كيري يلتقي لافروف في لندن.. وألمانيا تعتبر نتائج استفتاء القرم لا قيمة لها

روسيا تؤكد «حقها في الحماية» بعد مقتل متظاهر في أوكرانيا

أوكرانيون خلال مسيرة في عاصمة القرم عشية الاستفتاء على ضم شبه الجزيرة إلى روسيا. أ.ف.ب

أعلنت روسيا، أمس، أنها تحتفظ بحقها في حماية مواطنيها في أوكرانيا، وذلك بعد مقتل متظاهر في اشتباكات في شرق البلاد، وتزامن ذلك مع عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، في لندن لقاء الفرصة الاخيرة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، حول الوضع في القرم عشية الاستفتاء المرتقب الذي قالت ألمانيا ان نتائجه لن تكون لها قيمة.

وغداة مقتل متظاهر مؤيد لسلطات كييف طعناً بالسكين خلال اشتباكات في مدينة دونيتسك الناطقة بالروسية، قال بيان لوزارة الخارجية الروسية، إن «روسيا مدركة لمسؤوليتها تجاه حياة مواطنيها في أوكرانيا، وتحتفظ بحق حمايتهم». ويصعد البيان من توترات الأزمة الاوكرانية، إذ قد ينظر اليه كأن روسيا تلمح إلى أنها قد تحرك قواتها لتتخطى حدود شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية.

فابيوس يتهكم على استفتاء القرم

تضع السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في القرم، اللمسات الأخيرة على الاستفتاء الذي لا يترك شكوكاً حول نتيجته، ما حمل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على التهكم من اقتراع يخيّر الناخبون فيه بين «نعم ونعم»

وسجلت اشتباكات مدينة دونيتسك الناطقة بالروسية وقوع ضحايا للمرة الأولى منذ بدء التوتر في جنوب شرق البلاد، بعد سيطرة قوات موالية لروسيا على القرم. وأضاف بيان وزارة الخارجية الروسية «كررنا القول مراراً أن على هؤلاء الذي يمسكون بالسلطة في كييف نزع سلاح المقاتلين، وضمان أمن الشعب وحقه في تنظيم التظاهرات». وتابع أنه «للأسف، وبحسب ما تظهر لنا الأحداث في أوكرانيا، فإن هذا لا يحصل، والسلطات في كييف لا تسيطر على الاوضاع».

وفي لندن تم أمس اللقاء بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي اعتبر لقاء «الفرصة الأخيرة» قبل يومين من استفتاء حول الحاق شبه جزيرة القرم بروسيا. وهذه أول مرة منذ السادس من مارس التي يلتقي فيها جون كيري وسيرغي لافروف لبحث الازمة الأوكرانية بعد ثلاثة لقاءات لم تثمر في باريس وروما، وتلتها مكالمات هاتفية عدة.

وأوضحت مسؤولة في الخارجية الاميركية، أن كيري حاول الحصول على «تعهدات من روسيا بأنها مستعدة للدخول جدياً في عملية تهدف إلى نزع فتيل التوتر» في الازمة الأوكرانية. وبحسب دبلوماسي اميركي فقد تحادث كيري مجدداً قبل اللقاء مع نظيره الروسي وأبلغه بوضوح أنه «ستكون هناك أثمان اذا ما واصلت روسيا تصعيد» التوتر.

وكان كيري قد أعلن امام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ أنه بطلب من الرئيس باراك أوباما غادر للاجتماع مع لافروف في العاصمة البريطانية. ولدى سؤاله من قبل احد أعضاء اللجنة عن «رد» واشنطن في حال «ضمت» روسيا القرم، اكتفى كيري بالقول إن حكومته ستدافع عن «احترام سيادة واستقلال ووحدة اراضي أوكرانيا».

على صلة، أكد المتحدث باسم الخارجية الألمانية، أن نتائج الاستفتاء الذي سينظم الأحد في القرم حول الانضمام لروسيا والانفصال عن أوكرانيا لن تكون لها قيمة. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي ان تنظيم الاستفتاء نفسه خلال مهلة قصيرة جداً، وصياغة السؤال المطروح على سكان القرم تثير تساؤلات، كما أن النتائج لن تؤثر بأي حال في مجرى الأحداث من وجهة نظر الأوروبيين.

من جهة أخرى، أفاد مسؤولون اميركيون بأن الولايات المتحدة «تدرس» طلب أوكرانيا الحصول على دعم عسكري وأسلحة، بعد ان وردت معلومات بأن واشنطن رفضت طلب كييف. وأضاف المسؤولون ان أوكرانيا تريد الحصول من واشنطن على أسلحة وذخائر وعلى دعم على صعيد الاستخبارات أيضاً.

ميدانياً، تواصل موسكو تنظيم مناورات عسكرية في منطقة روستوف نادانو بالقرب من الحدود الأوكرانية. ويشارك في المناورات بحسب وكالة «ايتار ــ تاس» الرسمية الروسية 4000 مظلي روسي و36 طائرة و500 عربة تقريباً. وإلى جانب عرض القوة هذا، فإن روسيا نشرت في بيلاروسيا ست مقاتلات من طراز «إس يو ــ 27» وثلاث ناقلات عسكرية جوية. وتأتي هذه التحركات العسكرية الروسية رداً على تكثيف المهمات الاستطلاعية للحلف الاطلسي بالقرب من أوكرانيا. وتحلق طائرات استطلاع من طراز «او اكس» تابعة للحلف الأطلسي فوق بولندا ورومانيا، بينما أرسلت مقاتلات «إف-15» و«إف-16» إلى بولندا وليتوانيا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية ان «الهدف الرئيس من هذه الاجراءات هو التحقق من قدرة القوات على القيام بمناورات قتالية»، موضحة أن المناورات ستستمر حتى نهاية الشهر في مناطق روستوف نادانو وبلغورود وتامبوف وكورسك.

.

تويتر