على الرغم من إلحاقها خسائر كبيرة بالتنظيم المتطرف

الضربات الجوية الأميركية تفشل في إضعاف حركة الشباب الصومالية

صورة

عدد غير مسبوق من الضربات الجوية الأميركية ضد حركة الشباب في الصومال، تسبب في خسائر كبيرة دون إضعاف التنظيم المتطرف. لقد شنت الولايات المتحدة 29 غارة جوية ضد حركة الشباب الإرهابية، هذا العام. وفي عام 2017، وجهت القوات الأميركية 27 ضربة ضدّ التنظيم التابع لـ«القاعدة»، والذي يقاتل منذ نحو 10 سنوات للسيطرة على البلاد. كما تم توجيه ضربات عدة، العام الماضي، إلى مجموعة صغيرة من المقاتلين الموالين لتنظيم «داعش» الإرهابي في الصومال.

وقد تسببت بعض الهجمات ضد حركة الشباب في وقوع خسائر كبيرة، حيث لقي ما لا يقل عن 60 من المسلحين مصرعهم في هجوم على معسكر تدريب في إقليم «مودج»، وسط البلاد، خلال الشهر الماضي. لكن الأبحاث التي نشرت الأسبوع الماضي أشارت إلى أنه على الرغم من أن العدد الإجمالي للهجمات من قبل المتطرفين قد انخفض بشكل طفيف، إلا أن حركة الشباب تتكيف مع الحملة الجوية المميتة بشكل متزايد.

ووجد المحللون في معهد «هيرال»، الذي يتخذ من مقديشو مقراً له، أن الجماعة تشن هجمات جماعية أقل على القواعد الحكومية لكن عدد الهجمات ضد المكاتب الحكومية والشركات التي ترفض دفع ضرائبها قد ازداد بشكل ملحوظ.

وقال تقرير المعهد إن عدد التفجيرات «قد تضاعف مرتين، ما يوحي بأن حركة الشباب اتخذت قراراً بالتحول إلى التفجيرات كاستراتيجية أساسية لاستهداف الحكومة الصومالية وحلفائها؛ كطريقة هجوم فعالة لا تعرض رجالها للخطر». وقد أدى انفجار ثلاثي في مقديشو، يوم الجمعة الماضي، إلى مقتل العشرات. وقالت مصادر أمنية في العاصمة إن الهجوم استهدف فنادق لم تدفع أموال الحماية.

يقول العديد من الخبراء إن النضال ضد التمرد قد وصل إلى طريق مسدود. وقال المدير التنفيذي لمعهد «هيرال» ومستشار الأمن القومي السابق، حسين شيخ علي، إنه «بالتأكيد لا تزداد حركة الشباب قوة، لكن الحكومة لا تزداد قوة أيضاً»، متابعاً «لقد كانت الولايات المتحدة نشطة للغاية وأصابت أهدافاً بالغة الخطورة، لكن الاحتفاظ بالأراضي أمرٌ صعبٌ للغاية».

ومن الواضح أن حركة الشباب تتعرض لضغوط؛ وقد قامت المجموعة بابتزاز مبالغ ضخمة من مجتمعات جائعة وتجنيد مئات الأطفال قسراً كجنود ومهاجمين انتحاريين، وقد تم الكشف عن ذلك في وثائق الاستخبارات ونسخ الاستجوابات مع المنشقين والمقابلات التي أجرتها صحيفة «الغارديان».

ويتفق معظم المحللين الدوليين على أن الصراع في طريق مسدود، وقد كتب بيل روغيو، من مجلة «لونغ وور»، المتخصصة في مكافحة الإرهاب على الإنترنت، «تُظهر الهجمات المستمرة أن حركة الشباب تحتفظ بالقدرة على شن هجمات تقليدية، بالإضافة إلى قدرتها الهجومية الإرهابية». ويأتي ذلك في وقت يؤكد فيه الجيش الأميركي أن الغارات الجوية «تقلل من قدرة حركة الشباب على التخطيط لهجمات مستقبلية، وتعطيل شبكات قيادتها، وتقييد حريتها في المناورة داخل المنطقة».

في غضون ذلك، تستمر أزمة إنسانية عميقة في الصومال، إذ تقول الأمم المتحدة إن تزايد انعدام الأمن والنزاعات تسبب في مزيد من النزوح في محافظة شبيلي السفلى. وقد فر أكثر من 34 ألف شخص من المنطقة منذ بداية شهر أغسطس، لينضموا إلى آلاف آخرين قد نزحوا في وقت سابق، بسبب النزاع والجفاف والفيضانات، والغالبية كانت من النساء والأطفال. وبشكل عام، هناك 2.6 مليون نازح في الصومال، ولا تزال برامج الإغاثة تعاني نقصاً حاداً في التمويل. وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الصومال منذ أوائل عام 2017 إلى نحو 500 عنصر، بعد أن وافق الرئيس دونالد ترامب على توسيع العمليات العسكرية.

وأظهرت وزارة الدفاع الأميركية، مخاوف متجددة بشأن حركة الشباب، على مدار العام الماضي، وأشارت إلى الهجوم الإرهابي الكبير عندما ضرب التنظيم مركزاً تجارياً في عام 2013 في نيروبي، كينيا، ما أسفر عن مقتل 67 شخصاً على الأقل. وقد أعرب المسؤولون العسكريون الأميركيون عن قلقهم من أن المجموعة تنمو مرة أخرى؛ حتى بعد خسارة جزء كبير من أراضيها في الصومال في السنوات الأخيرة، واستهدافها بواسطة الطائرات الأميركية بدون طيار.

وفي يونيو لقي الرقيب في القوات الخاصة ألكسندر كونراد (26 عاماً)، حتفه وأُصيب أربعة آخرون في هجوم بجنوب غرب الصومال ضد مقاتلي حركة الشباب. في ذلك الوقت، كانت وفاة كونراد هي ثاني خسارة قتالية أميركية في الصومال في غضون عام تقريباً؛ ففي مايو 2017، قُتل أحد أفراد قوات البحرية الأميركية، وهو كايل ميليكن، وأصيب جنديان أميركيان آخران في غارة.

- «الحركة» لجأت إلى التفجيرات

كاستراتيجية أساسية لاستهداف الحكومة

الصومالية وحلفائها.

تويتر