أول مواطنة في الأوركسترا الوطنية بالدولة عزفت مع أندريا بوتشيلي

إلهام المرزوقي: «التشيلو» صوتي الذي ينادي بالسلام والتسامح

عشقت الإماراتية، إلهام المرزوقي، آلة التشيلو منذ طفولتها، ليقودها هذا العشق لتكون العازفة الإماراتية الوحيدة التي انضمت إلى الأوركسترا الوطنية في الدولة NSO، ولتأخذها مهارتها لتعزف مع أندريا بوتشيلي، عازف التشيللو العالمي والمغني الأوبرالي والموسيقار الإيطالي الشهير.

الهام المرزوقي اختارت التشيللو رفيقاً وشريكاً تحمله بين أحضانها، وترحل معه إلى عوالم أخرى لا يسكنها سوى سحر الموسيقى العذبة الصادرة من هذه الآلة الفخمة التي تمازجت تماماً مع ذاتها، ولتجعل من أنغامها صوتها الذي ينادي بالسلام والحب والتسامح. إلهام استطاعت التغلب على تحديات كثيرة، وكان عشقها لفنها ورغبتها في الاستمرار به حافزا لتعلم فنون تقسيم الوقت والاستفادة من كل ثانية تمر عليها، فتمكنت من دراسة القانون لتكون من أولى المحاميات الإماراتيات في بريطانيا، وهي أم لطفلين، واستطاعت بمجهود ليس سهلاً تنظيم وقتها، ونجحت في التوفيق بين موهبتها وعملها وأسرتها.

تدعو العازفة إلهام المرزوقي بنات جيلها للتفكير خارج الصندوق، وتجاهل التفكير السلبي والانطلاق لخوض التجارب في ممارسة الأعمال التي تبدع وتبتكر من خلالها، خصوصاً أن الفتاة الإماراتية تعيش في ظل قيادة رشيدة ذللت كل العقبات لتكون نموذجاً للمرأة العصرية المحافظة على عاداتها وتقاليدها، وكل ما يتطلبه الأمر هو كسر حاجز الخوف من خوض كل ماهو جديد.

البداية

وقالت إلهام المرزوقي لـ«الإمارات اليوم»: «منذ صغري وأنا عاشقة للموسيقى، وأعتبرها غذاء الروح، واكتشفت والدتي أنني أمتلك موهبة العزف منذ طفولتي، والتمست بداخلي روح فنانه حقيقية، فصقلت موهبتي وشجعتني ودعمتني كثيراً حتى تتفجر طاقتي الإبداعية، خصوصاً أنها بالأصل موسيقية محترفة، ورثتُ عنها الحس الفني».

وأضافت»: «عشت طفولتي بين أحضان التشيللو وتشكلت أصابعي على آلة البيانو، ليكونا صديقَي الدرب اللذين اكتفيت بهما عن الأصدقاء».

مهمة ومسؤولية

وعن تفاصيل تجربتها الأولى، وشعورها الذي سيطر عليها، تقول المرزوقي: «لقد مر وقت طويل، ولا أستطيع أن أتذكر تفاصيل أول عرض شاركت فيه، لكن الذي أدركه جيداً أنه في كل مرة أعتلي خشبة المسرح أشعر كأنها المرة الأولى، لأنني أحاول أن أظهر شيئاً مختلفاً، فالعزف يسمح لصاحبه أن ينمي مهاراته التي تظهر في تحسنه من الناحية الفنية، لذلك أحرص على التدريب يومياً صباحاً ومساء»، مؤكدة شعورها بالمسؤولية تجاه هذه الآلة الموسيقية الفريدة، والترويج لها في دولة الإمارات والدول العربية عموماً، وبعد 10 سنوات تشعر بأنها نجحت في مهمتها حتى أصبحت عضواً أساسياً في أوركسترا الدولة، وتمكنت من الوصول لمرحلة العزف المنفرد.

حفلات دولية ومحلية

وعبّرت المرزوقي عن سعادتها وفخرها بمشاركتها في العشرات من الحفلات داخل الإمارات وخارجها قائلة: «شاركت بحفلات موسيقية في بريطانيا ومملكة البحرين الشقيقة، وكذلك العديد من النشاطات الاجتماعية والتطوعية، خصوصاً مع الأطفال المرضى في المستشفيات، وأطفال التوحد، وغيرها من الفعاليات المجتمعية البناءة، كما قامت بالمشاركة في العزف بحفل بهيج وملون بنكهة والت ديزني باسم Froze، وأيضاً شاركت مع (مجموعة دبي للمغنيين)، والكثير من ورش العمل الموسيقية مع هيئة الثقافة والفنون، وكذلك أوركسترا الحجرة في دبي».

لغة السلام

تؤمن المرزوقي بأن الموسيقى لغة مشتركة يفهمها جميع البشر، وجسر حضاري يربط الشعوب قديماً وحديثاً ومستقبلاً بالثقافة العالمية، لذلك تسعى لنشر ثقافة الموسيقى الكلاسيكية الاحترافية، وتشجيع المواهب الفنية في الدولة، وأن تصبح بلدها الإمارات رائدة في هذا المجال عالمياً، وأضافت عازفة التشيللو أنها «تؤمن بأن الموسيقى لغة العصر التي تحاكي القضايا الإنسانية، ولذلك تحلم بأن تجعل من عزفها رسائل ثقافية وحضارية ترسلها من أرض السلام والتسامح الإمارات، إلى أنحاء العالم كافة»، لافتة إلى أنه «على الرغم من أن موسيقى التشيللو لاتزال فناً جديداً في الإمارات، إلا أنها تراهن على تعزيز حضورها الموسيقي من خلال مشاركاتها في فعاليات مختلفة على المستويين المحلي والدولي».

أنامل إماراتية

وأشارت المرزوقي إلى أن «أهمية آلة التشيللو ترجع لكونها من أقدم الآلات الموسيقية، حتى إنها سبقت آلة البيانو بعشرات السنين، لذلك فهي تستحق تسليط الضوء عليها، لدمج الماضي العريق بالحاضر، والمضي معاً نحو مستقبل موسيقي كلاسيكية مشرق ببصمات إماراتية»، متمنية أن «تشهد الفترة المقبلة العديد من الفتيات الإماراتيات يتعلمن آلة التشيللو بطريقة احترافية، لرفع راية الإمارات عالياً في هذا المجال الموسيقي الراقي بشكل عام».


أمنية

تتمنى إلهام المرزوقي أن يرث أبنائها عنها حب الموسيقى، فالعزف على أي آلة موسيقية يصالح الأنسان مع ذاته، ويجعله يعيش سلام داخلي مع نفسه ومع كل من حوله.

وتطمح أن تكمل دراستها في جامعات أوربا المتخصصة في الموسيقى، وأن تنجح هي وفريقها رواد موسيقى الإمارات أن يشاركوا في العديد من الفعاليات التي تحتضنها الدولة خلال أيام العام، حتى تظل ألة التشيللو حاضرة في كافة المحافل الفنية الإماراتية.

المرأة الإماراتية تعيش في ظل قيادة رشيدة ذللت كل العقبات لتكون نموذجاً للمرأة العصرية المحافظة على عاداتها.

والدتي صقلت موهبتي ودعمتني كثيراً حتى تتفجر طاقتي الإبداعية، لأنها في الأساس موسيقية.

تويتر