في ثالث أزمة يواجهها «التحديث الجديد» خلال أقل من شهر

«ويندوز 10 أكتوبر 2018» يمحو الملفات المضغوطة.. ويوقف الحاسبات عن العمل

توقعات بتأجيل «مايكروسوفت» التحديث الجديد لفترة طويلة. من المصدر

للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، يتعرض تحديث «ويندوز 10 أكتوبر 2018» لأزمة جديدة تمنع إعادة إصداره، بعد أن تم سحبه من التداول والتنزيل للجمهور العام قبل نحو أسبوعين. وتتمثل الأزمة الجديدة في أن التحديث يمحو الملفات المضغوطة بنمط «زد آي بي» عند قصها أو نسخها أو نقلها من مجلد إلى مجلد آخر، فضلاً عن أنه يتسبب في تعطل الصوت ومشكلة «الشاشة الزرقاء» التي يتوقف عندها الحاسب عن العمل.

وكشفت مواقع تقنية عدة، أول من أمس، عن تفاصيل الأزمة الجديدة التي أكدتها شركة «مايكروسوفت» رسمياً في الوقت نفسه. ووصفت شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية أن الأزمة الأخيرة تجعل من التحديث الجديد الأسوأ من نوعه طوال تاريخ «مايكروسوفت» على الإطلاق، مشيرة إلى أنه كلما أجريت عليه الاختبارات والمراجعات، تكشفت به مشكلات جديدة أكثر حدة وخطورة من سابقتها. وتوقعت «زد دي نت» أن تؤجل «مايكروسوفت» التحديث كلياً لفترة طويلة، بدلاً من إرجاء إطلاقه لأيام عدة، وذلك لحين إعادة النظر في جميع مكوناته كاملة. وكانت «مايكروسوفت»، أعلنت عن تحديث «ويندوز 10 أكتوبر 2018» رسمياً في الثالث من أكتوبر الجاري، لافتة إلى أنه يتضمن حزمة مكونة من تحسينات عدة، مخصصة لخدمة المؤسسات والشركات، سواء في ما يتعلق بتأمين نظام التشغيل والحفاظ على سرية المعلومات والبيانات والحماية من الهجمات والفيروسات، أو تسهيل الأداء ورفع كفاءة تشغيل التطبيقات.

الأزمة الأولى

لكن ما إن تم الإعلان عن التحديث وطرحه رسمياً للجمهور العام، حتى ظهرت الأزمة الأولى مع إجماع نتائج التقييمات والمراجعات من قبل خبراء ومتخصصين في تقييم تحديثات نظم التشغيل، على تحذير مستخدمي نظام تشغيل «ويندوز 10»، ونصحتهم بضرورة الابتعاد عن تحديث «ويندوز 10 أكتوبر 2018»، بعد أن بات مؤكداً أن هذا التحديث يمحو بيانات المستخدم وملفاته الموجودة على حاسبه الشخصي فور تنزيله وتشغيله، ويجعل مجلد «مستنداتي» فارغاً، لا يحوي أي صور أو ملفات أو مستندات أو فيديوهات وغير ذلك، ما يعد مشكلة كبيرة بكل المقاييس، بالنسبة لأي مستخدم، سواء كان يعمل بصفة شخصية بمنزله، أو يعمل لدى مؤسسة أو شركة بمقر عمله.

الأزمة الثانية

ومع توالي عمليات البحث والمراجعة وقع تحديث «ويندوز أكتوبر 2018» في أزمته الثانية، حينما تبين أنه عند قيام المستخدم بتنشيط خاصية التخزين التلقائي على «وان درايف»، ومحاولته نقل البيانات والمعلومات من وحدة التخزين الخاصة بالحاسب إلى خدمة «وان درايف» للتخزين السحابي، لا يقوم التحديث بنقل الملفات من موقعها القديم الى الموقع الجديد، فحسب، وإنما يقوم أيضاً بمحو الملفات من المجلد الأصلي على الحاسب.

محاولات الاحتواء

وفي 16 أكتوبر الجاري أعلنت «مايكروسوفت»، عبر المدونة الرسمية لـ«ويندوز»، عن انتهاء التحقيق في الأزمتين، ووضع التعديلات اللازمة لحلهما، مؤكدة أنه تم إيقاف وسحب تحديث «ويندوز أكتوبر 2018» لجميع المستخدمين. وأشارت الشركة إلى أنها أجرت تحقيقات في تقارير معزولة عن المستخدمين الذين فقدوا بياناتهم بعد تنزيل وتثبيت التحديث، مضيفة أنه بالنظر إلى الطبيعة الخطيرة لأي فقدان للبيانات، تم سحب التحديث من جميع قنوات التوزيع والنشر، بما في ذلك «ويندوز سيرفر 2019».

وتابعت «مايكروسوفت» أنه تم اتخاذ الخطوة التالية في إعادة طرح التحديث للمستخدمين، مع توفير النسخة المصححة منها لمجموعة من أعضاء برنامج «المطلعين الأوائل» التابع لـ«ويندوز»، وفرق اختبارات أخرى، على أن تتم لاحقاً دراسة النتائج والتعليقات والبيانات التشخيصية من المطلعين، لإعادة الطرح بشكل أوسع.

الأزمة الثالثة

وبهذا التوضيح هيأت «مايكروسوفت» الأمور نحو إعادة طرح التحديث قبل انتهاء أكتوبر على أقصى تقدير، لكن الأمور لم تمضِ على النحو الذي تريده الشركة، حيث إنه قبل انتهاء الشهر، وتحديداً في 27 أكتوبر، تم اكتشاف الأزمة الثالثة لتحديث «ويندوز 10 أكتوبر 2018»، إذ أبلغ أحد الخبراء المحترفين في مراجعة نظم «ويندوز» قبل طرحها والمشترك في برنامج «ويندوز إنسايدر» للمراجعة والاختبارات، أن لدى التحديث مشكلتين جديدتين.

وبيّن أن المشكلة الأولى تتعلق بالطريقة التي يتعامل بها التحديث مع الملفات المضغوطة، إذ تتمثل في أنه عند قيام المستخدم بنسخ أو تحريك أو قص مجلد مضغوط بنمط «زد آي بي»، ونقله إلى مجلد آخر به ملفات تحمل الأسماء نفسها للملفات الموجودة في الملف المضغوط، لا يظهر التحديث الرسالة التي تنبه المستخدم الى ذلك، وتعرض عليه خيارات الإبقاء على الملفات المنقولة والموجودة في المجلد معاً، أو حذف الموجودة وإحلال المنقولة محلها، وإنما يقوم بعملية النقل ويحذف الملفات الموجودة في الملف المنقول إليه الملفات المضغوطة. وأوضح الخبير أن المشكلة الثانية تمثلت في أن التحديث يؤثر في نظم التشغيل العاملة على بعض نوعيات الحاسبات، ومنها حاسبات «إتش بي»، ويجعل الحاسبات تظهر «الشاشة الزرقاء» التي يعني ظهورها للمستخدمين أن الحاسب بات غير قادر على العمل، وأن نظام التشغيل قد انهار.

برنامج خاطئ

أفاد منتدى «ويندوز» بأن بلاغات وردت إليه تشير إلى أن شركة «إنتل» دفعت الى «تحديث ويندوز 10 أكتوبر 2018» ببرنامج خاطئ لتشغيل الصوت، وأن هذا الخطأ يجعل الكثير من الأجهزة تتوقف عن إصدار الصوت فجأة وتصبح صامتة، وأنه يقوم بإعادة ضبط سطوع شاشة الحاسبات المحمولة من تلقاء نفسه على غير رغبة المستخدم.

تويتر