أكدوا أن اللاعبين سيعانون الإرهاق والأندية ستتكبّد أعباءً مالية

رياضيون: جدول دوري السلة لا يخدم تطوير اللعبة

صورة

كشف مدرّبون وإداريون في كرة السلة، عن أن جدول مرحلتي ذهاب وإياب تمهيدي بطولة الدوري العام لمرحلة الرجال، الذي يستهل 22 الجاري ويستمر حتى 26 يناير المقبل، في مدة لا تتعدى 65 يوماً، لا يخدم اللعبة، في ظل عدم وجود فترة كافية لاستشفاء اللاعبين، خصوصاً العناصر المواطنة الذين هم من فئة الهواة، بجانب اضطرار الأجهزة الفنية للفرق إلى الاستغناء عن خدمات لاعبين مرتبطين بوظائف حكومية، تفرض وظائفهم التزاماً تاماً في فترات تلعب بها جولات حاسمة، وصولاً الى نفقات مالية كبيرة تتكبدها الأندية جراء نفقات السفر في جولات متتالية.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، أن «إقامة 18 جولة في البطولة الأهم والأكثر نديةً في موسم السلة، ستجبر الأندية العشرة على خوض بين مباراتين إلى ثلاث مباريات في الأسبوع الواحد، بمعدل 3.2 أيام بين مباراة وأخرى، وهي فترة غيرة كافية لنيل الاستشفاء اللازم، بالإضافة إلى أن الجولات المتعاقبة ستضع الأجهزة الفنية للأندية الجديدة أمام احتمالية التضحية بالتدريبات بين فترات المباريات المتقاربة بهدف منح اللاعبين فترة كافية من الراحة».

من جانبه، قال عضو مجلس إدارة نادي الشارقة ومشرف كرة السلة في النادي، علي أميري، إن «غالبية لاعبي الفريق الأول في نادي الشارقة حالهم حال العديد من لاعبي الأندية من الموظفين الحكوميين في قطاعات حكومية مهمة، وإقامة ثلاث جولات بين 27 ديسمبر المقبل والثاني من يناير 2019، من ضمنها جولة تلعب في ليلة رأس السنة 31 ديسمبر، ستدفع الأجهزة الفنية للاستغناء عن العديد من اللاعبين المؤثرين الذين تفرض وظائفهم الحكومية التواجد خلال تلك الفترة من السنة، خصوصاً الذين يداومون في الشرطة».

وأضاف: «الجدول المضغوط لن يقتصر تأثيره على الاجهاد البدني للاعبين فحسب، بل سيطال الحكام أيضاً، في ظل اقتصار الطواقم التحكيمية للساحة على 15 حكماً فقط، خصوصاً أن هؤلاء الحكام يديرون في الفترة ذاتها مسابقات ومباريات لبقية المراحل السنية، وغالبيتهم غير جاهزين من الناحية البدنية لتحمل ضغط المباريات، وبالتالي ستنخفض نسب تركيزهم في المباريات التي قد ينجم عنها صافرة خاطئة قد تطيح بمجهود موسم كامل».

من ناحيته، أكد مدرب فريق نادي الوحدة السوري، نضال بكري، أن احتمالية تعرض اللاعبين للإصابة أمر وارد بنسبة كبيرة جراء الأحمال البدنية التي تفرضها مشاركاتهم مع المنتخب، وتتبع فوراً بجدول مضغوط على صعيد بطولة الدوري.

وقال بكري إن «الجدول الحالي لبطولة الدوري يقدم خدمةً كبيرة للاعبي الوحدة في التأقلم على ضغوط المباريات، خصوصاً أن العنابي يسجل عودته للمرة الأولى منذ 13 عاماً على صعيد بطولات الرجال، إلا أن الخوف الأكبر من ضغط مباريات الدوري سيقع بالدرجة الأولى على لاعبي المنتخب الذين سيجبرون فور عودتهم من البطولة العربية، على الالتزام مع أنديتهم في بطولة الدوري، ولن يحصلوا على قدرٍ كافٍ من الراحة».

وشدد مدرب رجال الوصل، المصري أحمد عمر، على أهمية أخذ اتحاد اللعبة بعين الاعتبار، في المواسم المقبلة، الابتعاد عن فترات التوقف الطويلة، وقال إن «اتحاد السلة مطالب بالدرجة الأولى في الاستثمار الأمثل لتواجد 10 أندية للمرة الأولى في مرحلة الرجال منذ 20 عاماً، والبحث عن جداول تسهم في تحقيق فائدة أكبر من المنافسات المحلية، خصوصاً للأندية الجديدة، وذلك بالاستعاضة عن فترات التوقف الطويلة التي تفرضها استحقاقات ومراحل إعداد المنتخبات، بإقامة أدوار تمهيدية للمسابقات المحلية، شريطة أن تلعب هذه الأدوار من دون العناصر الدولية، ما يوفر للأجهزة الفنية في الأندية فرصاً أكبر للتركيز على العناصر الشابة، وبالتالي مواصلة تطوير اللعبة، ويجنب الأجهزة الفنية التضحية بنتائج مباريات يفرضها جدول مضغوط بهدف اتاحة أكبر قدر ممكن للاعبيها للاستشفاء، وعدم الوقوع تحت خطر الإجهاد البدني والتعرض للإصابة، وتوفير جهودهم للمباريات القوية».

وأكد مدرب فريق رجال البطائح، المصري إمام عبدالبديع، أن «الاعتماد على مفهوم التوزيع الجغرافي في الموسم المقبل يمكن أن يجنب الأندية، خصوصاً الجديدة منها، أعباء كثيرة، أولها الابتعاد عن عامل إجهاد اللاعبين، وثانيها خفض النفقات المالية على أندية لاتزال في بداية طريقها، فضلاً عن تخفيف أعباء التنقل المستمر للاعبي الأندية الجديدة الذين غالبيتهم من مدن وإمارات أخرى».

وأكد مدرب فريق النصر، السوري همام كركوكلي، أن اعتماد جدول مضغوط لا يسمح للأجهزة الفنية برفد فرقها الأول بعناصر شابة، وقال إن «الأسلوب الناجع الذي اعتمده النصر منذ عام 2011 على صعيد بناء أجيالٍ متتالية من اللاعبين، وقاده أخيراً لإنجازات تاريخية عير مسبوقة على صعيد سلة الرجال، سيواجه صعوبة في استمراره، في ظل جدول مضغوط للدوري لن يسمح برفد الفريق الأول بعناصر شابة بهدف إكسابها مزيداً من الخبرات، خصوصاً أن اللاعبين الشبان غير قادرين على تحمل الإجهاد البدني الذي يفرضه الجدول الحالي، فضلاً عن تضارب مواعيد جولات الرجال مع برامج مسابقات مراحلهم السنية».

قرقاش: الجداول عُرضت على الأندية.. والاتحاد يتقبّل المقترحات

أكّد عضو مجلس إدارة اتحاد السلة رئيس اللجنة الفنية، أسامة قرقاش، أن اتحاد اللعبة لم يتلقَّ أي اعتراض رسمي من الأندية، على الرغم من ان جداول المسابقات تم عرضها على إداريي ومدربي الأندية منذ الصيف الماضي.

وقال قرقاش إن «تأخير الأندية الجديدة في تأكيد مشاركاتها بالموسم الجديد، بجانب فترات التوقف التي فرضتها مشاركات المنتخبات أو أيام الـ(فيبا) التي يفرضها الاتحاد الدولي للعبة، كانت وراء ظهور هذه الجداول المضغوطة لبطولة الدوري».

وأضاف «وجود 10 أندية في فئة الرجال أمر إيجابي للغاية، وعلينا استثماره بالصورة المثلى، وهو ما دفع الاتحاد إلى اتخاذ العديد من الخطوات التي تضمن مراعاة التوزيع الجغرافي بهدف تجنيب الأندية أكبر قدر ممكن أعباء السفر، خصوصاً في نصف الأسبوع، وهو ما أكدناه على أرض الواقع في أولى مسابقات الموسم (كأس نائب رئيس الدولة) التي أُسدل الستار عليها الشهر الماضي، بالاعتماد وللمرة الأولى على مفهوم المباريات المجمعة في فئة الرجال».

وتابع: «أبواب الاتحاد مفتوحة على المقترحات البناءة، وجلّ ما نطلبه من الأندية تقديم ملاحظاتها ومقترحاتها في الجمعية العمومية المقبلة التي تعد المنصة الوحيدة التي يمكن من خلالها تمرير القرارات واعتمادها من خلال عملية التصويت».

تمهيدي بطولة الدوري العام لمرحلة الرجال يقام في مدة لا تتعدى 65 يوماً.

تويتر