إنترفيو

طبيب فرنسي: الفلسطينيون في غزة يواجهون الموت البطيء

صورة

يعد البروفيسور الفرنسي كريستوف أوبرلين من الشخصيات المساندة للفلسطينيين وقضيتهم، فقد عمل الطبيب المتطوع على تقديم العلاج للكثير من الحالات المستعصية في قطاع غزة منذ سنوات. ويقول إن الحصار الإسرائيلي كان له تأثير سلبي للغاية في حياة الفلسطينيين. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «فانت كاترأور» السويسرية:

■ منذ متى وأنت تزور قطاع غزة؟

■■ أزور القطاع ثلاث مرات كل عام منذ 2011، عادة في مارس ويوليو وديسمبر.

■ كيف تقيّم الوضع الصحي بشكل عام في غزة؟

■■ الوضع مقبول بشكل عام، ولا يجب النظر إلى الأرقام التي تنشرها منظمة الصحة العالمية. بالنظر إلى وفاة المواليد الجدد ومعدلات الأعمار ومتابعة الحمل، فإن غزة تندرج ضمن البلدان النامية، وربما أعلى بقليل. مستوى الطب في غزة متقدم جداً، والأمر الذي يؤثر بشكل كبير هو تبعات الحصار.

■ ماذا تعني؟

■■ تحدث هجمات (إسرائيلية) بشكل مستمر، الأمر الذي يتسبب في حالات نزيف حادة، لكن آثار الحصار كبيرة على القطاع، خصوصاً في ما يتعلق بمرضى السرطان، إذ يعد وضعهم كارثياً. ومنذ تشديد الحصار في 2006 بات علاج المرضى أمراً صعباً للغاية.

■ وماذا عن المشكلات النفسية التي يعانيها الفلسطينيون؟

■■ إنها مسألة مهمة للغاية، فالبنية العائلية والاجتماعية مؤهلة للعناية بالصدمات الناجمة عن القصف والدمار. العامل العائلي والجماعي لعبا دوراً مهماً، دون أن ننسى العامل الديني. بسبب الضغوط الخارجية اتجه الناس إلى المساجد، هذا واضح.

■ إعادة بناء البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، كيف هي الآن؟

■■ إنها كارثة حقيقية، فمنذ إغلاق الحدود مع مصر لم يعد بالإمكان استيراد مواد البناء، في حين لا تسمح إسرائيل إلا بمرور القليل من الدعم الدولي. مستشفى الوفاء والحي الذي يوجد به دمرا تماماً. يستعمل أهالي غزة مواد محلية للبناء، إلا أن غياب الإسمنت جعل العملية صعبة، فإسرائيل تمنع استيراد هذه المادة بشكل شبه مطلق. هذا أمر مريع، ولكن لا أحد يحتج.

■ ما رأيك في عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا) في القطاع؟

■■ الوكالة من بين قليل من المنظمات الدولية التي لا تتعرض للانتقادات من قبل الغزيين. تلعب «الأنروا»، المستقلة سياسياً دوراً رئيساً في غزة، ورئيس المنظمة من الشخصيات القلائل التي تنقل معاناة هؤلاء إلى المحافل الدولية.

■ كيف ترون الأمور هناك؟

■■ مستوى الطب في القطاع جيد، لكن الحصار يحاول خفض هذا المستوى على حساب أولئك الذين يموتون في صمت، وأقصد المصابين بالسكري والسرطان، والمحتاجين لتصفية الدم، كل هؤلاء لم يعد لهم أجهزة لعلاجهم. إنه موت بطيء.

تويتر