أزمة صحية خطيرة في الهند مع حصيلة قياسية من الإصابات والوفيات

تجارب على عقار للإنفلونزا يؤخذ بالفم في علاج مرضى «كورونا»

22 مريضاً توفوا في مستشفى ناشك في الهند بسبب انقطاع الإمداد بالأوكسجين عن أجهزة التنفس الصناعي لمدة نصف ساعة. أ.ب

قالت شركة «فوجيفيلم» اليابانية، أمس، إنها بدأت تجربة جديدة لعقار «أفيغان» على مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فيما تواجه الهند، ثاني دولة أكثر تضرراً جراء وباء «كوفيد-19» لجهة الإصابات بعد الولايات المتحدة، أزمة صحية خطيرة مع تسجيل أكثر من 2000 وفاة و 300 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة، فيما تعاني من نقص في العلاجات والأوكسجين.

وتفصيلاً، أعلنت شركة «فوجيفيلم» اليابانية في بيان عن تجارب على عقار للإنفلونزا يؤخذ بالفم في علاج مرضى كورونا، وأن التجربة الجديدة في اليابان على العقار، المرخص أصلاً لمعالجة أشكال حادة من الإنفلونزا، تستهدف المرضى في المراحل المبكرة من أعراض «كوفيد-19»، والمعرضين لحالات حادة.

وتأجلت الموافقة المحلية على العقار لعلاج «كوفيد-19» بعد أن قالت لجنة بوزارة الصحة، في ديسمبر الماضي، إن بيانات التجارب على المرحلة الثالثة غير حاسمة.

وركزت التجربة السريرية السابقة على مرضى الالتهاب الرئوي غير الحاد المرتبط بوباء «كوفيد 19».

وكان العقار، الذي يؤخذ عن طريق الفم، رُخص منذ عام 2014 في اليابان، لمعالجة حالات الإنفلونزا الشديدة التي أثبتت الأدوية التقليدية عدم فاعليتها في مكافحتها.

ومع ذلك، لا ينصح بتناول الحوامل العقار؛ إذ أظهرت الدراسات على الحيوانات أنه يؤثر على نمو الجنين.

يأتي ذلك في وقت تواجه الهند، ثاني دولة أكثر تضرراً جراء وباء «كوفيد-19» لجهة الإصابات بعد الولايات المتحدة، أزمة صحية خطيرة، حيث بلغ عدد الوفيات في ثاني أكثر بلد اكتظاظاً في العالم أكثر من 182 ألفاً بـ«كوفيد-19» والإصابات 15.6 مليوناً.

وأقر رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في كلمة متلفزة، بأن الهند وسكانها الـ1.3 مليار «يواجهون مجدداً معركة كبرى» داعياً مواطنيه إلى بذل المزيد من الجهد لمواجهة فيروس كورونا من أجل تجنب تدابير عزل جديدة في البلاد، في ظل موجة وبائية ثانية.

وقال: «الوضع كان لا يزال تحت السيطرة قبل أسابيع والموجة الثانية أتت كالصاعقة».

تعود هذه الزيادة الكبيرة مع تسجيل ما يقارب 3.5 ملايين إصابة جديدة منذ بداية الشهر، بشكل خاص إلى «تحور مزدوج» للفيروس.

فعلى الرغم من اكتظاظ مدنها ونظامها الصحي المتهالك، تمكنت الهند حتى الآن من الخروج سالمة نسبياً من جائحة أودت بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم. لكن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تجمعات حاشدة. وشارك ملايين الأشخاص في مهرجان ديني هندوسي وفي تجمعات سياسية وحفلات زفاف فخمة وأحداث رياضية.

وبحسب الصحافة، تم إبطاء إنتاج الأدوية الأساسية ضد فيروس كورونا أو حتى تعليقها في بعض المصانع، وتأخرت المناقصات الخاصة بمصانع إنتاج الأوكسجين.

واليوم تضطر عائلات مرضى إلى دفع أسعار باهظة في السوق السوداء للحصول على الأدوية والأوكسجين وتغرق مجموعات واتس أب بنداءات يائسة طلباً للمساعدة.

وصرح أحد سكان نيودلهي «أخاف على سلامة والدَي وأقاربي أكثر مما أخاف على نفسي لأنهما كبيران في السن ودخول المستشفى هذه الأيام مهمة شبه مستحيلة».

غرد رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كجريوال، أول من أمس، أن بعض مستشفيات المدينة تملك كميات من الأوكسجين «تكفيها لساعات».

ووصلت شاحنات الإمداد في الوقت المناسب إلى العديد من المستشفيات في الساعات الأولى من الأربعاء، لكن كميات الأوكسجين لا تزال محدودة.

ووفقاً لتقارير صحافية، علقت بعض الشاحنات في ولاية هاريانا المجاورة، بينما لم يتبقّ سوى ساعتين من الأوكسجين في مستشفى سانت ستيفن في دلهي لعلاج 300 مريض.

ودعا ستياندار جين، وزير الصحة في نيودلهي التي تعد 25 مليون نسمة، الحكومة الفدرالية إلى «إعادة العمل بشبكة الأوكسجين؛ تفادياً لأزمة كبرى».

ومساء الثلاثاء أكد مودي «تحاول الحكومة المركزية والولايات والقطاعات الخاصة أن يحصل كل مريض على كمية الأوكسجين التي يحتاج».

لكن المستشفيات في ولاية ماهاراشترا (غرب) وعاصمتها بومباي، بؤرة تفشي فيروس كورونا، تعاني من نقص خطير، وفقاً للصحافة المحلية الأربعاء.

كما أفادت أن 22 مريضاً توفوا في مستشفى ناشك بسبب انقطاع الإمداد بالأوكسجين عن أجهزة التنفس الصناعي لمدة نصف ساعة.

وقال الطبيب في مستشفى كلية الطب في بنغالور (جنوب) هاريش كريشناماشار: «يتم إرسال معظم المرضى إلى منازلهم، لأننا لا نملك ما يكفي من الأوكسجين وعقار ريمديسفير لعلاجهم».

وأوضح أنه يتم استهلاك كميات الأوكسجين التي تُستخدم عادة لتغطية احتياجات الأسبوع في أقل من 48 ساعة.

واستخدمت الهند أكثر من 130 مليون جرعة لقاح حتى الآن، وبدءاً من الأول من مايو سيتمكن جميع البالغين من الحصول على اللقاح.

وفرضت ولايات البلاد قيوداً مختلفة، فمنذ مساء الإثنين تم عزل نيودلهي لمدة أسبوع وأغلقت جميع المتاجر غير الأساسية في ولايتي ماهاراشترا وأوتار براديش، ويبلغ عدد السكان فيهما 200 مليون نسمة، ويفرض فيهما حظر للتجوال خلال عطلة نهاية الأسبوع.

• ركّزت التجربة السريرية السابقة لـ«أفيغان» على مرضى الالتهاب الرئوي غير الحاد المرتبط بـ«كورونا».

تويتر