مستشار الرئيس الأميركي مايك فلين:

أميركا تفكر في صيغة جديدة لحلف شمال الأطلسي

مايك فلين. أ.ف.ب

تحدث مستشار الرئيس الأميركي، مايك فلين، عن أهمية إعادة النظر في علاقة بلاده بحلف شمال الأطلسي (ناتو) ورؤية الرئيس دونالد ترامب للعلاقات بين دفتي المتوسط على أساس مفهوم جديد يتماشى مع مستجدات القرن الحادي والعشرين، وتهاون الدول الأوروبية مع أزمة اللاجئين، وفي ما يلي مقتطفات من هذه المقابلة:

• أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه إذا فاز بفترة رئاسية ثانية فإنه سيعيد النظر في علاقات بلاده بـ«ناتو»، وأنه يهدد بالانسحاب من الحلف، ما تعليقكم على ذلك؟

-- أعتقد أن العالم أخطأ في قراءة دونالد ترامب، إذ ليس لديه أي نية في الانسحاب من الحلف دون دراسة جميع العلاقات التي تربط بلاده به، ويتمثل هدفه في إعادة النظر في الطريقة التي تربطنا بالعالم، حيث يفترض أن تكون الولايات المتحدة هي الدولة التي تتزعم العالم. والهدف من إعادة النظر في مثل هذه التحالفات والمواثيق هو التأكد من أنها لاتزال قابلة للحياة لأغراض القرن الحادي والعشرين، ولكن هذا لا يعني أن ترامب سيبدأ الفترة الثانية وفي الوقت ذاته سينسحب من «ناتو»، لكنني أود أن أقول إن الحلف كتحالف سياسي لابد من إعادة النظر فيه في كل شيء: الموارد، والقدرات، وخلافه.

• هذا يعني أنكم في جميع الأحوال تتحدون «ناتو»؟

-- تشكل «ناتو» بعد الحرب العالمية الثانية، ما يعني أكثر بقليل من نصف قرن. هل تريدوننا أن يستمر على المنوال نفسه لنصف قرن آخر؟ أعتقد أننا أجبنا على ذلك. إذا اضطررنا للمراهنة على مثل هذه التحالفات، فسأقول نعم، يتعين علينا الدفع بهذه التحالفات إلى الأمام ولكن ينبغي أيضاً أن ندفع كلفتها.

• من الواضح أن ألمانيا تلعب دوراً مهماً في اعتبارات ترامب، لقد خاطب ألمانيا على وجه التحديد وطالب الحكومة الألمانية بأن تدفع مقابل الأمن الذي توفره لها القوات الأميركية المتمركزة هناك، وإلا فقد يتم سحبها. ما تعليقكم؟

-- علينا أن ننظر إلى كلفة موارد الجيش الأميركي في جميع أنحاء العالم. كيف تتحمل البلاد هذه الكلفة، ولماذا تدفعها؟ سأعطيك مثالاً. يحصل الصينيون على أكثر من 40% من نفطهم من الشرق الأوسط عبر الخليج العربي، لكن هل سبق أن رأيت حاملة طائرات صينية داخل الخليج العربي؟ منذ 40 عاماً على الأقل، ظلت الولايات المتحدة الأميركية تضمن إمدادات الطاقة الصينية. وللحق أقول إن الولايات المتحدة تقدم الأموال إلى 99% من البلدان على هذا الكوكب حتى كوريا الشمالية تحصل منا على مساعدات إنسانية. نعطيهم الطعام، والله يعلم ماذا يفعلون به. ربما يطعمونه إلى مسؤوليهم المحتالين. إعادة النظر هذه ليس لها علاقة بمعاداة ألمانيا أو «ناتو» وإنما يتعلق الأمر بدراسة وفحص الاحتياجات التي تساعد على السير إلى الأمام في القرن الحادي والعشرين ومن الذي سيدفع ثمن هذه الاحتياجات.

• في ديسمبر الماضي، انتقد ترامب المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مدعياً أنها ظلت متهاونة للغاية في أزمة اللاجئين أليس هذا مضراً بالتعاون بين البلدين؟ يضاف الى ذلك أن عباراته قاسية معها.

-- أعتقد أن جميع أوروبا ظلت متهاونة مع أزمة اللاجئين، وأنا بدوري أتساءل: لماذا يهرع هؤلاء الناس إلى ألق وجمال وقوة أوروبا والولايات المتحدة ولا يهرعون إلى عواصمهم أو عواصم العالم الإسلامي؟ علينا أن ندفعهم للخلف، يجب أن نعيد هؤلاء الناس إلى قواربهم وإلى الأماكن التي أتوا منها، وعلينا أن نخبر هؤلاء القادة في العالم العربي، «أنتم من يتحمل المسؤولية أيضاً». لا أعتقد أن أوروبا استجابت بالطريقة الصحيحة، وأعتقد أن هذا ما جعل ترامب يرد بمثل هذه الطريقة.

العالم أخطأ في قراءة دونالد ترامب، إذ ليس لديه أي نية للانسحاب من الحلف.

تويتر