عادات الإنفاق الجيدة يمكن أن تقلل من خطر الديون إلى حد كبير

التسوّق.. حتى لا يتحوّل إلى عادة سيئة وشراء عشوائي

يُنصح بإعداد قائمة بالمنتجات التي يحتاجها الفرد. أرشيفية

نسمع العديد من القصص عن الصعوبات التي يواجهها الأفراد بخصوص الديون التي تتراكم عليهم جرّاء ظروف خارجة عن إرادتهم، مثل النفقات الطبية، أو فقدان الدخل، لكن عادات الإنفاق الجيدة يمكن أن تقلل من خطر الديون إلى حد كبير للغاية، فغالباً ما يواجه الأشخاص مشكلة مالية عن طريق شراء أكثر مما يحتاجون إليه، إذ لا ينفق الجميع أموالهم بالطريقة ذاتها، حتى عند إجراء عملية الشراء نفسها، وتكون الأسباب العاطفية والمنطقية مختلفة تماماً، فعلى سبيل المثال، قد يبرر البعض قرار دفعهم لأموال أكثر خلال شراء سيارة جديدة، بمخاوف تتعلق بالسلامة.

ووفقاً لمؤسستي «نيردوالت» و«موني أدفايس» المتخصصتين في الاستشارات المالية، فإن التسوّق يصبح عادة سيئة عندما لا يأخذ الفرد في الحسبان بعض الاعتبارات التي تستهلك مدخراته، وتسهم في زيادة الديون المترتبة عليه.

وشددتا على أهمية إعداد قائمة بالمنتجات التي يحتاجها الفرد، إذ يتطلب توفير النفقات القيام بالتخطيط، مع استخدام القسائم للمساعدة في توفير المال، وإدراج فاتورة البقالة ضمن الميزانية للقدرة على تتبع النفقات، مع التعرف إلى أسعار المنتجات التي يشتريها الفرد عادة، ما يساعده في معرفة المتاجر التي لديها أفضل الأسعار.

وأشارتا إلى أن الشراء العشوائي يرهق ميزانية المنزل بلا فائدة، في ظل عدم وجود قيمة حقيقية للمشتريات بناءً على احتياجات المشتري، كما يعتبر تجاهل التخفيضات أحد أسوأ عادات التسوّق لدى العديدين، وذلك على الرغم من ظهور الكثير من المواقع والتطبيقات التي تسمح بالمقارنة بين أسعار المنتجات، والتعرف إلى العروض الترويجية كافة.

وأكدتا أن الاستراتيجية الأكثر ذكاءً تتمثل في إنشاء حساب بريد إلكتروني منفصل لنشرات البيع بالتجزئة، والتعرف إلى آخر التخفيضات المتاحة، وفي الوقت نفسه ينبغي معرفة أن جزءاً كبيراً من المتاجر يكرر العروض ذاتها باستمرار، لجذب انتباه المستهلك فقط، لذا ينبغي التحقق من جدوى هذه العروض من خلال متابعتها.

وبيّنت المؤسستان، أنه ليس من الضروري خفض الإنفاق بالكامل، بل أن يظل في حدود الميزانية لتجنب الديون وتآكل المدخرات، وكل الضغوط الإضافية التي تأتي معها، وتحديد أوجه الصرف بطريقة سليمة، وتنمية الوعي المالي الخاص بثقافة الاستهلاك غير البذخي، واتخاذ قرارات الشراء بطريقة صحيحة وواقعية، وهو ما يؤكد أهمية إيجاد ميزانية محدّدة للتسوّق قائمة على مستويات الدخل والاحتياجات، لتفادي صرف المال عشوائياً، والابتعاد عن شراء منتجات استهلاكية وفق نظام السداد بأقساط، أو على دفعات، فهي أحد الطرق التي ابتكرتها الشركات لزيادة مبيعاتها وأرباحها، وقد يجد الأفراد أنفسهم في نهاية المطاف أنهم لا يحتاجون إلى المنتج فعلاً.

كما أن عدم تصنيف المشتريات إلى فئات يعتبر من العادات السيئة التي تقف أمام إعداد الميزانية، أو تتبع النفقات، والمساعدة على تفادي المشكلات المستقبلية المتوقعة، لافتتين إلى أن المستهلكين المندفعين يشترون المنتجات عادة قبل التوقف للتفكير في الآثار المالية لها، وبالنسبة لهذه الفئة فعليهم الابتعاد عن حفظ معلومات وتفاصيل بطاقة الائتمان في منصات الشراء عبر الإنترنت، لتجنب عمليات الشراء المتسرعة وغير المسؤولة.

وأضافتا أن المشترين الذين يلجؤون إلى التسوّق للهروب من ضغوط الحياة اليومية دون معرفة أن الإنفاق المفرط والديون سيؤديان إلى مزيد من التوتر، عليهم أن يدركوا أهمية وضرورة ترك بطاقات الائتمان في المنزل قبل الخروج، كي لا يجدوا أنفسهم قد اشتروا منتجات مكلفة لا يحتاجونها فعلاً في نهاية المطاف، وهناك أيضاً المستهلكون الذين يرون في التسوّق مجرد تسلية ولا يمانعون في السداد لاحقاً من أجل قضاء وقت ممتع للشراء فقط.

• يجب الابتعاد عن شراء منتجات استهلاكية وفق نظام السداد بأقساط.

تويتر