وصفوها بالأفيون الروحي

قادة الصين قلقون من التأثيرات السلبية لألعاب الفيديو في الشباب

فتاة في زي تنكري تقف لالتقاط صورة في كشك ألعاب «يتنسينت» بمعرض ومؤتمر الترفيه الرقمي الصيني في شانغهاي. رويترز

وجّه القادة الصينيون مرة أخرى انتقادات شديدة اللهجة لصناعة الألعاب عبر الإنترنت، واتهموا الصناعة بنشر «الأفيون الروحي» بين الشباب الصيني، وخلق مدمنين فاشلين أكاديمياً وفي مجالات أخرى. وذكرت صحيفة «إيكونوميك إنفورميشن ديلي»، وهي وسيلة إعلامية تابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم: «لا ينبغي أن تتطور أي صناعة أو رياضة على حساب تدمير جيل». وطالبت المقالة بقواعد جديدة للحد مما أسمته «المخدرات الإلكترونية».

تأثير سريع

وكان تأثير هذه الانتقادات سريعاً في أكبر سوق في العالم لألعاب الفيديو، والذي يضم ما يقدر بـ740 مليون لاعب، حيث انخفض سعر سهم عمالقة الألعاب الصينية بشكل دراماتيكي. وقد تتربص القيود الرسمية بهذه الصناعة في المستقبل. ولتفادي ذلك، اقترحت أكبر شركة ألعاب، وهي «يتنسينت»، والتي يملكها أغنى رجل في الصين، على الفور، تدابير جديدة لتقييد استخدام لعبتها الرئيسة، «هونور أوف كنجز» أو «شرف الملوك»، بين الأطفال.

قادة الصين مثلهم مثل العديد من الآباء في جميع أنحاء العالم، يحاولون معرفة كيفية ملاءمة ألعاب الفيديو لمستقبل أبنائهم. في عام 2018، فرضت الصين حظراً مؤقتاً على الألعاب الجديدة، وفي عام 2019، حددت أعماراً معينة للشباب الذين يلعبون الألعاب عبر الإنترنت. ويبدو أن هذه الخطوات أصبحت مبررة بعد أن أضافت منظمة الصحة العالمية مرض «اضطراب الألعاب» إلى قائمة الأمراض الرسمية.

ويوجد قلق مماثل ظل يساور اللجنة الأولمبية الدولية، ففي مايو، بعد سنوات من تراجع نسبة المشاهدة لألعابها وتزايد الدعوات إلى اللجنة الأولمبية الدولية للاعتراف بالرياضات الإلكترونية كنوع من ألعاب القوى؛ أطلقت اللجنة الأولمبية الدولية سلسلة من الألعاب الأولمبية الافتراضية، وتشمل خمس رياضات فقط: البيسبول وركوب الدراجات ورياضة السيارات والتجديف والإبحار، لكن من دون أي ميداليات. والغرض من ذلك هو تشجيع المشاركة الرياضية و«تعزيز القيم الأولمبية». وتحاول اللجنة الأولمبية الدولية، مثل الصين، تبني أفضل ألعاب الفيديو.

وتطور العديد من الألعاب مهارات مفيدة، مثل التعاون وبناء الفريق والثقة بالنفس. وتضمن حفل افتتاح دورة ألعاب طوكيو موسيقى من ألعاب الفيديو مثل «سونيك ذي هيدجهوق»، لكن ما يقلق اللجنة الأولمبية الدولية هو أن معظم الألعاب تتسم بالعنف وتتركز حول القتل بدلاً من اللطف، حيث إن الهدف الرئيس للأولمبياد هو تعزيز السلام بين الشعوب والأمم والابتعاد عن ثقافة الاقتتال.

واكتشف العديد من الآباء أن مفتاح حماية أبنائهم من جنون الألعاب هو استكشاف ما ينقصهم في حياتهم، وما إذا كان الطفل يحتاج إلى معرفة كيفية تكوين صداقات، وهل مناقشة العائلة للعبة تصب في هذا الاتجاه؟ وملء هذا الفراغ بالاهتمام والمودة.

ربما تقترب الصين من لحظة مراجعة النفس والتفكير في ألعاب الفيديو. وبعد فترة وجيزة من ظهور المقال في صحيفة «المعلومات الاقتصادية اليومية»، نشرت خدمة الأخبار الصينية مقالاً يدعو المدارس ومطوري الألعاب وأولياء الأمور والأطراف الأخرى إلى العمل معاً لمنع هوس الألعاب.

• اكتشف آباء كثر أن مفتاح حماية أبنائهم من جنون الألعاب، هو معرفة ما ينقصهم في حياتهم ومدى حاجتهم إلى أصدقاء.

تويتر