المرصد

20 عاماً على تأسيس «ويكيبيديا»

تحتفل موسوعة «ويكيبيديا» هذه الأيام بعيد ميلادها العشرين، حيث انطلقت في 15 يناير عام 2000 «موسوعة رقمية مفتوحة تعاونية متعددة اللغات يديرها محررون متطوعون».

وصلت ويكيبيديا التي يقودها شخصان، هما: جيمس ويلز ولاري سنجر، إلى قمة تحسدها عليها كل المواقع الشبيهة، فحسب تصنيف إليكس في يناير 2021، هي الموقع رقم 15 في العالم، كما أنها تضم 55 مليون مقال، وتصدر حتى الآن بـ300 لغة.

وحققت الموسوعة الشهيرة، أيضاً، غير الانتشار غير المسبوق، مزايا أخرى لم تستطع بوابة رقمية مماثلة تحقيقها، فهي المنصة الوحيدة التي يكون قراؤها هم كتابها، والتي تعطي الناس بديمقراطية فريدة حق الكتابة فيها بلا رقيب، كما أنها، بحسب تأكيداتها وبحسب ما يبدو ظاهراً للعيان - لا تتلقى إعلانات تؤثر في رسالتها.

على أن «ويكيبيديا» مع كل مزاياها لم تستطع عبر سنينها العشرين، أن تضمن لقارئها صدقية معلوماتها وحياديتها، وهذا منطقي: فمن الصعب الجمع بين تلك الديمقراطية الإثينية، التي تسمح لكل شخص بأن يكتب ما يريد بلا حسيب أو رقيب، وبين الدقة والموضوعية، وضمان عدم تأثر هذه الأخبار والمعلومات، وهذا المحتوى، بالرأي والرؤية الذاتية.

والواقع أن «ويكيبيديا»، وهي تفتح أبوابها للجميع، إنما تفعل ذلك في ما يشبه ردة الفعل، تأثراً بتجربة مؤسسيها في إنشاء موسوعة «نيوبيديا»، التي استمرت من أكتوبر 1999 حتى سبتمبر 2003، والتي انتهجت خطاً صارماً إلى حد التعسف، من وجهة نظر البعض، في مراقبة المقالات والمحتوى إلى الحد الذي وصل بها إلى اتباع سبع خطوات متتالية لإقرار أي مقال، تشمل: تعيين المقالة والبحث عن مراجع متخصصة، وإجراء مراجعة رئيسة، وأخرى مفتوحة وتحرير النسخة الرئيسة، ثم المفتوحة، وصولاً إلى الموافقة النهائية. وهي آلية فظة تسببت بطولها وتعقيدها في موافقة «نيوبيديا» على نشر 21 مقالاً فقط طوال عامها الأول.

وتتعامل «ويكيبيديا» مع قصورها في مسألة الشك بصدقية معلوماتها، بنوع من الاعتراف ومحاولة الإصلاح، وتسعى لتطوير آليات عدة لمواجهة هذا التزوير والتلاعب بالمعلومات، خصوصاً بعد أن تعرضت لمواقف محرجة في مواقف مفصلية وحساسة، مثل «مذبحة سربرنيتشا» في البوسنة والهرسك، ومن بين هذه الآليات شطب مداخلات بعض المخالفين للقواعد، وحماية المقالات، بحيث يمكن لمستخدمين محددين تعديلها، واستخدام أدوات تقنية لتنقية الألفاظ الخارجة والمبتذلة، والقيام بعرض مسيرة الحذف والتعديلات بشفافية.

في النهاية.. «ويكيبيديا» تجربة ريادية لها وعليها، دفعت ثمن تصدرها لاقتحام ميدان جديد هو الموسوعات الرقمية، وأضحت رغم كل المحاذير مقصداً أولياً للمعلومة.

في ما يخصنا.. نظل نحلم بموازٍ عربي يسير على خطاها، حتى لو على بدايات الدرج.

 

تويتر