بدأت وسط توتر وجوٍّ من الانقسام العميق بين دولها

رئيس الأرجنتين في قمة الـ 20: التحديات العالمية تحتم علينا تجاوز الخـلافات بالحوار

صورة جماعية لقادة مجموعة الـ 20 في قمة بوينس آيرس. أ.ب

بدأت أعمال قمة مجموعة العشرين، أمس، في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، في جو من الانقسام العميق بين دولها، وبعيداً عن إعلان الالتزام بتعددية الأطراف، الذي صدر في نسختها الأولى قبل 10 سنوات، حيث دعا الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، إلى تجاوز الخلافات بالحوار.

وبعد تأخرها لأكثر من ساعتين عن البرنامج المحدد، التقطت الصورة التذكارية للقادة المشاركين في القمة، ثم بدأت الاجتماعات.

وفي كلمته بافتتاح أعمال القمة، قال الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، إن التحديات العالمية تحتم علينا العمل بشكل جماعي لحلها، وقال: «نريد أن نتجاوز الخلافات على أسس الحوار».

وأكد الرئيس الأرجنتيني أن جوهر قمة العشرين احترام الاختلافات وتعزيز الحوار، مشيراً إلى أن قادة الدول سيبحثون مسائل التجارة الدولية والاستقرار المالي. وقال «بالحوار نستطيع بناء مستقبل مشرق، نقضي به على الفقر».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبقية القادة، قد وصلوا إلى مقر القمة.

وانطلقت أعمال قمة المجموعة، التي تضم أكبر اقتصادات العالم، باجتماعات بعضها خلف الأبواب المغلقة، في مركز مؤتمرات كوستا سالجويرو في بوينس آيريس، حيث سيعمل وفود 38 جهة بين دولة ومنظمة للتوافق على عدد من الملفات، التي عقدت من أجلها الفرق الفنية أكثر من 80 اجتماعاً قبل القمة.

ويتصدر هذه الملفات، الاتفاق على وثيقة تركز على التنمية والعدالة في العالم، إلا أن ملف التجارة سيطغى على مباحثات القمة، في ظل الحرب التجارية المستعرة بين واشنطن وعدد من خصومها وحلفائها على حد سواء.

كما خيمت على القمة توترات جديدة بشأن أوكرانيا وتزايد الانقسامات بسبب سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التجارة والتغير المناخي.

وتوقع محللون أن يهيمن ملف التجارة على القمة، بعدما تصاعدت وتيرة الحمائية بين دول المجموعة، التي فرضت نحو 40 إجراء مقيداً للتجارة استهدف 481 مليار دولار من التبادل التجاري، في الفترة الممتدة بين مايو وأكتوبر، وفق أرقام صادرة عن منظمة التجارة العالمية.

ويعول كثيرون على اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الصيني شي جين بينغ، على هامش هذه القمة، لإخماد نيران الحرب التجارية المستعرة بين الدولتين خلال الأشهر الماضية، خصوصاً بعد تصريح للرئيس الأميركي، الخميس، قال فيه إنه «منفتح على إبرام اتفاق تجاري» مع بكين.

ولن تغيب الخلافات السياسية عن القمة وتحديداً الأزمة الأوكرانية، حيث استبق ترامب انعقاد القمة بالإعلان عن إلغاء اجتماع كان مقرراً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كذلك يتوقع أن يدفع الأوروبيون إلى بيان ختامي يؤكد الالتزام بالإبقاء على الأسواق مفتوحة ودعم النظام التجاري العالمي، من خلال إصلاح قواعد منظمة التجارة العالمية.

من جهته، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بوينس آيرس بالاستخدام «المسيء» للعقوبات «الأحادية الجانب» والحمائية التجارية، وذلك قبيل افتتاح القمة.

وقال بوتين الذي تخضع بلاده لعقوبات اقتصادية قاسية أوروبية وأميركية بسبب الأزمة الأوكرانية منذ 2014 «لا يمكننا إلا ملاحظة منافسة غير شريفة تحل بشكل متزايد محل حوار نزيه يستند إلى مبدأ المساواة بين الدول. إن ممارسة مسيئة عبر استخدام عقوبات أحادية الجانب غير مشروعة».

ومن المشاركين في القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي. وستكون المستشارة الألمانية انغيلا ميركل من بين القادة الذين سيلتقون ترامب.

ونقلت الحكومة الأرجنتينية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقب وصولها على متن طائرة تجارية إلى بوينس آيرس على نحو عاجل من المنطقة الأمنية العادية في المطار برفقة موكب أمني إلى حيث انعقاد فعاليات قمة مجموعة العشرين.

وكانت ميركل اضطرت للعودة إلى ألمانيا في ساعة متأخرة من مساء الخميس بعدما طرأ عطل فني في طائرتها الحكومية، والهبوط في مطار كولونيا/‏‏‏‏‏بون. واستأنفت ميركل في ساعة مبكرة من صباح أمس رحلتها إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين، وتوجهت إلى بوينس آيرس من مدريد على متن طائرة تابعة لشركة «أيبيريا» الإسبانية.

وكانت القوات الجوية الألمانية استبعدت وجود سبب جنائي وراء عطل تسبب في هبوط مفاجئ للطائرة التي كانت تحمل المستشارة الألمانية إلى القمة في الأرجنتين.

وانتقد ماكرون الذين يرغبون في مواجهة التحديات الاقتصادية بـ«خطابات نارية والانعزال وإغلاق الحدود».

وذكرت مصادر في مجموعة العشرين أن التغير المناخي يكاد يصبح أكبر عقبة أمام اتفاق حول صدور بيان مشترك في بوينس آيرس عندما تختتم القمة اليوم

حيث ستبدأ الجلسات المغلقة، التي ستختم بعقد الرئيس الأرجنتيني مؤتمراً صحافياً بشأن أبرز نتائج القمة.

وقد بحث الرئيس الأميركي ونظيره الأرجنتيني الاستثمارات الأميركية والسياسات الإقليمية الخاصة باللاجئين، وذلك على إفطار عمل قبيل انطلاق القمة.

تويتر