مع اقتراب «يوم صفر» بعد أسوأ موجة جفاف

مدينة كيب تاون تتحسب لتوقف إمدادات مياه الشرب

صورة

يبدو أن معظم صنابير المياه، في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، تقترب من لحظة التوقف النهائي عن إمدادات المياه، فيما بات يعرف بـ«يوم صفر» في هذه المدينة، التي تعاني أسوأ موجة جفاف في قرن من الزمان. وتعكس ندرة المياه التوترات بين طبقات سكان المدينة البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، في بلد يتميز بأعلى معدلات الانقسام الطبقي في العالم.

ندرة المياه يتحملها

السكان الأكثر فقراً..

مع تزايد المخاوف

من عواقب إهدارها.


تطلب السلطات من

السكان استخدام ما

لا يزيد على 13.2

غالوناً من المياه

يومياً، بعد أن كانت

تسمح بـ23 غالوناً.

وتضم كيب تاون، وهي من أهم المقاصد السياحية الدولية، مناطق سكنية فقيرة غير رسمية مترامية الأطراف، وأحياء ذات دخل مرتفع. وتعتقد بعض المصادر أن ندرة المياه يتحملها السكان الأكثر فقراً، مع تزايد المخاوف من عواقب إهدار المياه الثمينة. وتقول الجهات الرسمية إن الجيش على أهبة الاستعداد، لتأمين نقاط تجميع المياه، إذا حدث ما يطلق عليه «يوم صفر». وتقوم بعض وسائل الإعلام بالاستفسار عن كيفية حصول السكان على المياه، في خضم تضييق القيود المفروضة على المياه، في محاولة لتجنب توقفها بشكل كامل منتصف أبريل المقبل.

بيد أن الباحثة بمعهد فيوتشر ووتر بجامعة كيب تاون، كيرستي كاردن، تشير بأصبع الاتهام إلى مناطق من المدينة تكثر بها الحدائق، وتضيف «المشكلة تتجذر في المناطق التي ينشئ فيها السكان حدائق، وحمامات سباحة، وهم أكثر السكان تبذيراً، نظراً للطريقة التي يهدرون بها المياه، حيث إنهم يستخدمون المياه التي يتم توفيرها في الصنابير لأغراض أخرى».

وتعتقد أن بعض السكان بدأوا يغيرون أساليبهم في استخدام المياه، لكن «المشكلة الكبرى تكمن في المناطق الأكثر ثراء، حيث يدفع الناس فقط ثمنها».

وتقول كاردن إن نحو ربع سكان كيب تاون يعيشون في المستوطنات العشوائية، حيث يحصلون على المياه من الصنابير الجماعية، بدلاً من الصنابير الفردية في المنزل. وهناك دائماً صور من الصنابير المكسورة والمياه المهدرة، «لكن الحقيقة هي أن هؤلاء المليون الشخص، الذين يعيشون في أطراف المدينة، يستخدمون فقط 4.5٪ من المياه».

وفي واحد من المساكن العشوائية المزدحمة والمصنوعة من الصفيح المموج، تغسل المواطنة فويو كازي ملابسها، وتصب المياه المستخدمة خارج المنزل، مثل عادة سكان هذه الضاحية، وتقول: «من قبل كنت أستخدم إبريقين لأغسل ملابسي، أما الآن فأستخدم واحداً فقط».

وفي ظل القيود الجديدة المفروضة على المياه، التي بدأ سريانها الخميس الماضي، تطلب السلطات من السكان استخدام ما لا يزيد على 13.2 غالوناً من المياه يومياً، بعد أن كان مسموحاً لهم في السابق باستخدام 23 غالوناً. وتمنع الإجراءات الجديدة استخدام مياه الشرب في المدينة لغسل السيارات، أو ملء حمامات السباحة الخاصة، أو لريّ الحدائق. وتفرض السلطات غرامة بموجب الضوابط الجديدة على كل من يهدر المياه. ونظمت المدينة مشروعاً لتأليف وأداء أغانٍ من قبل كبار الفنانين في جنوب إفريقيا، تحض على التقليل من استخدام المياه.

ويقول المواطن دا كروز: «نقتصد في كمية المياه التي يمكن أن نستخدمها يومياً، امتثالاً للضوابط الجديدة». ويضيف «لذلك نقوم بجمع المياه العادمة، التي يمكن استخدامها لتنظيف المراحيض، واستخدام جرة واحدة من الماء، لتنظيف الأسنان وغسل الوجه».

وتقول السلطات إن نحو 70٪ من المياه المتوافرة في كيب تاون، يتم استخدامها في المنازل. ويعتقد الخبراء أن نقص المياه في المدينة يعود لأسباب من بينها تغير المناخ، والنمو السكاني المطرد، كما فاقم المشكلة الاعتماد المحلي على المخزونات الجوفية، في حين أرجأت السلطات المختصة مشروعات مثل محطات تحلية المياه للمستقبل، وتأثر المخزون الجوفي بثلاث سنوات متتالية من الجفاف.

ويراقب العلماء كيفية تعامل السلطات مع هذه المشكلة، إذ إن هذه هي أول مدينة كبرى في العالم ينضب معينها من المياه. ويقول دا كروز «اعتدنا دائماً فتح الصنابير، للحصول على المياه بسهولة». ويضيف «كنت محظوظاً بالسفر إلى بعض البلدان الجافة، حيث تشكل المياه هناك دائماً قضية كبيرة، لذلك عندما انتقلت إلى جنوب إفريقيا، ظلت ندرة المياه دائماً في ذهني».

تويتر