تحت تهديد السلاح.. جيش ميانمار يجبر المدنيين على تفكيك المتاريس

حوّلت الحواجز المؤقتة التي شيدها المحتجون من الخيزران والطوب والإطارات المطاطية المشتعلة شوارع كبرى مدن ميانمار ساحة حرب، لكنّ الجيش بجبر المدنيين الآن على تفكيكها قطعة قطعة... تحت تهديد السلاح.

واستخدم المحتجون هذه المتاريس، المشيدة بما يتوفر من مواد، والتي انتشرت في أرجاء رانغون للجم تحركات قوات الأمن التي لجأت أخيرا في وتيرة متزايدة لاستخدام القوة القاتلة لقمع الاحتجاجات ضد إطاحة حكومة أونغ سان سو تشي من السلطة في انقلاب الأول من فبراير.

ورغم أعداد المحتجين المتزايدة في الشوارع إلا أنهم يفتقرون للوسائل المناسبة لمواجهة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الذي يطلقه عناصر الجيش والشرطة.

وباتت الحواجز بمثابة علامة مميزة للمتظاهرين، الذين يغلقون الطرق الرئيسة باستخدام مختلف المواد، من أكياس الأسمنت المملوءة بالرمال وأعواد الخيزران إلى صناديق القمامة الكبيرة والطوب.

ونجحت المتاريس جزئياً في إبطاء حركة قوات الأمن، التي باتت عازمة الآن على إجبار السكان المحليين، بمن فيهم غير المشاركين في الاحتجاجات، على تفكيكها وإزالتها.

وكان تون هلا البالغ 69 عاما يجلس في منزله حين دهمه عسكريون وطلبوا منه العمل على إزالة متاريس أقيمت في الحي الذي يقطنه.

وقال الناشط الحقوقي جون كوينلي إنّ «استخدام العمل القسريّ ليس بالأمر الجديد في بورما»، مضيفًا أنه كان «تكتيكًا وحشيًا يستخدم لخلق بيئة من الخوف والترهيب».

ورغم معاناته من ألم مزمن في الظهر، لم يكن أمام تون هلا خيارا آخر سوى الانصياع لأوامر الجنود المسلحين، وإخفاء أبنائه في المنزل، والانضمام لجيرانه في إزالة أكياس الرمل المتراكمة في الشارع.

وأوضحت سابيل (20 عاما) أنّها ووالدتها الأرملة أجبرتا تحت تهديد السلاح على تفكيك احد المتاريس قرب بيتهما.

وأجبرت الشابة ووالدتها على إزالة خمسة صفوف من الحقائب الثقيلة المليئة بالرخام.

وأفادت «تعرضت لكدمات في يداي. تعرضت لألم شديد»، وأضافت أنها شاهدت عسكريين يوجهون أسلحتهم تجاه فتيين كانا يكافحان لرفع أكياس الرمل وفك الأسوار المصنوعة من الخيزران.

تويتر