الانتخابات الرئاسية في الرابع من يوليو المقبل

قائد الجيش الجزائري‭ ‬يدعم الرئيس المؤقت ويتعهد بالتصدي للنخبة «الفاسدة»

متظاهرون في الجزائر العاصمة يحتجون ضد الرئيس المؤقت ويطالبون بتغيير النظام. رويترز

ذكر التلفزيون الرسمي الجزائري أن رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، قال إنه يتوقع محاكمة من يصفهم المحتجون بالنخبة الحاكمة الفاسدة، وتعهد بدعم المرحلة الانتقالية التي من المتوقع أن تقود إلى انتخابات، فيما خرجت تظاهرات حاشدة للمطالبة برحيل الرئيس المؤقت، عبدالقادر بن صالح، الذي أصدر بياناً أعلن فيه أن الانتخابات الرئاسية ستنظم بتاريخ الرابع من يوليو المقبل، بعدما استدعى بن صالح الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية.

وقال صالح، في كلمة ألقاها أمام ضباط وجنود الجيش، إن الجيش «سيضمن تلبية مطالب الشعب»، وتابع «العدالة استرجعت كل صلاحياتها» وبإمكانها العمل بحرية.

وأشار صالح إلى النخبة الحاكمة «بالعصابة»، وهي كلمة استخدمها المحتجون لوصف أعضاء بحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، وكبار رجال الأعمال، وقدامى محاربي حرب الاستقلال عن فرنسا، التي انتهت عام 1962.

وحث رئيس الأركان السلطة القضائية على إعادة فتح قضية فساد ضد شركة الطاقة الوطنية «سوناطراك»، وهي قضية تثير استياء كثير من الجزائريين.

وقال صالح في تصريحات تشير إلى دعمه للسلطة المؤقتة: «من غير المعقول تسيير المرحلة الانتقالية من دون وجود مؤسسات تنظم وتشرف على هذه العملية، لما يترتب على هذا الوضع من عواقب وخيمة من شأنها هدم ما تحقق منذ الاستقلال إلى يومنا هذا».

وتصريحات صالح هي أقوى إشارة، حتى الآن، إلى أن الجيش سيلعب دوره التقليدي المؤثر في الأحداث، بعد أسابيع من الاحتجاجات التي أجبرت الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، على التنحي بعد حكم دام 20 عاماً.

وفي عام 2012 هزت سلسلة فضائح شركة «سوناطراك»، التي كانت تخضع لسيطرة موالين لبوتفليقة، وتم سجن رئيسها التنفيذي ومسؤولين آخرين.

وتابع الجيش الاضطرابات التي بدأت في 22 فبراير من دون التدخل، ثم تدخل صالح بعد ذلك وأعلن أن بوتفليقة (82 عاماً) غير لائق للحكم. ونادراً ما كان بوتفليقة يظهر علانية منذ إصابته بجلطة عام 2013.

وأدار الفريق قايد صالح بحرص خروج بوتفليقة من المشهد، بعد أن أعلن أنه لم يعد لائقاً للاستمرار في الحكم، وعبّر عن تأييده للمحتجين.

وكان البرلمان الجزائري عيّن رئيس مجلس الأمة، عبدالقادر بن صالح، رئيساً للبلاد. وقال بن صالح إنه سينظم انتخابات حرة من المتوقع إجراؤها في غضون 90 يوماً.

وبعد ساعات من اختياره في البرلمان، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن صالح قوله إن الجيش سيبذل مزيداً من الجهد لضمان تحقيق السلام للشعب الجزائري.

وأضاف أنه سيتشاور مع الطبقة السياسية والمجتمع المدني، بينما رفض المحتجون قرار البرلمان تعيين بن صالح رئيساً مؤقتاً للدولة لفترة انتقالية.

ويرى المحتجون أن بن صالح جزء من طبقة حاكمة منفصلة عن الناس، هيمنت على الحكم منذ استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962.

ويعاني أكثر من واحد، من كل أربعة تحت سن 30، من البطالة، رغم الثروة النفطية الهائلة للبلاد. ويشكّل من هم دون 30 عاماً نحو 70% من سكان البلاد.

وأدت الاحتجاجات الحاشدة إلى تفكك ما كان يوصف بحصن النخبة الحاكمة التي تضم المحاربين القدماء خلال الحرب ضد فرنسا، وقادة الحزب الحاكم ورجال الأعمال والجيش والنقابات العمالية.

لكن الجزائريين يضغطون من أجل تغيير جذري منذ تخلي حلفاء بوتفليقة عنه، خلال الأسابيع التي سبقت استقالته.

وفي هذا السياق خرجت، أمس، تظاهرات حاشدة في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية، للمطالبة برحيل الرئيس المؤقت، عبدالقادر بن صالح، ورئيس الوزراء، نورالدين بدوي.

وقالت مصادر جزائرية إن قوات مكافحة الشغب استخدمت في الجزائر الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لمنع نقابيين وعمال وطلبة جامعيين من التظاهر في أكبر الساحات بوسط العاصمة الجزائرية.

وتعد هذه المرة الثانية على التوالي التي تستخدم فيها الشرطة «القوة» لتفريق المتظاهرين الذين يرفضون تعيين عبدالقادر بن صالح رئيساً للدولة بالنيابة، وإدارة المرحلة الانتقالية، على اعتبار أنه من رموز نظام الرئيس المستقيل، عبدالعزيز بوتفليقة.

واستعملت قوات الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين من الطلبة الجامعيين، أول من أمس، موازاة مع حفل تنصيب بن صالح رئيساً مؤقتاً لمدة 90 يوماً.

وحذرت أحزاب وشخصيات معارضة من استخدام العنف ضد المتظاهرين، لكن يبدو أن السلطات مصممة على إنهاء مظاهر الاحتجاجات، والالتزام باحترام المسار الدستوري الذي يضمن إجراء انتخابات رئاسية في غضون ثلاثة أشهر. وتواصلت النداءات للخروج في مظاهرات حاشدة، غداً، لرفض الالتفاف على مطالب الحراك الشعبي.

كما ذكرت صحيفة «الخبر» أن طلاباً ومواطنين خرجوا في مسيرة حاشدة بولاية تلمسان غرب البلاد، رفضاً لتعيين بن صالح رئيساً مؤقتاً.

وشهدت مدينة باتنة مسيرة احتجاجية حاشدة للمطالبة بالتغيير ورفض بن صالح رئيساً للبلاد، ورفع المتظاهرون شعارات «سنسير سنسير.. حتى يحدث التغيير».

وخرج المحتجون أيضاً في مسيرة جابت مختلف الشوارع الرئيسة بولاية البويرة، حيث تضاعف عددهم بعد أن التحق بهم مختلف أطياف المجتمع، حتى التلاميذ، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

وكان بن صالح من أقرب حلفاء الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، قد وعد في خطاب للأمة، أول من أمس، بتنظيم انتخابات في أجل أقصاه 90 يوماً بحسب ما يقتضيه الدستور، ووعد بأن تكون هذه الانتخابات شفافة وتؤسس لعهد جديد على حد تعبيره.

وتم تعيين بن صالح رئيساً مؤقتاً بعد أن ثبّت المجلس الدستوري شغور منصب الرئاسة، إثر استقالة بوتفليقة.

 

تويتر