رضّع بلا أذرع يحيرون علماء فرنسا

وفقاً لأحدث تقرير سلط الضوء على ظاهرة ولادة رضّع كانوا مسجلين على قائمة الدفتر الخاص بالتشوهات الخلقية في فرنسا (ريمييرا) لعام 2014، في مقاطعة رون ألب، التي دقت ناقوس الخطر للجهة الوصية التابعة لها. 

- في غضون خمس سنوات، تم تحديد سبع حالات من أجنة يعانون تشوهاً خلقياً واحداً، متمثلاً في الولادة من غير ذراع أو جزء منه.

وعند قراءة التقرير، اتضح أن سبعة رضّع ولدوا بين عامي 2009 و2014، في منطقة محصورة جغرافياً في دائرة 17 كيلومتراً، حول قرية «دوغيا»، ويبلغ عدد سكانها 1200 شخص، يعانون تشوهاً في نمو الأطراف العلوية أو انعدامها تماماً.

ووفقاً لبيانات التقرير، تم تحديد زمن بدء التشوه لدى الأجنة بين الأسبوعين الثالث والعاشر من الحمل، والذي ينذر بالخطر ليس حالة التشوه، إنما العدد المتزايد لهذه الحالات المتشابهة، إذ تأثر في ما بين 1.2 و1.9 طفل لكل 10 آلاف مولود جديد في المقاطعة نفسها.

وتصرح محافظة قوائم التشوهات لدى الرضّع (ريمييرا) لمقاطعة رون ألب، إيمانويل آمار، والباحثة في علم الأوبئة، لصحيفة «لبيراسيون» الفرنسية، قائلة: «بحساب النسب بين الحالات المرصودة والحالات المتوقعة، نصل إلى نتيجة مقلقة وغير طبيعية من التشوهات بين الرضّع عند الولادة، والتي تزيد 58 مرة أعلى من العادي».

البيئة محل اتهام

وأظهر التقرير أنه تم التواصل مع الأمهات السبع محل الدراسة، وطرحت أسئلة تم تحريرها من طرف «ريمييرا» لمقاطعة رون ألب، بالتعاون مع منظمة دولية تعنى بصحة المواليد الجدد، وذلك لتحديد العوامل التي قد تعرضن لها.

لكن لم يتم التوصل إلى أي خلل وراثي أو «كروموسومي»، وقد تم استبعاد عوامل الغذاء والسلوك لدى الأمهات، والأدوية التي تناولنها، ولم يرصد أي خطر مهني متصل بفترة حملهن.

لكن الفرضية الأقرب إلى الصواب هي العامل الخارجي، المتمثل تحديداً في نوع الهواء بمعنى أوسع عامل البيئة.

وأظهرت الأبحاث الدولية، والطب عموماً، أن الخلل الناتج في نمو وتكوين عظام الأطراف راجع إلى أسباب بيئية بحتة، علماً بأن هؤلاء الأمهات يعشن في منطقة ريفية واحدة، وسط محاصيل الذرة وزهرة الشمس، وربما قد يتعرضن لمبيدات ومواد كيميائية ضارة في فترة حملهن.

من جهة أخرى، ذكرت إيمانويل آمار، من خلال الأبحاث التي قام بها فريقها، أن العديد من حالات التشوه الخلقي في الأطراف، ظهرت لدى عجول ولدت في المنطقة نفسها.

قلق وسط العائلات

توصلت هيئة سجل التشوهات (ريمييرا)، التي ذكرت - في تقريرها - أن الخلل في تكوين أذرع الرضّع ليس صدفة ولكن لم تجد أي تفسير لهذه الظاهرة ، ما جعل العائلات المقيمة في المنطقة تزداد خوفاً من تزايد عدد المواليد المشوهين مستقبلاً.

وفي هذا الصدد، أعلنت منظمة الصحة العامة الفرنسية، وهي منظمة هدفها مراقبة الأوبئة والتصدي لها، عن تنظيم مؤتمر صحافي طارئ في باريس، وستقدم المنظمة تقارير التحقيقات في التشوهات الخلقية، لاسيما في مقاطعة رون ألب.

تويتر