انترفيو

الغنوشي: انسحبنا من السلطة لأسباب أخلاقية

صورة

اضطرت حركة النهضة إلى الانسحاب من الحكم في تونس، بسبب الخلافات الحادة بين الخصوم السياسيين، واختارت الحركة ترك مهام تسيير البلاد لحكومة غير حزبية. وأكد رئيس الحركة، راشد الغنوشي في حوار مع صحيفة «لوموند»، أن حركته انسحبت من السلطة لأسباب أخلاقية، لأن التنافس على السلطة قد يؤدي في نهاية الأمر إلى عزوف الناس عن مساندة الأحزاب. وفيما يلي نص الحوار:

انسحبت النهضة من الحكم بعد ثلاث سنوات، كيف فسرتم ذلك لناشطي الحركة؟

● ● أن تغادر الحكومة فهذا لا يعني الهزيمة، لأننا خرجنا من الباب الكبير. ما الجدوى من البقاء في منزل ينهار على سكانه، ليس بوسعنا صياغة دستور بمفردنا، أو ربما كان بإمكاننا فعل ذلك لكن سنجد أنفسنا أمام وضع مشابه للوضع في مصر، لقد غادرنا بمحض إرادتنا ولأسباب أخلاقية.

كيف ترون دور الحركة كمعارض سياسي؟

● ● لا يمكن الحديث الآن عن معارضة أو حزب حاكم. إنه وضع جديد تمخض عن تعيين حكومة توافقية وحيادية. هذه الحكومة ستلقى الدعم ممن كانوا قبل وقت قصير في السلطة ومن المعارضة.

بعد عامين من ممارسة السلطة، ما هي الأخطاء التي أنتم مستعدون للاعتراف بارتكابها؟

● ● كل المشكلات جاءت في العام الثاني، لأن المرحلة الانتقالية استمرت أكثر مما ينبغي. لقد ارتكبنا خطأ باعتقادنا أنه بوسعنا فعل كل شيء في عام واحد. وكان أجدر بنا أن نتحلى بروح أكثر ثورية بإصلاحنا النظام البيروقراطي الذي ورثناه من النظام السابق.

يتهمونكم بالتواطؤ مع المجموعات السلفية.

● ● ربما كان يتعين علينا أن نكون أكثر حزماً منذ البداية، لدينا تجربة حديثة جداً في ممارسة السلطة. في البداية كان هؤلاء المتطرفون لا يلجؤون للعنف، وتالياً بحثنا عن طرق لمناقشتهم، على أمل أن يدخلوا ضمن نطاق شرعي كما كان الحال مع حزبين سلفيين، في حين جنح آخرون للعنف، والحكومة المنتهية ولايتها صنفتهم ضمن المجموعات الإرهابية.

يضمن الدستور الجديد حرية الاعتقاد والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، أنتم نقيض جماعة الإخوان في مصر.

● ● لكل بلد تجربته الخاصة، لقد صدرنا الثورة السلمية لكننا لا نريد استيراد الثورة المضادة في مصر والتي اتسمت بالعنف، ونحن فخورون بهذا الدستور الذي يمزج بين قيم الإسلام المعتدل والقيم العالمية. ورأينا أن كلمة الشريعة ليست واضحة عند الناس، في حين يجب أن تكون مواد الدستور واضحة للجميع.

كيف تتوقعون الانتخابات المقبلة؟

● ● لا يوجد في المسألة سحر أو تنويم مغناطيسي. التونسيون مرتبطون بالقيم الأخلاقية، وهم بحاجة إلى تهدئة، لأن الناس لا يحبون التنافس المحموم على السلطة. يمكنهم المقارنة ليدركوا أن هناك مشكلات هيكلية في البلاد. ويكفينا نحن أننا حافظنا على الدولة والخدمات العامة، وعلى وجه آخر حافظنا على الحرية.

 

 

 

تويتر