البقالات الإلكترونية والتعلم عن بعد والعمل عن بعد والأثاث وقضاء العطلات داخل الدولة تصدرت قائمة البحث عبر الإنترنت

كيف تغير سلوك المستهلكين خلال جائحة كورونا؟

كشف تحليل حديث لغرفة تجارة وصناعة دبي عن أبرز المتغيرات في سلوك المستهلكين في دولة الإمارات خلال فترة جائحة كورونا، مسلطاً الضوء على "الواقع الطبيعي الجديد" للمستهلكين، وذلك عبر تحليل بيانات مؤشرات "غوغل" لعدد من المصطلحات والموضوعات المتعلقة بسلوك البحث اليومي عبر الإنترنت، حيث احتلت مصطلحات البقالات الإلكترونية والتعلم عن البعد والعمل عن بعد والأثاث بالإضافة إلى قضاء العطلات داخل الدولة قائمة سلوكيات البحث الجديدة عبر الانترنت

وتمثل الأرقام في التحليل والرسوم البيانية اهتمامات عمليات البحث مقارنة بأعلى نقطة. وتمثل القيمة 100 ذروة شعبية المصطلح، بينما تشير القيمة 50 إلى أن مصطلح البحث يتمتع بنصف الشعبية.

البقالات الإلكترونية

وكشف التحليل أن التسوق الإلكتروني باستخدام موقع أو تطبيق إلكتروني أصبح هو القاعدة بشكل متزايد بالنسبة للعديد من المستهلكين في الدولة. حيث بلغ اهتمام المقيمين في الإمارات بالبقالة الإلكترونية ذروته في أبريل، قبل أن ينحسر خلال شهر مايو، الأمر الذي كان متوقعاً حيث أنه بمجرد تحديد المستهلكين لمنافذ البيع الإلكترونية التي يرغبون بالتسوق عبرها ويعتمدونها، سيجرون عمليات بحث أقل حول هذا الموضوع.

 

وعكست بيانات حديثة من (ماستركارد) لاحقاً هذا النمط، حيث أظهرت أن مدفوعات البطاقات عبر الإنترنت للبقالة في الإمارات قد شهدت نموًا بنسبة 99% على أساس سنوي في فبراير، ونموا ًسنوياً بنسبة 252% في مارس، ونمواً سنوياً بنسبة 316% في أبريل. وتشمل طلبات البحث الشائعة التي سجلت أعلى زيادة في وتيرة البحث "بقالة عبر الإنترنت" و "توصيل بقالة".

 

التعلم عن بعد

ولفت التحليل إلى ان الجلوس في المنزل خلال فترة الوباء دفع سكان الدولة إلى الرغبة بتحسين مهاراتهم ومعارفهم عبر الإنترنتوكما هو موضح في الشكل (2)، بلغت عمليات البحث عن "دورات تدريبية عبر الإنترنت" ذروتها في أبريل 2020، قبل أن تنخفض قليلاً في مايو. ويعد هذا الانخفاض أمراً طبيعياً، وقد لا يتم تفسيره على أنه تراجع في الاهتمام، بل نتيجة العثور على دورات تدريبية مناسبة عبر الإنترنت خلال شهر أبريل، ومتابعتها في شهر مايو، مما يترك مجالاً أقل لمزيد من عمليات البحث.

وتشمل عمليات البحث الشائعة في مجال التعليم عن بعد والتي سجلت أعلى زيادة في وتيرة البحث "الدورات التدريبية عبر الإنترنت" و "دورات هارفارد عبر الإنترنت" و "دورات مجانية عبر الإنترنت تمنح شهادات".

العمل عن بعد

هناك ارتفاع مفاجئ في الاهتمام بشأن العمل عن بعد، والذي بلغ ذروته في مارس 2020، حيث اعتمد جزء كبير من الشركات على بروتوكولات العمل من المنزل. ويعتبر الانخفاض التدريجي في شعبية هذا البحث في أبريل ومايو أمراً طبيعياً حيث أصبح السكان أكثر دراية بمفهوم العمل من البيت. وتشمل طلبات البحث الشائعة التي سجلت أعلى زيادة في وتيرة البحث "العمل من المنزل في دبي" و "كيفية العمل من المنزل".

 

 

 

وشكل البحث عن الأثاث عبر الإنترنت قبل انتشار الوباء موضوعاً شائعاً كما تظهر بيانات البحث الإلكتروني، في حين برز على أرض الواقع ارتفاع جاذبية البحث عن هذا الموضوع خلال الأشهر الأخيرة وخصوصاً لـ "ايكيا" و "هوم سنتر".

وقد ساهم قضاء المستهلكين المزيد من الوقت في المنزل إلى زيادة وعيهم بتصميم منازلهم وأثاثهم، مما أدى إلى زيادة وتيرة عمليات البحث حول هذا الموضوع. وقد أدى وجود عدد كبير من الموظفين الذين يعملون من المنزل في الأشهر الأخيرة، إلى زيادة الحاجة إلى أثاث المكاتب المنزلية. وتتضمن استعلامات البحث الشائعة التي سجلت أعلى زيادة في تكرار البحث لعبارة "ايكيا" "تسليم ايكيا" و "مكتب ايكيا" و "ايكيا اونلاين".

 

قضاء العطلات داخل الدولة

يشير مصطلح قضاء العطلات داخل الدولة إلى فترة يقضي فيها الفرد أو الأسرة عطلة ويشارك في الأنشطة الترفيهية بالقرب من المنزل. يبدو أن الوعي السكاني بهذا المفهوم قد ظهر في الإمارات في أواخر عام 2016، وقد اكتسب شعبية منذ ذلك الحين.

 

وقد ساهمت القيود التي فرضت مؤخراً على حركة التنقل على مستوى العالم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في إعطاء دفعة قوية لهذا المفهوم. وقد ساهمت عوامل أخرى في زيادة اهتمام سكان الإمارات بقضاء العطلة في الدولة ومنها حقيقة أن هذه الفترة تتزامن مع عطلتين رئيسيتين (أي عيد الفطر وعيد الأضحى)، إلى جانب حقيقة أن موسم الصيف ظل تاريخياً الوقت المفضل من السنة للمقيمين لأخذ إجازتهم السنوية. وتشمل طلبات البحث الشائعة التي سجلت أعلى زيادة في عدد مرات البحث " قضاء العطلة في دبي" و "قضاء العطلة في الإمارات" و "صفقات قضاء العطلة داخل الدولة".

ومع هذه المتغيرات في سلوك المستهلكين في الدولة، وانضمام المزيد من الشركات إلى السباق نحو الاستفادة من هذه الاتجاهات الناشئة، أصبحت الحاجة إلى الرقمنة أكثر أهمية من أي وقت مضى لاكتساب الكفاءة والمرونة، مع احتمال تحقيق الشركات التي تقوم بدمج الحلول التكنولوجية بنجاح في عملياتها التشغيلية الحالية وأنظمة إدارة سلسلة التوريد ميزة تنافسية كبيرة في المشهد التنافسي الجديد الذي شكلته أزمة وباء كورونا المستجد

تويتر