ضحايا يروون حكاياتهم من النشوة إلى «الفضيحة»

رجال في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني.. «تعرية وإذلال»

التقت «الإمارات اليوم» أربع ضحايا للابتزاز الجنسي الإلكتروني، الذين أكدوا أن وقائع استدراجهم بدأت جميعها تقريباً عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بطلب صداقة من صفحة تحمل صور امرأة حسناء، مشيرين إلى أن صدمتهم كانت شديدة عندما فوجئوا بأن الطرف الآخر رجل، ويهددهم بنشر ما تم تصويره لهم في أوضاع مخلة.

الممرضة الحسناء

لم يتردد (ع.أ) في قبول طلب الصداقة، الذي ورد إليه عبر «فيس بوك»، فالطالبة امرأة تتمتع بدرجة عالية من الجمال، كما أن وجود أصدقاء مشتركين بينهما جعل الأمر يبدو له طبيعياً.

دفعه الفضول إلى الدخول إلى حسابها الشخصي، الذي كان مدوناً عليه بياناتها التي تضمنت أنها ممرضة في إحدى الدول العربية، وعلى رأس صفحتها، وضعت صورة لها وهي ترتدي الزي الأبيض، وتتوسط طاقماً طبياً في أحد المستشفيات.

لم يستعجل التواصل معها، وظل منتظراً أن تأتي المبادرة منها، وبالفعل أرسلت إليه رسالة عبر البريد الخاص مرحبة به صديقاً، وكانت هذه الرسالة بداية لحديث مطول تبادلا خلاله بعض المعلومات، وحكى لها عن وضعه وعمله في الإمارات.

بعد أيام قليلة توطدت علاقتهما، وزادت ثقته بها، وفي إحدى الليالي أخبرته برغبتها في الانتقال بالعلاقة إلى مرحلة جديدة، وأنها تود محادثته بالصوت والصورة عبر تطبيق «سكايب»، اندفاعه وفقدانه التركيز كانا سبباً في قبوله طلبها دون تردد، وبدورها لم تمهله فرصة للتفكير في ما هو مقدم عليه، إذ بدأت عرضاً مباشراً لخلع ملابسها قطعة تلو الأخرى، متعمدة إضافة كلمات مثيرة عبر حديث مكتوب، مبررة عدم قدرتها على التحدث بأن أهلها موجودون في المنزل.

في هذه اللحظات شلّت رغبته الجامحة تفكيره، وصار تحت سيطرتها تماماً، إذ استجاب فور طلبها خلع ملابسه، ونفذ كأنه منوّم مغناطيسياً طلباتها اللاحقة، بالقيام بحركات شاذة بدعوى أنها تحب ذلك.

وفي لحظة الذروة، تحول المشهد من فيلم مخلّ إلى واقع مؤلم، إذ توقف الفيديو تماماً، وفوجئ برابط أرسلته إليه تطلب منه مشاهدة محتواه، وحين فتح الرابط فوجئ بكل ما قام به مسجلاً بالكامل.

لم يمهله الطرف الآخر فرصة لالتقاط أنفاسه، إذ كشف عن وجهه الحقيقي، وأبلغه بأنه رجل يقيم في دولة عربية، وسيستخدم الفيديو للتشهير به وفضحه أمام كل معارفه على «فيس بوك».

حصار

الصدمة كانت شديدة، فكّر في أسرته، الزوجة والأبناء والأقارب، زملاء العمل، تخيل موقف من يعرفونه حين يرون الفيديو المخلّ، راودته أفكار أكثر قتامة من الفضيحة، ولم يرَ إلا مستقبلاً مظلماً ينتظره، وكانت الحلول جميعها كارثية، واستبعد منها كلياً اللجوء إلى الشرطة، متخوفاً من اتهامه بارتكاب فعل مخلّ.

وبعد أن ضاقت به السبل وحاصره المبتز بكل الطرق، قرّر اللجوء إلى شرطة دبي، وتوجه إلى إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، متخوفاً من المقابلة كثيراً، لإدراكه الخطأ الفادح الذي انتظره، وقلق من تحويله إلى متهم، أو التعامل معه بطريقة عقابية، لكن الاستقبال لم يكن كما توقع، إذ هدّأ الضابط المختص من روعه، وأكد له أن الخطأ وارد، وأنه ليس الوحيد الذي وقع في شرَك هؤلاء المحتالين.

وبادرت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية إلى اتخاذ إجراء فوري، بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، مثل هيئة تنظيم الاتصالات، لإغلاق الحسابات كافة التي أنشأها المبتز له، كما حجب على الفور الفيديو المخلّ من على موقع «يوتيوب»، وأرشدت المجني عليه إلى كيفية التعامل في حالة تواصل معه المتهم مرة أخرى، وظلت تتابع الحالة إلى أن انتهت المشكلة.

الخضوع للمبتز

على النقيض تماماً ما حدث مع (م.أ)، الذي استدرج بالطريقة ذاتها، وتم تصويره من قبل مبتز آخر، وفوجئ بفيديو مخلّ له على موقع «يوتيوب»، ثم تلقى اتصالاً من المجرم يطلب منه مبلغاً مالياً.

ورغم معرفته السابقة بضرورة عدم الخضوع للجاني، إلا أن الضغط الذي تعرض له، دفعه للاستسلام، ووافق على تحويل الأموال إليه، وبعد مرور فترة من الوقت فوجئ باتصال آخر من المتهم نفسه يبلغه بأنه يحتاج إلى دفعة أخرى، وتلاعب نفسياً بالضحية، مدعياً أنه لم يكن سيلجأ لذلك لولا حاجته إلى المال، فرضخ له وحول دفعة أخرى، رغم شعوره بأنه سيتلقى اتصالاً ثالثاً في وقت لاحق.

اكتئاب

أما الضحية (أ.ع) فرفض اللجوء إلى الشرطة، واستجاب للمبتز في البداية، بتحويل المبلغ المطلوب إليه، ثم لجأ إلى خبير تقني لمحو كل الحسابات التي أنشأها المجرم باسمه، وحذف كذلك الفيديو الموجود على «يوتيوب»، لكنه لايزال حتى الآن أسير تجربة لا يمكن أن تمحى من ذاكرته، بعد أن قضى ساعات صعبة يفكر في تأثير الفضيحة في أسرته ومستقبله، ودخل إلى المستشفى للعلاج من ارتفاع الضغط الناجم عن التوتر والاكتئاب.

التحدي

فيما لجأ (م.س) إلى أسلوب مختلف، بعد أن تعرض لضغط نفسي هائل، أعلن التحدي وواجه المبتز بكل حدة، مؤكداً أنه لا يأبه بنشر الفيديو، لكنه سيلاحقه في بلاده، وينتقم منه، والغريب أن المجرم توقف فعلياً عن محاولة الابتزاز.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


لمشاهدة موضوعات ذات صلة بالتحقيق :

■■  الابتزاز الجنسي الإلكتروني «صـدمة آخر الليل» (1-2)

■■ رجال في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني.. «تعرية وإذلال»

■■ مبتز جنسياً: «صور الثراء» معيار اختيار الضحايا

■■ الهروب من الابتزاز الجنسي الإلكـــتروني إلى الانتحار

■■ استشاري نفسي: «المبتز» مضطرب سلوكياً .. والضحية يعاني انعدام الثقة

■■ 95 % من الضحايا لا يبلغون الشرطة

■■ خبير في أمن المعلومات: عصابات الابتزاز الجنسي تستهدف المشاهير

■■ «الهجوم المضاد» سلاح الأمن في مواجهة الابتزاز الإلكتروني (2-2)

■■ مبتزون جنسياً يستفيدون من «ضعف التشريعات» في دولهم

■■ السيطرة على «المحتوى المخل» صعبة طالما المبتز الإلكتروني طليق

■■ الهاجري: الابتزاز الإلكتروني تحوّل مـن ممارسـات عشوائية إلى جريمة منظمة

■■  «دعم سري» لضحايا الابتزاز الإلكـتروني

■■  «فيس بوك»: نتعامل بجدية مع حالات الابتزاز

■■  «الثقة بالغرباء» مفتاح «باب الابتزاز الإلكتروني»

■■  «الابتزاز الإلكتروني» يضر بالحكومات والاقتصاد

تويتر