اثنان من كل 10 أشخاص يستهدفهم يقعون في الفخ

مبتز جنسياً: «صور الثراء» معيار اختيار الضحايا

«اثنان من كل 10 أشخاص استهدفهم يقعون في فخ الابتزاز الجنسي الإلكتروني، والصور التي ينشرونها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تكون معياراً لاختيارهم، فكلما كانت تنم عن ثراء كان الشخص بالنسبة لي صيداً ثميناً، والربح السريع من وراء هذه اللعبة هو الذي دفعني إلى التمادي فيها»، هذا كان أبرز ما ذكر أحد ممارسي الابتزاز الإلكتروني، لـ«الإمارات اليوم»، بعد فشله في محاولة استدراج معد هذا التحقيق، مدعياً أنه فتاة عربية تقيم في دولة أوروبية.

وبدأ الحوار عبر موقع «فيس بوك»، بطلب صداقة من امرأة تحمل صورة جذابة، وتدعى (س.أ)، وبعد نحو ثلاثة أيام من قبولها، بعثت رسالة خاصة، تضمنت ثناءً على قبول الصداقة، وطلبت التعرف عليَّ بشكل أكثر قرباً، وحين أخبرتها بأنني مقيم في دبي، أعربت عن رغبتها في زيارة الإمارات، وزادت حماستها حين أغريتها بوضعي المالي، مدعياً أن لدي شركة صغيرة أديرها، إضافة إلى عملي الأساسي صحافياً.

بدأت تدريجياً التقرب إليّ، وحاولت التودد بطريقة أكثر رومانسية، ومن جانبي شجعتها على ذلك، حتى طلبت التحدث عبر الفيديو، فأعربت لها عن مخاوفي وحرصي على عدم الظهور أمام غرباء، حتى لا تشك في نيّاتي.

وبعد محاولات عدة من جانبها، وافقت على الحديث معها عبر الفيديو، وتلقيت اتصالاً منها، وكانت ترتدي ملابس مثيرة، ثم طلبت مني تشغيل الكاميرا، وعندما اعتذرت، انتهى الحوار بتبادل عبارات المجاملة.

وفي اليوم التالي مباشرة، اتصلت مجدداً عبر الفيديو، وكانت ترتدي ملابس فاضحة إلى حد ما، ثم أصرّت على ظهوري عبر الفيديو، وإلا ستقطع علاقتها بي نهائياً.

عند هذه النقطة قرّرت أن أصارحها، وقلت لها «أنا أعرف من أنت»، فأبدت عدم استيعابها كلامي، فأردفت بشكل أكثر صراحة «أدرك أنك لست امرأة، أو ربما تكونين امرأة وتعملين لصالح أحد المبتزين، ولم يعد هناك داع للاستمرار في هذه اللعبة».

في غضون لحظات، تبدل الصوت، وانتقلت الصورة من المرأة التي كانت تحدثني إلى شاب كان موجوداً معها، وضحك كثيراً، وسأل عن سبب التمادي معه حتى هذه المرحلة إذا كنت أعرف الخدعة من البداية؟

أخبرته أنني صحافي، وأُجري تحقيقاً حول الابتزاز الجنسي الإلكتروني، وشجعته على الاستمرار، من خلال ادعاء الإعجاب بذكائهم وقدرتهم على اصطياد السذّج، الذين يقعون في شباكهم، وطلبت منه استكمال الحوار معي على المكشوف، فلم يوافق بشكل صريح، لكنه لم يغلق البرنامج.

قال إنه كان يمارس ذلك في البداية على سبيل التجربة والتسلية، لكن فوجئ بأن الأمر ينجح معه بسهولة، ويحقق عائداً كبيراً خلال زمن قياسي دون أن يكلفه ذلك مالاً أو جهداً.

وأضاف أن الخدعة كانت تنطلي على كثيرين في البداية، ودأب على اختيار المشاهير والأثرياء، بعد أن يدرس حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه الآن صار يستهدف أي شخص يقيم في دول الخليج، وأوقع بعشرات الأشخاص في السعودية والإمارات والكويت وقطر.

وأشار إلى أن الأشخاص المستهدفين صاروا أكثر حذراً الآن، لكن لايزال بإمكانه استدراج ضحايا، لافتاً إلى أن اثنين من كل 10 أفراد يستهدفهم يقعون في الفخ.

وحول استعداده لإيذاء شخص رفض الاستجابة له من خلال فضحه بنشر الفيديو الذي صوره له، قال المبتز: «لم أفعل ذلك إلا مرات قليلة، مع أشخاص يتمتعون بثراء بالغ، حسبما يظهر من صورهم على (فيس بوك، وإنستغرام)، فهم يسافرون كثيراً، ولدى كل منهم أكثر من سيارة، فضلاً عن منازل فخمة، وهؤلاء لن يضيرهم دفع مبلغ قليل لشخص فقير مثلي».

وعن إدراكه للأذى الهائل الذي يسببه لضحاياه، أفاد بأن كل شخص مسؤول عن تصرفاته، وأنه لم يجبرهم على خلع ملابسهم والتصرف بهذه الطريقة المخلّة، مضيفاً بسخرية: «تجدهم يدّعون الفضيلة على صفحاتهم، ويكشفون وجهاً آخر بعد منتصف الليل».

وحاول تبرير جرائمه بأنه يعيش في بيئة فقيرة، ولا يبالغ في طلباته المادية من الأشخاص الذين يستهدفهم، فهو يطلب فقط ما يمكنهم دفعه، معتبراً أنها أقرب إلى المساعدة المالية منها إلى الابتزاز.

وما إذا كان يتعاون مع آخرين في هذه الجرائم، أو يمارس الابتزاز في إطار منظم، رفض الرد قطعياً، وقال حاسماً: «لقد تحدثت معك بما يكفي»، ثم حذفني من قائمة أصدقائه (بلوك).


لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، ، يرجى الضغط على هذا الرابط.


لمشاهدة موضوعات ذات صلة بالتحقيق :

■■  الابتزاز الجنسي الإلكتروني «صـدمة آخر الليل» (1-2)

■■ رجال في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني.. «تعرية وإذلال»

■■ مبتز جنسياً: «صور الثراء» معيار اختيار الضحايا

■■ الهروب من الابتزاز الجنسي الإلكـــتروني إلى الانتحار

■■ استشاري نفسي: «المبتز» مضطرب سلوكياً .. والضحية يعاني انعدام الثقة

■■ 95 % من الضحايا لا يبلغون الشرطة

■■ خبير في أمن المعلومات: عصابات الابتزاز الجنسي تستهدف المشاهير

■■ «الهجوم المضاد» سلاح الأمن في مواجهة الابتزاز الإلكتروني (2-2)

■■ مبتزون جنسياً يستفيدون من «ضعف التشريعات» في دولهم

■■ السيطرة على «المحتوى المخل» صعبة طالما المبتز الإلكتروني طليق

■■ الهاجري: الابتزاز الإلكتروني تحوّل مـن ممارسـات عشوائية إلى جريمة منظمة

■■  «دعم سري» لضحايا الابتزاز الإلكـتروني

■■  «فيس بوك»: نتعامل بجدية مع حالات الابتزاز

■■  «الثقة بالغرباء» مفتاح «باب الابتزاز الإلكتروني»

■■  «الابتزاز الإلكتروني» يضر بالحكومات والاقتصاد

تويتر