ماكرون فقد سيطرته على وزرائه

نائب فرنسي: عدو بلادنا التشدد وعدم احترام القوانين الجمهورية

الرئيس الفرنسي شهد تمرداً وزارياً أخيراً. أرشيفية

منذ مجيء إيمانويل ماكرون إلى السلطة، قبل عام ونصف العام، شهدت الساحة السياسية والاجتماعية تجاذبات كثيرة. ويعتقد زعيم كتلة «الجمهوريين» في مجلس النواب الفرنسي، برونو روتايو، أن أداء ماكرون تراجع بشكل كبير، وأنه على خطى سلفه فرانسوا هولاند، ويقترح النائب إجراءات صارمة لكبح جماح التشدد. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «لوفيغارو»:

• الانتقادات للتكتلات العرقية والمجتمعية في فرنسا تتحول أحياناً إلى انتقاد الإسلام، كيف ترون هذا التطور؟

-- عدونا ليس مواطنينا المسلمين، إنما هو الإسلام السياسي والانفصالي، الذي يضع الشريعة فوق القوانين الجمهورية. منذ 15 عاماً حاولنا، دون جدوى، أن نصنع إسلاماً فرنسياً. لقد تضاعفت الهجمات، وازدهر الفكر المتشدد، وأفضل وسيلة لمواجهة هذه المشكلات تكمن في تطبيق القانون، وجعل الجميع يحترم علمانية فرنسا.

• كيف سيتعامل القانون الذي تقترحونه مع أولئك الذين يستخدمون العنف خلال الاحتجاج؟

-- لقد شاهدنا مجموعات خارجة عن القانون، مثل «بلاك بلوك» في مدينتي «نانتير» و«رنس»، حيث كانت هناك أضرار معتبرة. إنها مجموعات منظمة تقوم بالتخريب، مستعينة بالعصي والسلاح الخفيف، وتستهدف الشرطة وقوات الدرك. إنهم ملثمون، ويرتدون أزياء معينة للتمويه، لكن، مع ذلك، لم يتم تقديم سوى 100 شخص أو أقل إلى العدالة، من أصل 1200 شاب خربّوا الممتلكات العامة والخاصة في باريس، قبل أشهر، وهذا عجز قضائي واضح، ويجب تغيير ذلك بسرعة.

• كيف هو حال فرنسا الآن؟

-- فرنسا في حال أسوأ مما كانت عليه قبل عام (منذ انتخاب إيمانويل ماكرون)، وكل المؤشرات بالون الأحمر. 2019 سيكون أول عام تسجل فيه البلاد عجزاً في الميزانية، منذ 10 سنوات، ويبدو أن فرنسا باتت بطلة العالم في ما يخص الضرائب. إنها تتصدر القائمة تقريباً في هذا الشأن.

• هل ترى أن الرئيس على طريق سلفه فرانسوا هولاند؟

-- لقد ارتفع الإنفاق العام في عهد ماكرون مقارنة بسلفه، فالتركيز الكبير على الإنفاق العام نقطة مشتركة بين الرئيسين. ويبدو أن الأول لم يستوعب الدرس، ويدرك أن أم الإصلاحات هي تغيير الآليات في الدولة، وخفض الإنفاق العام.

• هل هناك أزمة في فرنسا؟

-- إننا نستخف بما يجري حالياً، وأريد أن أبوح لكم بسر: هذا لا يجعلني سعيداً. نحن في وضع خطر، لأننا نعيش أزمة، ولا أقصد أزمة نظام، التي لم تحدث بعد، ولكن فرنسا تعرف تراجعاً كبيراً منذ بداية العام.

• هل خرجت الأمور عن السيطرة؟

-- قبل أسابيع، رأينا وزيراً في الحكومة يستقيل على الهواء مباشرة، وقبل أيام استقال جيرار كولومب، وهذا يعني أن ماكرون لم يعد القائد الذي يتحكم في مجريات الأمور. ترك نفسه تحت رحمة برامج وزرائه، وبعدها يسمع عن استقالاتهم عبر وسائل الإعلام. إنها ضربة لقدرته على التحكم، فقد كان كوكباً تدور حوله الأقمار!

 

فرنسا في حال أسوأ مما كانت عليه قبل عام

(منذ انتخاب إيمانويل ماكرون)، وكل المؤشرات

باللون الأحمر. 2019 سيكون أول عام تسجل فيه

البلاد عجزاً في الميزانية، منذ 10 سنوات.

• إنترفيو

تويتر