"انتحارية" نفّذت الاعتداء الإرهابي بشارع الاستقلال في إسطنبول

لقي ستة أشخاص حتفهم وأصيب 81 آخرون اليوم الأحد عندما هز انفجار شارعا مزدحما للمشاة في وسط إسطنبول في حادث قال عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه نُفذ بقنبلة "وتفوح منه رائحة الإرهاب".

وفر مئات الأشخاص من شارع الاستقلال التاريخي بعد الانفجار فيما هرعت سيارات الإسعاف والشرطة في الاتجاه المقابل. وكانت المنطقة الواقعة في حي بك أوغلي في كبرى مدن تركيا مزدحمة كالمعتاد بالمتسوقين والسياح والعائلات.

وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها رويترز لحظة وقوع الانفجار في الساعة 4:13 مساء بالتوقيت المحلي (1313 بتوقيت غرينتش) والذي أدى إلى تطاير الحطام في الهواء وترك العديد من الأشخاص على الأرض.

وبعد ساعات من وقوع الانفجار، زار نائب الرئيس فؤاد أقطاي موقع الانفجار حيث كشف عن أحدث حصيلة للقتلى والجرحى، وتعهد بحل الأمر "قريبا جدا".

وقالت السلطات في وقت لاحق إن موظفا حكوميا وابنته ضمن القتلى. ويرقد خمسة أشخاص فى العناية المركزة بالمستشفى منهم اثنان في حالة حرجة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار.

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي قبل توجهه إلى إندونيسيا لحضور قمة مجموعة العشرين "جهود هزيمة تركيا والشعب التركي من خلال الإرهاب ستفشل اليوم مثلما فشلت بالأمس وستفشل مرة أخرى غدا".

وأضاف "ليكن شعبنا على ثقة من أن منفذي تفجير شارع الاستقلال سيحصلون على العقاب الذي يستحقونه"، مضيفا أن المعلومات الأولية تشير إلى أن "امرأة لعبت دورا" فيه.

ومضى قائلا "سيكون من الخطأ الجزم بأن انفجار شارع الاستقلال عمل إرهابي لكن التطورات الأولية والمعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها من الحاكم تقول إن رائحة الإرهاب تفوح منه".

وقال إن التحقيقات جارية من قبل الشرطة ومكتب والي إسطنبول، وبينهم مراجعة كاميرات المراقبة بالمنطقة.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن وزير العدل بكير بوزداغ قوله إن امرأة جلست على مقعد لأكثر من 40 دقيقة وغادرت المكان قبل دقائق من الانفجار، مما يشير إلى أن هناك قنبلة كانت موقوتة للتفجير أو تم تفجيرها عن بعد.

أظهرت لقطات لرويترز أشخاصا يحاولون إسعاف الضحايا بعد الانفجار فيما أظهرت أخرى في وقت لاحق محققين بملابس بيضاء يجمعون مواد من مكان الحادث حيث تناثرت قطع من أصيص خرساني في الشارع الذي تصطف على جانبيه المتاجر والمطاعم.

وقال محمد أكوس (45 عاما) وهو عامل في مطعم بشارع الاستقلال "عندما سمعت الانفجار، شعرت بالذهول وتجمد الناس. نظروا إلى بعضهم بعضا، ثم بدأوا في الهرب. ماذا يمكنك أن تفعل غير ذلك؟".

وأضاف لرويترز "اتصل بي أقاربي وهم يعلمون أنني أعمل في شارع الاستقلال وطمأنتهم".

وحلقت طائرة هليكوبتر فوق مكان الانفجار فيما وقف عدد من سيارات الإسعاف في ساحة تقسيم القريبة. وذكر الهلال الأحمر التركي أنه يجري نقل أكياس من الدم إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث.

وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي مساء الأحد أن انتحارية نفذت الاعتداء الذي وقع في شارع الاستقلال في اسطنبول.

وصرح أوقطاي للصحافيين "نعتبر أنه اعتداء إرهابي نتج من قيام مهاجم هو امرأة بتفجير قنبلة وفق المعلومات الأولية".

وقال نائب الرئيس أقطاي "تقييمنا للحادث يشير إلى أنه عمل إرهابي".

وفي حال ثبوت ذلك، سيكون هذا أول انفجار كبير باستخدام قنبلة في إسطنبول منذ عدة سنوات.

وتقاطرت الإدانات والتعازي من عدة دول من بينها الإمارات واليونان ومصر وأوكرانيا وأذربيجان وباكستان والسلطة الفلسطينية.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على تويتر إنه يبعث بتعازيه لأسر الضحايا بعد علمه بهذا "النبأ المروع".

 

 

تويتر