مستهلكون انتقدوا عدم ملاءمتها لاحتياجاتهم واعتبروها تنزيلات مضللة.. ومسؤولون أكدوا أن الهـدف زيادة المبيعات

منافذ بيع تربط التخفيضات الـرمضانية بالكميات الكبيرة

صورة

انتقد مستهلكون ربط منافذ بيع لعروض تخفيضات رمضانية على سلع غذائية بضرورة شراء كميات كبيرة في حزم التنزيلات، أو اشتراط أعداد كبيرة من العبوات في باقات الحسومات المطروحة، لافتين إلى أن شراء كميات كبيرة من تلك السلع لا يتلاءم مع احتياجاتهم وبالتالي لا يجعلهم يستفيدون بالشكل المناسب من العروض المطروحة في بعض المنافذ، معتبرين أن العروض التي تتضمن باقات لكميات كبيرة من السلع الغذائية بمثابة عروض مضللة، تتنافى مع الاحتياجات المختلفة لفئات المستهلكين وتستهدف فقط تصريف المنتجات ذات الأوزان الكبيرة.

في المقابل، اعتبر مسؤولون بمنافذ لتجارة التجزئة أن بعض المنافذ التي تطرح تلك العروض وتربط تخفيضاتها بالكميات الكبيرة تستهدف زيادة مبيعاتها بأعداد وكميات كبيرة أو تصريف عبوات ذات أوزان كبيرة ضمن عروض التخفيضات، لافتين إلى أن التوسع بتلك العروض يعد من أخطاء التنزيلات، التي يجب أن تتناسب مع الشرائح المتنوعة من المستهلكين.

وأشاروا إلى أن بعض المنافذ تتبع الطرق الصحيحة في طرح العروض، ولكن مع تطبيق معايير التوازن بطرح عروض أخرى على الكميات الصغيرة للسلع.

منافذ البيع

زيادة المبيعات

قال خبير تجارة التجزئة، ديقي ناجبال، إن الكثير من المنافذ تلجأ إلى هذه النوعية من العروض كوسيلة لزيادة المبيعات وتصريف المخزون، خصوصاً أن شهر رمضان من أهم المواسم التي تشهد إقبالاً في الشراء وزيادة في المبيعات.

لافتاً إلى أن بعض المنافذ تسعى لتعويض بعض التراجع الذي شهدته في المبيعات خلال الفترة الماضية عبر هذه العروض التي تستفيد منها الأسر الكبيرة تحديداً.

وتفصيلاً، قال المستهلك، معتز يوسف، إنه فوجئ عندما ذهب للتسوق بأحد منافذ البيع، بوجود عدد كبير من باقات التخفيضات الرمضانية على سلع غذائية ولكنها تتضمن إما شراء كميات كبيرة مثلاً أو شراء أعداد كبيرة من عبوات المعلبات وزيوت الطعام وهو ما لا يتناسب مع احتياجاته، وهو ما جعله لا يستفيد من تخفيضات تلك العروض التي وصفها بأنها مضللة لعدم تناسبها مع احتياجات عدد كبير من المستهلكين.

وأضاف المستهلك، تامر عبده، أنه وجد بعض المنافذ تطرح عروضاً لتخفيضات على عبوات من أوزان 10 كيلوغرامات من الأرز، أو عبوات بوزن خمسة كيلوغرامات متضمنة عبوتين بوزن كيلوغرام من الأرز لكل منهما، فيما وجد بمنافذ أخرى عروضاً تتضمن باقة تخفيض على عبوات معلبات من أنواع بقوليات لعدد ثماني عبوات، ما اضطره لشراء عبوات منفردة خارج عروض التخفيضات لكونه يعيش بمفرده، لافتاً إلى أن تلك العروض تستهدف زيادة المبيعات وتصريف الكميات الكبيرة من أوزان السلع خلال شهر رمضان.

وأشار المستهلك، عبدالفتاح محمد، إلى أن بعض المنافذ تعلن عن عروض تخفيضات موسعة فيما تتضمن تلك العروض اشتراط شراء باقات لعبوات من المعلبات أو زجاجات زيت الطعام بأعداد كبيرة، وهو ما يجعل من تلك العروض بمثابة عروض مضللة لأنها تشترط كميات كبيرة في باقاتها ولا تتضمن تخفيضاً مباشراً على العبوة المنفردة، لافتاً إلى أنه يعيش مع زوجته وطفله الصغير ولا يناسبه شراء كميات كبيرة من السلع لمجرد الاستفادة من التخفيضات، وهو ما اضطره لشراء سلع خارج عروض التخفيضات بما يتناسب مع احتياجات أسرته الصغيرة.

باقات مخفضة

وأكد المستهلك، سيد عبدالغني، أنه لكي يستفيد من عروض التخفيضات في منافذ بيع على معلبات لأصناف الفول، كان عليه شراء باقات مخفضة تتكون من ثماني علب أو ست علب، فيما كان عليه شراء سبعة كيلوغرامات من الأرز للاستفادة من عروض التخفيضات، وذلك رغم أنه يعيش بمفرده، مبيناً أن تلك العروض تستهدف تصريف السلع ذات الأوزان الكبيرة عبر العروض التخفيضية في رمضان.

وقالت المستهلكة، هدى محمد، إن كثيراً من العروض ذات الأسعار الجيدة في رمضان تتضمن سلعاً كبيرة الحجم أو تشترط الحصول على عدد كبير من العبوات من السلعة نفسها، ما يحرمها شراءها، خصوصاً أن أسرتها تتكون من أربعة أفراد فقط وهي لا تحتاج إلى هذه الكمية الكبيرة.

وأوضحت أن هناك عروضاً جيدة على السلع التي يكثر استخدامها في رمضان مثل الأرز على سبيل المثال، لكن العرض يسري على الحجم الكبير مثل خمسة أو سبعة كيلوغرامات ومعه كيلوغرام أرز إضافي، وكذا العروض على خليط «لقمة القاضي» و«خليط الكيك» و«الكريم كرامل» حيث يتضمن العرض الحصول على 10 أو 12 عبوة معاً، وهو عدد كبير يحتاج استهلاكه إلى شهور طويلة.

وطالبت بزيادة العروض على السلع ذات الحجم الصغير والمتوسط العدد من العبوات ليكون عددها ثلاث عبوات أو أربعاً على الأكثر لتناسب الأسر الصغيرة أو المتوسطة العدد التي تشكل نسبة كبيرة من الأسر في الدولة.

وقال المستهلك، أحمد المالكي، إنه لاحظ وجود عروض جيدة خلال الموسم الرمضاني، لكن جانباً كبيراً من هذه العروض يستلزم شراء سلعة ذات حجم كبير، حيث توجد عروض جيدة على السمن زنة 1600 غرام على سبيل المثال لكن وزن العبوة كبير ولا يحتاجه وسيتعرض للتلف في النهاية.

ولفت إلى أن أسعار بعض العروض على السلع كبيرة الحجم أو التي تتضمن عدداً كبيراً من وحدات أو عبوات، تكون غير متميزة حيث تقل درهمين مثلاً عن السعر السابق، متسائلاً عن جدوى شراء كل هذه الكميات بينما التخفيض السعري ضئيل. وطالب بزيادة العروض على السلع متوسطة الحجم، مشيراً إلى أنها ستجد اقبالاً من المستهلكين وتعمل على تنشيط المبيعات.

وقالت المستهلكة، ريم عبدالله، إن عروضاً كثيرة ترتبط بالموسم الرمضاني تتطلب شراء عدد كبير من العبوات من المنتج نفسه، وهو ما ظهر في أصناف من معجون الطماطم وحلوى الجيلاتين والقشطة والحساء والحليب على سبيل المثال، حيث اشترطت منافذ للحصول على العرض السعري شراء عدد يراوح ما بين 8 و12 عبوة.

وأوضحت أن عدد العبوات في العروض كبير ولا يتناسب مع احتياجاتها، كما لا يتناسب مع ضرورة ترشيد الاستهلاك والبعد عن شراء السلع الفائضة عن الحاجة، مطالبة بطرح عروض لسلع تتضمن عدداً أقل يناسب مختلف الأسر حتى يمكن الاستفادة من التخفيضات السعرية في رمضان.

تخفيضات رمضانية

في المقابل، قال مدير المشتريات في «جمعية الإمارات التعاونية»، وليد المغربي، إن «بعض المنافذ التي تطرح عروض تخفيضات رمضانية على سلع غذائية بباقات تتضمن أعداداً كبيرة أو أوزاناً من الفئات الكبيرة تستهدف في المقام الأول الاستفادة من تلك العروض لبيع كميات وأعداد أكبر من السلع المختلفة ضمن التخفيضات، خصوصاً مع زيادة الطلب الاستهلاكي بشكل عام خلال شهر رمضان، كما تستهدف بعض المنافذ سرعة تصريف عبوات السلع الكبيرة الوزن خلال الشهر الكريم، التي تتناسب فقط مع العائلات ذات الأعداد الكبيرة ولا تتناسب مع بقية شرائح المستهلكين الذين يفضلون شراء باقات العبوات الصغيرة (المفردة أو المزدوجة)».

وأضاف أن «عروض التخفيضات تعتمد في المعايير الأساسية لطرحها ضرورة التناسب مع كل الاحتياجات المختلفة للمستهلكين».

فئات الأوزان

من جانبه، اعتبر المدير العام في جمعية «أسواق عجمان»، حسن علي، أن «طرح منافذ عروض تخفيضات تعتمد على باقات من فئات الأوزان أو الأعداد الكبيرة بمثابة خطأ تسويقي يتناقض مع مفاهيم التخفيضات بالمنافذ»، لافتاً إلى أن «المعايير السليمة للتخفيضات من الضروري أن تعتمد سياسات التوازن في طرح سلع وباقات التخفيضات لتتناسب مع احتياجات أكبر عدد من شرائح المستهلكين بمختلف توجهاتهم أو جنسياتهم، خصوصاً مع مراعاة المتطلبات الأكثر احتياجاً بالنسبة لهم خلال شهر رمضان».

وأوضح أن «المنافذ التي تعتمد على التوسع بشكل مبالغ فيه بعروض تخفيضات باقات الأوزان أو الأعداد الكبيرة من السلع الغذائية تستهدف الاستفادة من عروض التخفيضات بالتنسيق مع شركات التوريد على تصريف وبيع أكبر عدد ممكن من تلك السلع».

باقات العروض

من جهته، قال مدير إدارة التسويق والسعادة في جمعية «الاتحاد التعاونية»، سهيل البستكي، إن «باقات عروض الكميات أو أعداد العبوات الكبيرة تستهدف تلبية احتياجات الأسر سواء من المقيمين أو المواطنين التي يتكون أفرادها من أعداد كبيرة»، لافتاً إلى أن «طرح باقات تخفيضية على كميات كبيرة من أصناف السلع الغذائية في رمضان، من المهم أن يصاحبه طرح عروض تخفيضية على سلع بكميات أو أعداد صغيرة لتحقيق غايات التنوّع والتوازن في طرح العروض بما يتناسب مع الاحتياجات المختلفة لفئات المستهلكين».

وقال مسؤول المبيعات في أحد منافذ البيع الكبرى، إقبال خان، إن المنافذ تطرح عروضاً على سلع كبيرة الحجم أو عروضاً تتضمن شراء عدد كبير من العبوات حتى يستطيع المستهلك الحصول على أفضل الأسعار بالاتفاق مع الموردين،

موضحاً أن هذه العروض تناسب الأسر الكبيرة، فضلاً عن زيادة الاستهلاك في شهر رمضان.

واعتبر مسؤول البيع في أحد المنافذ الكبرى، راجيف تمارا، أن شهر رمضان يشهد زيادة كبيرة في الاستهلاك، ما يعد فرصة لزيادة المبيعات، لافتاً إلى أن هناك منافسة شديدة بين منافذ البيع لطرح السلع التي يكثر استهلاكها في رمضان.

حجم المبيعات

بدوره، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور جمال الفخري، إن «منافذ البيع تدرس بعناية شديدة العروض التي تطرحها خلال موسم رمضان، وحجم المبيعات المتوقع والمبلغ الذي يمكن خفضه من هامش الربح، مقابل زيادة حجم المبيعات»،

موضحاً أن منافذ البيع عادة ما تتبع استراتيجيتين أو سياستين في التسعير، الأولى تحقيق هامش ربح كبير ومبيعات أقل، والثانية طرح سعر مخفض وتحقيق مبيعات أكثر. وأوضح أن معظم المنافذ تختار تطبيق الاستراتيجية الثانية في رمضان، خصوصاً أن الاستهلاك يزيد في الشهرالكريم بصفة عامة، ما يوفر فرصة كبيرة لزيادة المبيعات.

وأكد الفخري أن المنافذ تحرص على تحقيق هامش ربح في كل الأحوال، وعدم بيع أي سلعة بأقل من سعر الكلفة، كما يستفيد المستهلك كذلك من العروض لأنه يحقق وفورات في الأسعار، لافتاً إلى أن بعض الشركات كذلك تجد أن صلاحية بعض السلع قاربت على الانتهاء ويتبقى لها مثلاً ستة أو أربعة اشهر على انتهاء الصلاحية، فتقوم بخفض الأسعار بشكل أكبر لتصريف المخزون قبل انتهاء الصلاحية.

تويتر