قال إن ترامب يحيط نفسه بشخصيات تحمل طريقته في التفكير نفسها

المدير السابق للمخابرات المركزية: ما فعله الروس في الانتخابات مشابه لأحداث 11 سبتمبر

مايكل هايدن. أرشيفية

في حوار مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، تحدث الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية، مايكل هايدن، عن علاقة الرئيس الأميركي مع الحقيقة، وتعامله مع حلفائه الأوروبيين، وكيف أنه ينظر إلى العلاقات من خلال مدى الولاء له، وأن ترامب يحيط نفسه بشخصيات تحمل طريقته نفسها في التفكير، وفي ما يلي مقتطفات مما ورد في هذا الحوار.

الرئيس مصمم الآن على تسخير بريطانيا

وفرنسا وألمانيا للإرادة الأميركية، وسيحتفل

بذلك باعتباره «نصراً».

-«ديرشبيغل»: لطالما وجّه الرئيس، دونالد ترامب، انتقادات لاذعة للوسط الأمني في الولايات المتحدة، وهو يشعر بأنه يعيش تحت الرقابة، هل تملك المنظمات الأمنية القوة على فعل ذلك؟

هايدن: الرئيس ترامب ينظر إلى العلاقات من خلال مدى الولاء له، وهذا أمر مزعج لأن المعروف عندنا في الحكومة أن حكم القانون هو السائد، وليس الولاء لشخص معين وإنما الولاء للدستور، لكن الرئيس يتعامل معنا استناداً إلى شكل العلاقة معه، وليس استناداً إلى القانون والحقائق.

-«ديرشبيغل»: حاولت الدول الأوروبية أن تثني ترامب عن الانسحاب من الاتفاقية النووية، ما معنى فشلها جميعاً؟

هايدن: ترامب يستند، خلال اتخاذ قراراته، إلى شيء يختلف عن الآخرين من رؤساء الدول والحكومات، والرئيس ترامب يحيط نفسه بشخصيات تحمل طريقته نفسها في التفكير.

-«ديرشبيغل»: هل تعتقد أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون، هو من هذه الفئة التي ذكرتها؟

هايدن: بولتون شخص ذكي جداً، لكنه يعمل ضمن هذه الإدارة، وهو يمتلك وجهات نظر قوية ويعرف كيف تدار الأمور، وأعتقد أنه يمكن أن يواجه صعوبة في التعامل مع إدارة ترامب.

-«ديرشبيغل»: لكنه مستعد لشن الحرب دائماً.

هايدن: أستطيع القول إنه مستعد للمواجهة.

-«ديرشبيغل»: ما معنى ذلك بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية؟

هايدن: نحن دولة كبيرة تتمتع بمجتمع صحي ونشيط، والدبلوماسية الأميركية مفهومة عبر زمن طويل بأنها تعتمد على العلاقات، والرئيس مصمم الآن على تسخير بريطانيا وفرنسا وألمانيا للإرادة الأميركية، وسيحتفل بذلك باعتباره «نصراً».

-«ديرشبيغل»: تعرضت سمعة منظمات المخابرات والأمن الأميركية لصدمة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة فضائح عدة مثل برنامج تعذيب الأسرى الذي انتهجته «سي آي إيه» في أعقاب حادثة 11 سبتمبر، وإعطاء مسوغات من أجل حرب العراق، ومراقبة المواطنين على نطاق واسع، التي كشف عنها موظف المخابرات السابق، إدوارد سنودن، ألا تعتقد أن ترامب على حق في انتقاده للمخابرات؟

هايدن: لا يتعين علي الموافقة على كل المقدمات التي سقتها الآن، كي أجيب على سؤالك، لكن المخابرات الأميركية هي مشروع إنساني، أحياناً يحقق النجاح وأحياناً لا.

-«ديرشبيغل»: في كتابك الأخير الذي يحمل عنوان «الهجوم على المخابرات»، قلت إن العاملين في المخابرات الأميركية لم يسبق لهم أن خدموا رئيساً لا تهمه الحقيقة، فلماذا تحاول تكبير الموضوع؟

هايدن: نحن نلاحظ تآكل قيم التنوير في العديد من الدول الأوروبية، وهذا بالطبع يثير قلق أميركا، لأن الآباء المؤسسين لأميركا كانت أفكارهم تنطوي على التنوير، ولذلك إذا تخلينا عنه فإننا نبتعد عن جذورنا.

-«ديرشبيغل»: كنت من أقوى المؤيدين لتعيين موظفة المخابرات «سي آي ايه»، جينا هاسبل، لتكون مديرة هذه المنظمة، على الرغم من أنها متورطة بشدة في برنامج تعذيب الأسرى المعروف باسم «بلاك سايت»، لماذا تعتبرها المرشحة المناسبة؟

هايدن: ليس هناك من هو أفضل منها، فهي تتمتع بالجدارة، كما أنها خيار جيد بل رائع.

-«ديرشبيغل»: لقد قامت بإتلاف تسجيل الفيديو الذي يصور التعذيب خلال التحقيقات.

هايدن: أولاً نحن لا نعتبر ذلك تعذيباً، وثانياً هي لم تتلف أدلة، وإنما كانت عضواً أساسياً في فريق مكافحة الإرهاب لفترة طويلة من الزمن.

-«ديرشبيغل»: بينما كانت أجهزة الأمن تركز على الإرهاب، كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يشن حملة للتأثير في الانتخابات الأميركية. لماذا ترامب يرفض توجيه انتقاد له.

هايدن: في الواقع ليس لدي أي تفسير لذلك، ربما لأنه لا يعترف مطلقاً بأنه قد أخطأ، ما فعله الروس أمر مشابه تقريباً لحادثة 11 سبتمبر، لقد كان هجوماً على الأميركيين من جهة غير متوقعة.

-«ديرشبيغل»: هل أنت مستغرب مما يتكشف يومياً جراء عمل المحقق الخاص، روبرت مولر؟

هايدن: لا أعرف تفاصيل التحقيق، لكن كان هناك الكثير من الاتصالات بين حملة ترامب الانتخابية والروس، وأنا لست في موقف يسمح لي بإطلاق أحكام، وهذه الاتصالات كانت من أبسط المستويات حتى وصلت لابن الرئيس.

تويتر