أثناء محاولتهم اللحاق بأهلهم في الولايات المتحدة

أطفال من أميركا اللاتينية يتعرضون للاحتجاز عند الحدود الأميركية

صورة

يحاول الآلاف من القاصرين غير المصحوبين بذويهم من أميركا اللاتينية شق طريقهم إلى الولايات المتحدة، حيث وصل آباؤهم إلى هناك بالفعل. لكن غالباً ما ينتهي حلمهم عند الحدود مع المكسيك. اثنان من هؤلاء الأطفال يرويان قصصهما من وجهة نظرهما. تجاربهما مماثلة لتجارب العديد من اللاجئين والمهاجرين. ولحماية الطفلين تم تغيير اسميهما الحقيقيين.

تقول جوليا، 10 أعوام، من هندوراس: «أفتقد والدتي، ذهبت إلى الولايات المتحدة قبل خمس سنوات لتعمل خادمة في فندق بمدينة كانساس، وخططت لإحضاري إلى الولايات المتحدة بعد ذلك بقليل، لكنها أخبرتني بعد ذلك عبر الهاتف أن الظروف ليست مناسبة بسبب رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت، انتهى بي الأمر بالبقاء مع والدي في هندوراس، لكن وضعه كان يزداد سوءاً، كان يعود إلى المنزل في حالة سكر كل يوم. تجادلنا لأنه كان يحتفظ بالمال الذي ترسله أمي لي».

وتوضح جوليا أنها اتصلت بوالدتها في يناير وأخبرتها بكل شيء، «قالت لي يجب أن آتي إليها، ثم جاءت عمتي ذات يوم وأخبرتني أن الوقت قد حان للذهاب، أخذت حقيبة ظهر بها القليل من الملابس، وانضممت أنا وعمتي إلى مجموعة من المهاجرين، أعتقد ان عددهم 300 شخص، ثم عبرنا الحدود في شاحنات صغيرة، ثم شاحنات كبيرة مع الكثير من الأشخاص الآخرين». وتقول إنها شعرت بالرعب، لأنها لم تكن تستطيع التنفس إلا بصعوبة، وظنت أنها ستموت. أوصلتها عمتها لمدينة بويبلا في المكسيك وعادت إلى هندوراس، واصلت جوليا السفر مع عائلات أخرى حتى وصلت إلى الحدود، ثم قال لها رجل إن عليها أن تقطع مجرى نهر جاف، ثم اتصل الرجل بشرطة الحدود، وعندما تقدمت، أوقفها شرطي وجاء بها إلى حيث يتم احتجاز القصّر.

وتسترسل في روايتها للأحداث «يُسمح لي بالتحدث إلى أمي على الهاتف مرة واحدة في الأسبوع، اتصلت بها عندما وصلت إلى هنا أول مرة. كانت سعيدة لأنها اعتقدت أنني في الولايات المتحدة، ثم شعرت بالحزن الشديد عندما أخبرتها أنني مازلت على الحدود، وبكت عند سماعها لذلك».

وتقول: «يقول المحامون إن قضيتي صعبة للغاية. يجب أن أنتظر حتى يتم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان بإمكاني الذهاب إلى أمي. أعلم أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، يكره المهاجرين وبنى جداراً على الحدود، لكنه رحل الآن»، وتحلم بالذهاب إلى المدرسة في الولايات المتحدة كي تتعلم اللغة الإنجليزية، وتكوّن صداقات هناك.

ويقول الطفل جوزي لوبيز، 14 عاماً: «غادرت بلادي لأنني أردت مساعدة عائلتي. جئت من قرية فقيرة في غواتيمالا. نزرع الذرة والقهوة، لكن إعصارين دمرا محصولنا بالكامل. والدي كبير في السن ولا يستطيع العمل. والدتي مريضة. أحلم بمساعدتهم لأنني الأكبر».

ويضيف: «بعد الأعاصير، كان علينا أن نتسول. ثم قررنا كعائلة أن أسافر إلى الولايات المتحدة للعمل. لا أعرف كم من المال دفعه والداي للمهربين. لكن يبدو أنه كان مبلغاً كبيراً، لأننا بعنا أرضنا».

ويسترسل «في فبراير، أخبرنا رجل من القرية أن الوقت مناسب الآن للمغادرة، لأن رئيساً جديداً جاء للسلطة في الولايات المتحدة، وفتح الأبواب لنا جميعاً. أخذني الرجل ووالدي إلى الحدود بين غواتيمالا والمكسيك، وواصلنا رحلتنا بالحافلة. رحب بنا رجل آخر في مدينة سان لويس بوتوسي. كانت لدينا كلمة سر، لكنها كانت خاطئة، لذلك كان علينا أن ندفع للرجل نقوداً مرة أخرى، وأعطانا كلمة سر جديدة».

ويمضي قائلاً: «قال لنا المهربون إنه من الأفضل أن يعود والدي من حيث أتى، وأكملت رحلتي وحدي. وقالوا إنه إذا اعتقلتني الشرطة وحدي، فلن يعيدوني، لكنهم سيفعلون ذلك إذا كان والدي معي».

استقل هو والمهرب حافلات عدة، قال له المهرب إنه إذا سأله أحد عنه (أي المهرب)، أن يقول إنه عمه. في المكسيك وضعه المهرب في صندوق. كان خائفاً، لأنه يعلم أن العديد من المهاجرين القصّر يتم اختطافهم وقتلهم في المكسيك. انتقلا بعد ذلك إلى منزل يضم الكثير من الناس، وبقيا هناك لمدة أسبوع تقريباً.

ثم في أحد الأيام، قال له المهرب إن الوقت قد حان. أخذه هو وفتاة إلى الحدود. يقول: «حاولنا العبور، لكن الجنود المكسيكيين أوقفونا. كانت تلك أسوأ لحظة، لأنني علمت أنني أهدرت الآن كل أموال عائلتي وسأعود بلا شيء. أفتقد والدي وأمي، لكني أشعر بالخزي لأنني لم أحقق حلمهم».

انخفاض عدد الأطفال المحتجزين

انخفض عدد الأطفال غير المصحوبين بذويهم من أميركا الوسطى إلى 10.765 آلاف في مايو، مقارنة بـ13.940 ألفاً في الشهر السابق، وفقاً لأرقام مكتب الجمارك وحماية الحدود. وقالت الوكالة إنه من بين 180 ألف شخص تم رصدهم في مايو، تم طرد 112 ألفاً منهم، بموجب سياسة ترامب المعروفة باسم العنوان 42، والتي أبقى عليها الرئيس الأميركي جو بايدن. وقالت وكالة الحدود إن متوسط العدد اليومي للأطفال المحتجزين لديها انخفض إلى 640 طفلاً.

تويتر