بدأوا تسوّق المواد الغذائية والاستهلاكية «أونلاين».. ومسؤولا منفذي بيع يعتبران المنافسة غير عادلة

مستهلكون يطالبون منافذ البيع بعروض حقيقية لمنافسة المواقع الإلكترونية

صورة

طالب مستهلكون منافذ البيع والجمعيات التعاونية، بطرح عروض مميزة وحقيقية على سلع رئيسة لتشجيع التسوق المباشر، وتطوير أدائها، والتركيز على ابتكار طرق جديدة للتسويق.

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أنهم بدأوا في الفترة الأخيرة، تفضيل شراء المواد الغذائية والاستهلاكية من مواقع للتجارة الإلكترونية، بدلاً من منافذ البيع والجمعيات التعاونية التقليدية، مرجعين ذلك إلى طرح تلك المواقع عروضاً سعرية مخفضة، فضلاً عن سهولة الشراء «أونلاين».

فيما، قال مسؤولان في منافذ بيع، إن منافذ البيع والتعاونيات تدرك إلى حد كبير، التغيرات التي حدثت نتيجة التوجه نحو التجارة الإلكترونية، وبدأت بالفعل تستعد لذلك، بتطوير مواقعها الإلكترونية.

وأكدا أن المنافسة غير عادلة، نظراً لقلة تكاليف إنشاء المواقع الإلكترونية مقارنة بمنافذ البيع التقليدية، مشيرين إلى أن تغيرات كثيرة آتية في الطريق، من بينها طريقة التعامل مع المستهلكين، وعرض البضائع، وتحديد الأسعار، وعمليات التسويق والترويج.

تجارة إلكترونية

وتفصيلاً، قال المستهلك سيف الطنيجي، إنه بدأ ومنذ ثلاثة أشهر، في شراء العديد من المواد الغذائية والاستهلاكية من مواقع للتجارة الإلكترونية العالمية، بدلاً من منافذ البيع والجمعيات التعاونية، كما اعتاد طوال السنوات الماضية.

وأرجع ذلك إلى العروض السعرية المخفضة التي تقدمها تلك المواقع، فضلاً عن سهولة عمليات الشراء، وسرعتها، مقارنة بزيارة منفذ البيع، خصوصاً في فترات الازدحام، وتجنباً للانتظار عند أجهزة الدفع.

ولفت الطنيجي إلى قوة منافسة مواقع التجارة الإلكترونية لمنافذ البيع التقليدية، مطالباً الأخيرة بطرح عروض مميزة وحقيقية على سلع رئيسة لتشجيع التسوق، وإلغاء سياسة المواقف المدفوعة للمركبات التي لجأت إليها العديد من منافذ البيع.

تطوير الأداء

من جانبها، أكدت المستهلكة فاطمة الكندي أنها تفضل في أحيان كثيرة، الشراء من مواقع التجارة الإلكترونية العالمية، كونها تطرح العديد من العروض شاملة السلع الطازجة، التي يمكن شراؤها من «السوبرماركت»، لافتة إلى أنها تشتري من هذه المواقع، نظراً لسهولة الشراء، وضيق الوقت المطلوب لزيارة منفذ البيع.

وطالبت الكندي، منافذ البيع والجمعيات التعاونية، بتطوير أدائها، والتركيز على ابتكار طرق جديدة للتسويق، فضلاً عن التوسع في العروض الحقيقية، لاسيما السلع الأساسية والعلامات التجارية المعروفة، والتركيز على توصيل الطلبات مجاناً للمنازل، لمواجهة المنافسة الشديدة مع المواقع الإلكترونية.

تجنب الازدحام

واتفق المستهلك أحمد الصمدي على أنه يفضل حالياً الشراء عبر مواقع التجارة الإلكترونية، وقال إنه لاحظ زيادة في عدد المتسوقين من خلالها.

وأوضح الصمدي انه يشتري من مواقع التسوق الإلكترونية ما يحتاجه فقط، بعكس منافذ البيع، حيث يشتري أشياء قد لا يحتاجها أثناء التسوق، مؤكداً أن العديد ممن يعرفهم أصبحوا يفضلون الشراء عبر المواقع الإلكترونية، لا سيما أنه يجنبهم الازدحام والبحث عن مواقف للمركبة.

من جانبها، أكدت المستهلكة مروى الأحمد، أنها بدأت، أخيراً، الشراء من العديد من المواقع الإلكترونية، لافتة إلى أن تلك المواقع لن تلغي الشراء المباشر من المحال ومنافذ التجزئة، ذلك أن الشراء المباشر يوفر خيارات كثيرة غير موجودة في التسوق الإلكتروني، كما يعد متعة كبيرة.

مبيعات جيدة

إلى ذلك، أكد مسؤول البيع في منفذ بيع كبير، راجيف تمارا، أن المبيعات جيدة بصفة عامة، على الرغم من وجود بعض الصعود والهبوط الموسمي.

وقال إن بعض منافذ البيع والجمعيات التعاونية يدرك إلى حد كبير، التغيرات التي حدثت نتيجة التوجه نحو التجارة الإلكترونية، مشيراً إلى أن منافذ البيع بدأت بالفعل تستعد بالعروض السعرية، وتطوير مواقعها الإلكترونية، فضلاً عن الاهتمام بعمليات التوصيل المجاني. ورأى تمارا أن المنافسة غير عادلة، نظراً لقلة تكاليف إنشاء المواقع الإلكترونية مقارنة بمنافذ البيع التقليدية.

تغيرات مقبلة

من جهته، قال مسؤول البيع في منفذ آخر، أحمد صديقي، إن نمو التجارة الإلكترونية يجبر منافذ البيع والجمعيات التعاونية على التغيّر حتى لو استغرق ذلك فترة طويلة نسبياً.

وأكد أن بعض منافذ البيع يستعد منذ فترة لمرحلة التجارة الإلكترونية، معرباً عن قناعته بأن تغيرات كثيرة آتية في الطريق، من بينها طريقة التعامل مع المستهلكين، وعرض البضائع، وتحديد الأسعار، وعمليات التسويق والترويج، خصوصاً الإلكتروني.

ولفت إلى أن بعض المواقع يطرح عروضاً غير حقيقية، ولابد أن يقارن المستهلكون بين الأسعار، وتزداد ثقتهم بالمنافذ والجمعيات التقليدية، نافياً تحقيق الكثير من منافذ البيع أرباحاً كبيرة أو مبالغاً فيها، وقال إن عدداً قليلاً يحقق أرباحاً عالية، وهذا لا يمكن تعميمه.

خفض الأرباح

إلى ذلك، قال المسؤول السابق في قطاع التجزئة، إبراهيم البحر، إن مبيعات منافذ بيع وجمعيات تعاونية تأثرت نتيجة لمنافسة مواقع التجارة الإلكترونية، مشيراً إلى أن هذا الوضع حدث في العديد من دول العالم.

وطالب البحر، منافذ البيع، بخفض أرباحها العالية، عبر خفض أسعار السلع، وزيادة العروض الحقيقية على السلع التي تهم المستهلكين، لتنشيط المبيعات، ورفع قدرتها على المنافسة أمام شركات التجارة الإلكترونية.

وكشف البحر، الذي عمل سابقاً رئيساً تنفيذياً لجمعية أبوظبي التعاونية، ونائب المدير العام لجمعية الاتحاد التعاونية، أن شركات تجارة التجزئة، ومنها جمعيات تعاونية، حققت أرباحاً كبيرة مبالغاً فيها، العام الماضي، إذ حققت شركة بيع بالتجزئة، على سبيل المثال، أرباحاً بلغت 800 مليون درهم، وشركة أخرى 550 مليون درهم، مؤكداً وجود مبالغة كبيرة في الأرباح، على الرغم من الدور الاجتماعي الذي ينبغي أن تقوم به منافذ البيع، والتعاونيات تحديداً. وذكر البحر أن معظم تلك الأرباح يأتي من عمليات البيع والاستثمار، مثل تأجير الأرفف، ما ينعكس على ارتفاع أسعار بعض السلع، نافياً صحة ما يقال من أن غالبية الأرباح تأتي من خلال أرباح الأسهم أو بيع الأراضي، قائلاً: «لا توجد جمعية تربح كل هذه المبالغ من الأسهم والأراضي».

وأقرّ البحر في الوقت ذاته، بأن المنافسة غير عادلة بين مواقع التجارة الإلكترونية من جانب، والجمعيات ومنافذ البيع من جانب آخر، في شيء أساسي هو كلفة الأعمال، إذ تستطيع المواقع الإلكترونية المنافسة بشكل عال، نظراً لانخفاض كلفتها مقارنة بكلفة الشركات التقليدية، فهي لا تتحمل تكاليف الإيجارات العالية أو رواتب عدد كبير من الموظفين، فضلاً عن تكاليف الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.

خطط مبتكرة

واتفق المسؤول السابق في تجارة التجزئة، ديقي ناجبال، على أن المنافسة غير عادلة بين المواقع الإلكترونية ومنافذ البيع التي تتحمل تكاليف أعمال كبيرة مقارنة بالمواقع.

واعتبر أنه لا بديل للمنافذ التقليدية عن طرح خطط تسويقية مبتكرة، وتقليل كلفتها، وكسب ثقة المستهلكين عبر عروض حقيقية، وخفض للأسعار بالاتفاق مع الموردين. وأضاف أن التوقعات تشير إلى الشراء عبر الإنترنت سيزداد بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، ما يتطلب من منافذ البيع التقليدية، الاستعداد لذلك، مشيراً إلى أن الاحتفاظ بحصصها في السوق أو زيادتها يتطلب بعض التضحيات والقرارات الجريئة.

وأكد أن منافذ بيع بدأت في تطوير مواقعها الإلكترونية وتوصيل السلع الغذائية، منافسة المواقع الإلكترونية.

توجهات المتسوقين

قال الرئيس التنفيذي لشركة «باويك» للتسوق الإلكتروني، راجيف لي، إن مبيعات منافذ البيع والجمعيات التعاونية، تأثرت بإقبال المستهلكين على مواقع التجارة الإلكترونية.

وأضاف أن البعض أصبح يفضل الاستعانة بوسائل عدة في التسوق، نظراً لتوافر مواقع وتطبيقات للتسوق الإلكتروني، فضلاً عن انتشار منصات ومواقع إلكترونية كثيرة، تقارن بين مستويات الأسعار في مختلف منافذ البيع والمواقع، وتحدّد لك أرخص الأسعار، ما يسهّل عمليات الشراء.

وتابع: «من الملاحظ أن بعض المتسوقين يفضلون الشراء من منافذ بيع عدة، ويدمجون بين المنافذ التقليدية والإلكترونية، كما تكون الجودة والأسعار من ضمن أهم العوامل المحددة لذلك».

وشدّد على أن منافذ البيع التقليدية مطالبة حالياً، بالاهتمام أكثر بمواقعها الإلكترونية، وتطويرها، لأن بعضها ييسر عمليات الشراء.

ولفت إلى أن بعض منافذ البيع بدأ أخيراً في تأسيس فروع أصغر حجماً في الأحياء، أو ما يعرف بـ«إكسبريس»، معتبراً ذلك وسيلة مهمة لتلبية احتياجات المستهلكين اليومية.

ورجّح أن يكون لارتفاع أسعار وسائل المواصلات مثل التاكسي، أثراً في عدم التوجه للمنافذ التقليدية الكبيرة، التي غالباً ما تكون موجودة في مراكز تجارية، لافتاً إلى أن وسائل المواصلات عنصر ربما غير رئيس، لكنه يرفع كلفة التسوق لدى البعض.

«الاقتصاد»: التوجه نحو التجارة الإلكترونية قادم

قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن الوزارة تشجع التوجه للتجارة الإلكترونية، لافتاً إلى أن هذا التوجه سيزداد مستقبلاً، وهو قادم لا محالة.

وطالب النعيمي منافذ البيع والجمعيات التعاونية، بالاستعداد لعصر التجارة الإلكترونية، وتطوير خدماتها، وتحديث مواقعها الإلكترونية، لتعظيم حصتها في التجارة الإلكترونية وزيادة قدرتها على المنافسة مع المواقع الإلكترونية، مع طرح عروض وتخفيضات على السلع التي تهم المستهلكين.

تويتر