مساحة حرة

مستقبل المجتمعات السكنية المستدامة

شهدت البشرية على مدى القرون الماضية تطوراً كبيراً في مجال إنشاء البنية التحتية والمشروعات التنموية، وإيجاد طرق جديدة لتحسين حياتنا. وبينما نحتاج إلى كل هذه الابتكارات للعيش والعمل، فإنه ليس سراً أن تشييد المباني يتسبب في آثار بيئية تسبب زيادة التلوث العالمي.

وبينما يستعد العالم لانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي، والاحتفال باليوم العالمي للاستدامة، فإن السباق نحو التخلص من الانبعاثات الكربونية بالكامل أصبح أمراً واقعاً وملحاً للغاية. في هذا السياق، جرى الإعلان، أخيراً، عن استضافة دولة الإمارات أعمال الدورة الأولى لأسبوع المناخ الإقليمي لدول منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، العام المقبل.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن 55% من سكان العالم يعيشون حالياً في المدن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 68% بحلول عام 2050، ما يؤكد أهمية دور المباني السكنية في مواجهة التغيّر المناخي. ويجب التركيز هنا على العديد من العوامل المهمة لتحسين كفاءة الطاقة، مثل توظيف تقنيات البناء المبتكرة، وزيادة المساحات الخضراء، واستخدام التكنولوجيا في المباني الذكية، بما يسهم في تعزيز تجربة المتعاملين.

تعتبر «الاستدامة» من أهم المجالات التي يتم التركيز عليها في منطقة الشرق الأوسط، إذ إن هناك زيادة ملحوظة في الإقبال على شراء العقارات المستدامة، فيما تشير الاستطلاعات الحديثة إلى أن كفاءة استخدام الطاقة في المنازل تعتبر عاملاً مهماً جداً في المنطقة.

ولذلك، نهدف في مشروع «تلال الغاف» إلى توظيف الطاقة الشمسية في إنتاج 20% من الطاقة المطلوبة في هذه الوجهة، وتحويل الطاقة الفائضة إلى هيئة كهرباء ومياه دبي، إذ توفر الألواح الشمسية الكهروضوئية الموجودة على أسطح الفلل ما نسبته 45% من احتياجات الطاقة، كما ستدعم أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية وأنظمة تكييف الهواء من الدرجة الأولى، كفاءة استخدام الطاقة في جميع أنحاء المشروع السكني.

وقد حصل المشروع على أول شهادة اعتماد (ILFI) في مجال الطاقة للمرة الأولى في دولة الإمارات، بينما كان «مجمع الزاهية السكني» أول مشروع ينال شهادة اعتماد (BREEAM) في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي (نظام تقييم العمارة الخضراء البريطاني).

تضم دولة الإمارات 869 مبنى أخضر، وتشغل المرتبة 14 على مستوى العالم في هذا المجال. إلا أنه من أجل الوصول إلى هذا الهدف على المدى الطويل، فإننا نحتاج إلى البدء في الحد من الانبعاثات الكربونية، بدءاً من مرحلة التشييد، ووصولاً إلى مرحلة التشغيل عبر استخدام المواد المبتكرة، وأحدث ممارسات التصميم وتقنيات البناء.

إننا نشهد تزايداً واضحاً في الطلب على المجتمعات الخضراء، وتعد شهادات الاعتماد مثل (BREEAM)، و(LEED)، و(WELL) الخطوة الأولى نحو مستقبل أكثر استدامة.

أما الحدائق والمساحات الخضراء والمرافق المشتركة، فتعتبر ركيزة مهمة في التنمية المجتمعية المستدامة، وعاملاً رئيساً لتعزيز رفاهية أفراد المجتمع. ونركز في «ماجد الفطيم» على ثلاثة أهداف رئيسة لدى تصميم المرافق الطبيعية والحضرية المشتركة، تتمثل في: تجسيد جمال الطبيعة، والابتكارات المستدامة، وتعزيز الحياة الصحية.

وإذا تم تصميم المساحات الخضراء وتطويرها بشكل صحيح، فإنها تقدم أيضاً خدمات متعددة، تعزز مرونة المناطق الحضرية ودورها في مواجهة تحديات المناخ، وتسهم في الانتقال إلى بيئة مستدامة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية.

الرئيس التنفيذي لمشاريع الوجهات المتكاملة في «ماجد الفطيم العقارية»

تويتر