الدوحة تركّز على اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة

قطر تستغيث بمجموعات ضغط أميركية للتملّص من استحقاقاتها

صورة

كما كانت الحال في السنوات الماضية، سيستخدم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، المنصة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة على نحو زائف لتقديم نظامه المتطرف والممول للإرهاب على أنه نظام يحدده التوازن والاعتدال. غير أن زيارته هذا العام ستقدم شيئاً جديداً. وفي حين أن الشيخ تميم سعى من قبل ليتغلب على العالم، يبدو أنه يأخذ خطوة أكثر جرأة هذا العام، من خلال التركيز على اليهود الأميركيين.

- على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت تمولها بشكل مباشر، فإن قطر تؤمّن بالتأكيد جمع التبرعات لحركة «طالبان» و«جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، وكلها يُسمح لها بحرية جمع تبرعات داخل حدود الإمارة.


- تُجمع أوساط أميركية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط على أن الأموال القطرية لن تستطيع اختراق موقف إدارة البيت الأبيض، وأن هناك أدلة واضحة لدى أجهزة الاستخبارات تفيد بتورط قطر مع منظمات إرهابية، الأمر الذي لا يمكن لمجموعات الضغط في أميركا نفيه.

- عام 2012 تعهد الأمير القطري السابق، حمد بن خليفة، بمنح 400 مليون دولار للحركة التي تدير قطاع غزة، ويبدو أن جهوده قد أثمرت، فبعد عامين فقط كانت «حماس» تحتكم على ترسانة ضخمة تضم أكثر من 5000 صاروخ تهدد بها إسرائيل.

إذا كان على قطر أن تغير موقفها حقاً، وأن توقف تمويل الإرهاب الدولي واستخدام قناة «الجزيرة» لتحريض العالم ضد إسرائيل، فإنه سيكون من الواجب على اليهود الأميركيين الترحيب بتحولها، لكن بدلاً من التغيير الحقيقي اختارت الدوحة التحول إلى العلاقات العامة الاصطناعية. إن أغنى بلد (بالنسبة لدخل للفرد) على كوكبنا هذا، سيشرك قضاياه مع شريحة من الأميركيين بالطريقة نفسها التي يشرك بها كل مشكلاته تقريباً: بالمال.

وكجزء من محاولة الأمير لإنهاء العزلة التي فرضتها عليه إدارة ترامب بسبب تمويل الإرهاب، استأجر حاكم الدوحة مكتب علاقات عامة، واستعان بمجموعة ضغط يهودية. ويجري الترتيب لعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين الأمير والقادة اليهود خلال زيارته المقبلة إلى نيويورك.

ومن غير المعقول أن يجتمع القادة اليهود في أميركا مع زعيم بلد يمول قتل اليهود. ولهذا السبب قامت منظمة يهودية تدعى «شبكة القيم العالمية» بإصدار إعلان بمساحة صفحة كاملة على صحيفة «نيويورك تايمز»، نهاية الأسبوع، لإدانة جهود العلاقات العامة التي تقوم بها قطر في الولايات المتحدة، وتذكر بوضوح أن «اللقاء مع قطر هو تغاضٍ عن القتل».

بما أنه لم يحدث أي تغيير جوهري في سلوك قطر، من خلال مواصلتها تمويل حركة (حماس) وجماعة «الإخوان المسلمين»، فإن تحركات الدوحة ليست سوى محاولة فاترة لتبييض رعايتها السيئة السمعة للإرهاب العالمي. وقد برزت قطر في السنوات الأخيرة باعتبارها الممول الرئيس بلا منازع لـ«حماس».

في عام 2012، تعهد الأمير القطري السابق، حمد بن خليفة، بمنح 400 مليون دولار للحركة التي تدير قطاع غزة، ويبدو أن جهوده قد أثمرت، فبعد عامين فقط كانت «حماس» تحتكم على ترسانة ضخمة تضم أكثر من 5000 صاروخ تهدد بها إسرائيل. وفي حرب غزة عام 2014 استعرضت «حماس» شبكة من مشروعات الأنفاق المعقدة والمميتة التي بنيت لخطف وقتل الجنود الإسرائيليين. وعلى الرغم من أن الحركة استفادت بوضوح من تمويل قطر لبناء أسلحة حرب إلا أن الإمارة الغنية لم توقف التمويل أو تقطع علاقاتها مع الحركة، بل على العكس من ذلك ضاعفت الدوحة مساعدتها وتعهدت بمبلغ مليار دولار أميركي لقطاع غزة، في أعقاب تلك الحرب.

منحت قطر أيضاً اللجوء لزعيم حركة «حماس»، خالد مشعل، منذ عام 2012، وعلاوة على ذلك وفرت له قناة الجزيرة لتكون منصة لخطابه، وقبل بضع سنوات فقط قال مشعل، خلال برنامج حواري على القناة المثيرة للجدل، إن الإسرائيليين سيتعرضون «للإذلال والتدهور كل يوم، قبل أن يموتوا».

أثبتت قناة الجزيرة أيضاً أنها تقدم خدمة إخبارية غير موثوقة، إذ باتت قناة للتحريض من خلال أكثر الخطابات المعادية لإسرائيل في وسائل الإعلام الرئيسة. ففي خطبة بثتها الشبكة عام 2009، قال الداعية يوسف القرضاوي إن «الله سلط هتلر على اليهود لمعاقبتهم»، ثم دعا بأن تكون العقوبة القادمة «على يد المؤمنين». وفي الشهر الماضي، قررت إسرائيل وقف عمل «الجزيرة» في إسرائيل، وقد دافع مسؤولون في الشرق الأوسط عن قرار منع الشبكة في بلدان خليجية بالإشارة إلى أنها كانت بمثابة منبر للتحريض الإرهابي.

جمع التبرعات

إن تمويل قطر لا يتوقف عند حركة «حماس»، وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت الدوحة تمول هذه المجموعات بشكل مباشر، فإن قطر تؤمّن بالتأكيد عمليات جمع التبرعات لحركة «طالبان» و«جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، وكلها يُسمح لها بحرية جمع تبرعات داخل حدود الإمارة.

وهناك أيضاً دليل على أن العائلة المالكة القطرية لعبت دوراً في أسوأ هجوم إرهابي في كل العصور قبل 16 عاماً، وطبقاً لتقرير دائرة أبحاث الكونغرس، فقد وفر وزير الداخلية القطري السابق، الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني، مأوى لخالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، وقدم له جواز سفر قطرياً لتجنب القبض عليه بعد الأحداث.

إذاً فالشيخ تميم مطالب بتطهير قناة الجزيرة؛ وطرد خالد مشعل، وإرساله وإسماعيل هنية إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث تنبغي محاكمتهما عن استخدامهما للأطفال الفلسطينيين دروعاً بشرية واستهداف الإسرائيليين، وهي تهم أقرتها حتى منظمة العفو الدولية اليسارية بأنها جرائم حرب.

تغيير قابل للقياس

عندما يتعلق الأمر بإعادة تقييم العلاقات الدولية مع قطر، تجب المطالبة بعلامات ملموسة على تغيير حقيقي وقابل للقياس.وفي غضون ذلك، تُجمع أوساط أميركية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط على أن الأموال القطرية لن تستطيع اختراق موقف إدارة البيت الأبيض، وأن هناك أدلة واضحة لدى أجهزة الاستخبارات تفيد بتورط قطر مع منظمات إرهابية، الأمر الذي لا يمكن لمجموعات الضغط في أميركا نفيه.

تويتر