كانت تعتقد أن القانون الجديد سيلقى القبول بسرعة

خبير فرنسي: أمام السلطات الصينية هامش ضيّق للمناورة في هونغ كونغ

صورة

تتواصل الاحتجاجات في الصين في وقت يصعب فيه التكهن بما سيحدث في المستقبل. ويرى الخبير الفرنسي جان بيار كابستان أن بكين لعبت دوراً محورياً في الأزمة، وأن سكان الجزيرة لاحظوا تراجعاً في الحريات العامة، وباتوا يخافون على مستقبلهم. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «لوفيغارو»:

• لماذا يثير قانون الترحيل القضائي كل هذا الجدل في هونغ كونغ؟

-- لو تم إقرار القانون في البرلمان فسيتم ترحيل المعارضين، لأنهم سيتابعون كمجرمين سياسيين. والخطر بالنسبة لرجال الأعمال كبير، أيضاً. يمكن لبكين أن تقدم ملفات ضد هؤلاء مبنية على اتهامات وأدلة يصعب التحقق منها، وفي نهاية المطاف لا يمكن للقضاة في هونغ كونغ سوى الموافقة على الترحيل.

• هل هو سوء تقدير من قبل حاكمة الجزيرة التي تقدمت بهذا القانون في الأساس؟

-- نعم، إنه سوء تقدير، فالمسؤولة الأولى في الجزيرة تلقت الدعم الكامل من بكين التي كانت تأمل في أن تتم الموافقة على القانون في أقرب الآجال؛ لكن حاكمة الجزيرة لم تأخذ بعين الاعتبار معارضة سكان هونغ كونغ.

• ما الذي دفعها إلى إلغاء هذا القانون المثير للجدل؟

-- تعليق مشروع القانون وليس إلغاؤه، كان من قبل بكين التي لديها الكلمة الأخيرة في هذه المسألة.

• الشرطة متهمة باستخدام العنف، هل تتلقى التعليمات من بكين؟

-- رسمياً، تتلقى الشرطة الأوامر والتعليمات من المسؤولة الأولى في الجزيرة، لكن فعلياً هي تتلقى التعليمات من وزارة الأمن العام في العاصمة بكين، من خلال مكتب الاتصال في هونغ كونغ. لقد استعانت الجزيرة سراً بوحدات من خارج هونغ كونغ، وهذا تطور خطير. في الواقع، حاكمة الجزيرة ليست لديها السلطة الكاملة في ما يتعلق بالأمن الداخلي.

• هذا توجه خطير. مقاطعة بنظامين!

-- نعم. نظرياً يقتصر دور بكين على الشؤون الخارجية والدفاع؛ لكن في الآونة الأخيرة باتت السلطات الصينية تتدخل في الشؤون الأمنية في الجريرة.

•  يبدو أن عصابات في الجزيرة قد ساعدت بكين.

--  تستخدم بكين عناصر يطلق عليهم «الوطنيون» لنشر الخوف في أوساط المتظاهرين الشباب. سيكون من الصعب أن تستمر السلطات الصينية في هذا النهج، لأن ردود الفعل كانت واضحة.

•  من هم المتظاهرون؟

-- هناك طلاب جامعات وثانويات، لكن على العموم هناك شباب يشعرون بالتهميش والقلق على مستقبلهم. إنهم لا يستطيعون توفير سكن مناسب. يوجد أيضاً ناشطون وأعضاء في المجتمع المدني والأحزاب السياسية، والمنظمات الدينية النافذة. الجميع مقتنعون بأن قانون الترحيل الجديد جاء بعد سنوات من التدهور الملحوظ في مجال الحريات. لقد تم اختطاف شخصيات معارضة للحزب الشيوعي، ومنع حزب يدعو للاستقلال، وبعدها تم إبعاد نواب أدلوا بتصريحات مناهضة للصين.

• المحامي في الجزيرة مارتن لي يقول إنها «معركة الفرصة الأخيرة». هل هذا صحيح؟

-- الكثير من سكان هونغ كونغ يعتقدون أن هناك ضرورة للاستمرار في التظاهر، حتى وإن كانوا لا يدرون إلى أي مدى ستذهب إليه السلطات الصينية. مليونا شخص يطالبون بديمقراطية كاملة في الجزيرة. إنها أزمة لا نعرف كيف سيكون المخرج منها، ولا كيف ستتصرف حاكمة الجزيرة والسلطات الصينية.


بكين تستخدم عناصر يطلق عليهم «الوطنيون» لنشر الخوف في أوساط المتظاهرين الشباب.

تويتر