوارع، في المسيرات والتظاهرات، كانوا من النساء؛ ومن جميع الأعمار، وجميع الثقافات، وجميع أنحاء البلاد. وقد عانت النساء، أكثر من غيرهن، من قوانين البشير، التي حدّت من حركتهن وحتى طريقة لباسهن. وفي ذلك اليوم رددنا «صوت المرأة ثورة». وقد لعبت النساء، بصدق، دوراً مهماً في هذه الثورة.

■ تقولين إن النساء في عائلتك هن من ألهمك؛ وجدّتك شاركت في ثورة 1964، ووالدتك انضمت إلى الانتفاضة الشعبية عام 1985.

■■ كانت المرأة عاملاً مهماً في التغييرات التي ميزت كل حقبة من تاريخ السودان. وأتذكر خالدة زاهر، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة في التعليم، وواحدة من أوائل النساء اللواتي امتهنّ الطب في الخمسينات من القرن الماضي. ونضالها جعلها امرأة خالدة، ويعود لها الفضل جزئياً في قدرتنا على الذهاب إلى المدرسة ومواصلة تعليمنا.

■ ما أهم النضالات النسوية في السودان؟

■■ نحن نركز على قضايا السلام والأمن. ويوجد في السودان أكثر من 3000 مخيم للاجئين والمشردين داخلياً. وهناك انتهاك لأبسط حقوق المرأة. لذلك، في الوقت الحالي، نعمل على ضمان هذه الحقوق، حتى تشعر النساء بالأمان؛ وحتى يعشن في استقرار.

■ تطلعات الشباب الإفريقي إلى الديمقراطية لم تُسمع بهذه القوة من قبل. هل يعيد ذلك تشكيل السياسة؟

■■ طبعاً. والدليل أننا أسقطنا نظام عمر البشير. أنا أنتمي إلى ما أسميه «الجيل العنيد». وهذا نوع من التحذير، للقول إننا لن نتخلى عن أفكارنا. وجيلنا منخرط والثورة هي انعكاس لتحول الأجيال. وبالفعل، الأجيال القادمة تحذو حذو بعضها. وابنة أخي، على سبيل المثال، التي بالكاد تستطيع التحدث، تصرخ «مدنية.. مدنية»، مع إشارة النصر بإصبعيها، عندما تمر بقرب سيارة شرطة. لقد كان جيلي مضطهداً وانفجرنا. وهؤلاء الفتيات سيكبرن مع هذه القيم، وسيعشن في ظروف أفضل. ولن يوافقن أبداً على أن يكن خاضعات.

■ كيف ترين المستقبل؟

■■ الطريق لايزال طويلاً أمامنا، وبالنسبة لنا، في السودان، العقبة الرئيسة تم تجاوزها. وقد استخدمنا كل الوسائل المتاحة للانتصار على هذا النظام. واليوم، لدينا حكومة تتألف من مدنيين وعسكريين، وبالطبع، إنها مرحلة انتقالية، ولكننا خرجنا لنقول للنظام السابق «ارحل»، وقد رحل.

• الطريق لايزال طويلاً أمامنا، وبالنسبة لنا، في السودان، العقبة الرئيسة تم تجاوزها.

تويتر