المرصد.. مهمة فرنسا «تتعثر» في الساحل الإفريقي

لم يعترف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتعثر استراتيجية فرنسا لإعادة الاستقرار لمنطقة الساحل، ومكافحة الجماعات المسلحة، على الرغم من مقتل أحد الرؤساء الأفارقة الأقوياء المدعوم من باريس أخيراً. وعلى النقيض من ذلك، سارع ماكرون إلى نجامينا لحضور جنازة الرئيس المخضرم، إدريس ديبي، واصفاً إياه بأنه «صديق شجاع»، وتعهد بأن «فرنسا لن تسمح لأحد بالعبث أو تهديد استقرار ووحدة تشاد، اليوم وغداً».

ومع ذلك، فإن موت ديبي العنيف يسلط الضوء على الخلل الأساسي في جوهر السياسة الفرنسية، في جميع أنحاء المنطقة المضطربة، والتي تضم خمس مستعمرات سابقة تمتد من المحيط الأطلسي إلى الصحراء الكبرى، والتي تعد من بين أفقر دول العالم.

ومن خلال التعامل مع عدم الاستقرار في المنطقة على أنه مشكلة تتعلق بمكافحة الإرهاب، يجب معالجتها من خلال العمل العسكري، ودعم الأنظمة العميلة؛ وليس كفشل عميق للحوكمة والتنمية الاقتصادية، والذي تفاقم بسبب تغير المناخ والنمو السكاني السريع؛ فإن باريس بهذا الطرح قد وضعت نفسها في وضع صعب.

إنها حرب لا يمكن أن تنتصر فيها باريس، ولكن لا تجرؤ على خسارتها. ويذكرنا دعم فرنسا إلى حد كبير للرجال الأقوياء في ساحتها الخلفية، بسياسة الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، في ثلاثينات القرن الماضي، عندما قال الرئيس فرانكلين روزفلت عن أحد الرؤساء المستبدين إنه «ربما يكون شخصاً حقيراً، لكنه حقيرنا!».

وينبغي لشركاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي، الذين ينفقون نحو مليار يورو سنوياً على تطوير كبير وتدريب أمني وبرنامج إنساني في منطقة الساحل، أن يضاعفوا جهودهم حيث تعثرت فرنسا. ويجب أن يصروا على أنه في مقابل استمرار دعم الميزانية، يجب أن تنفذ الحكومات التزاماتها الخاصة بالإصلاح، وإنهاء الإفلات من العقاب عن الفظائع التي يرتكبها جنودها والميليشيات المتحالفة معها، وإعادة الخدمات العامة في المناطق التي تمت استعادتها من المتمردين.

بعد أكثر من ثماني سنوات على تدخل باريس في مالي لصد تقدم المتمردين الطوارق المدعومين من الجماعات المسلحة نحو العاصمة باماكو، اجتاح العنف بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، ويهدد بالانتشار إلى دول ساحلية أكثر ازدهاراً، على المحيط الأطلسي، إلى خليج غينيا. وبينما حقق الجيش الفرنسي نجاحات تكتيكية، يستمر تجنيد المسلحين مع استمرار الصراعات العرقية والخلافات بين الرعاة والمزارعين.

وقياساً بعدد الضحايا وحوادث العنف والنازحين داخلياً، والمدارس المغلقة، والأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية طارئة، كان عام 2020 أسوأ عام، منذ بدء النزاع.

بول تايلور - كاتب ومحلل سياسي

تويتر