لوتاه: المجرم لا يتفرغ لضحية واحدة.. ومواجهته هي الحل

السيطرة على «المحتوى المخل» صعبة طالما المبتز الإلكتروني طليق

الرائد راشد لوتاه : مدير إدارة الأدلة الإلكترونية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي

أكد مدير إدارة الأدلة الإلكترونية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، الرائد راشد لوتاه، أن من الصعب السيطرة على المحتوى المخل لدى المبتزين، رغم محاولات مساعدة الضحايا في إزالة المواد التي نشرت لهم على المواقع المختلفة.

صور غير آمنة

قال مدير إدارة الأدلة الإلكترونية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، الرائد راشد لوتاه، إن صور المستخدمين المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ليست آمنة بذاتها، لأن هذه الشبكات تمنح نفسها الحق في استخدام هذه الصور وفق اتفاقية الاستخدام التي لا يقرؤها المستخدم عادة حين يوقع عليها بالموافقة.

 وقال لـ«الإمارات اليوم»: «لا يتفرغ المجرم عادة لضحية واحدة، وإذا لم يستجب له المجني عليه، فإنه يبحث عن غيره، ولا يضيع وقته في مسألة الانتقام»، لافتاً إلى أنه وفق الحالات التي فحصتها الإدارة، يتسم المجرمون بقدر كبير من الاحترافية، ويستدرجون الضحية في لحظة ضعف يمر بها أثناء عملية اصطياده.

 وأضاف أن الضحية في كثير من الحالات يتصرف كما لو كان فاقداً للوعي وخضع لسيطرة الجاني، ويفعل أشياء تتناقض مع سلوكياته الطبيعية، خصوصاً إذا كان من المشاهير أو الشخصيات العامة في المجتمع.

وتابع لوتاه: «هذه ظاهرة عالمية، ولا يمكن أن أحدد جنسية معينة تسقط في فخ هؤلاء المبتزين، حتى داخل الدولة يستهدفون أشخاصاً من مختلف الجنسيات، ويغرونهم بالطريقة نفسها، التي تتمثل في استدراجه إلى علاقة افتراضية مع فتاة، ثم يصوّرونه».

وأشار إلى أن «الأدلة الإلكترونية تتولى فحص الحالات التي ترد من المباحث الإلكترونية، لتوفير أدلة تدين المتهمين الذين يتم القبض عليهم غالباً إذا كانوا داخل الإمارات، لكن يختلف الوضع إذا كانوا خارج الدولة، فهناك صعوبات كثيرة تواجه عملية ملاحقتهم، خصوصاً إذا كانوا في دولة لا تطبق القانون بإحكام».

ولفت إلى أن المجرم في هذه القضايا «يضع الضحية تحت ضغط هائل، لكن نحاول من جانبنا مساعدتهم بمحو المحتوى المخل من جميع وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة يوتيوب، لكن من الصعب محو الفيديو الموجود لدى الجاني، إذا لم يتم القبض عليه».

وأكد أن المبتز لا يضغط على ضحيته إلا إذا وجد استجابة منه، لذا ننصح كل من يقع في هذه المشكلة بعدم الخضوع للابتزاز واللجوء إلى الشرطة، فالمجرم عادة يكون لديه قائمة من الضحايا، وإذا لم يستجب أحدهم يبحث عن غيره.

وأضاف «أنصح الضحية بإغلاق كل قنوات التواصل مع المجرم، ما عدا قناة واحدة، فيوقف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ويتواصل معه فقط عبر برنامج محادثة، ليرصد الخطوات التي يمكن أن يقوم بها، ويبلغ الجهات المختصة من دون أي خوف أو تردد».

وأكد لوتاه، أن «الوقاية من هذه الجرائم أهم كثيراً من العلاج، لذا يجب أن تكون هناك حملة إعلامية مستمرة، لأن هؤلاء المجرمين يطورون أساليبهم، فضلاً عن أن هناك مستخدمين جدداً يلزمهم التوعية، قبل أن يقعوا في فخ أحد المبتزين ويعيش كابوساً حقيقياً».

ولفت إلى أن «هناك ضحايا تعاملوا بشجاعة مع المبتز، ورفضوا الخضوع ولم يستطع إيذاءهم».

 وأشار إلى أنه تلقى اتصالات من أشخاص تعرضوا لأذى كبير حين وقعوا في فخ هؤلاء المبتزين، أحدهم كان يعيش حياة اجتماعية ممتازة، ويلقى احتراماً كبيراً من المحيطين به، لكن تحولت حياته إلى جحيم بسبب أحد هؤلاء المبتزين.

 وحول سبب تكرار هذه الجرائم رغم التحذير منها، قال لوتاه: «بحكم عملنا نحلل (التايم لاين)، وهو تحليل الوقت حسب نشاط الشخص المستخدم للجهاز، ونجد أن هناك من يشعرك حين يتحدث أمام الناس بأنه واعظ ديني، ويتحول في الليل إلى شخص آخر بعيد عن ذلك تماماً»، لافتاً إلى أن مثل هذا الشخص يكون عادة ضحية محتملة لهؤلاء المبتزين، الذين يدرسون نشاطات ضحاياهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويحددون ميول كل شخص، ثم يحددون الطريقة التي يمكن أن يستدرجوه بها.

وشرح: «بعض الأشخاص يعتبرون أنهم حققوا إنجازاً حين يجدون اهتماماً من الآخرين عبر مواقع التواصل، ويبدي استعداداً لمكافأة هؤلاء الأشخاص على اهتمامهم حتى لو كانوا غرباء، ولا تربطه بهم معرفة سابقة، فيقع في فخ التعري أو التصرف بقدر من الانفتاح معهم، حتى يستدرجوه ويقوموا بتصويره».


لمشاهدة موضوعات ذات صلة بالتحقيق :

■■  الابتزاز الجنسي الإلكتروني «صـدمة آخر الليل» (1-2)

■■ رجال في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني.. «تعرية وإذلال»

■■ مبتز جنسياً: «صور الثراء» معيار اختيار الضحايا

■■ الهروب من الابتزاز الجنسي الإلكـــتروني إلى الانتحار

■■ استشاري نفسي: «المبتز» مضطرب سلوكياً .. والضحية يعاني انعدام الثقة

■■ 95 % من الضحايا لا يبلغون الشرطة

■■ خبير في أمن المعلومات: عصابات الابتزاز الجنسي تستهدف المشاهير

■■ «الهجوم المضاد» سلاح الأمن في مواجهة الابتزاز الإلكتروني (2-2)

■■ مبتزون جنسياً يستفيدون من «ضعف التشريعات» في دولهم

■■ السيطرة على «المحتوى المخل» صعبة طالما المبتز الإلكتروني طليق

■■ الهاجري: الابتزاز الإلكتروني تحوّل مـن ممارسـات عشوائية إلى جريمة منظمة

■■  «دعم سري» لضحايا الابتزاز الإلكـتروني

■■  «فيس بوك»: نتعامل بجدية مع حالات الابتزاز

■■  «الثقة بالغرباء» مفتاح «باب الابتزاز الإلكتروني»

■■  «الابتزاز الإلكتروني» يضر بالحكومات والاقتصاد

تويتر