بسبب تعرض أسلافهم للتمييز وسخرية البيض منهم

طلبة لاتينيون يخجلون من التحدث بلغتهم الأصلية في الولايات المتحدة

صورة

ازدادت الإهانات العنصرية في الولايات المتحدة منذ دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، البيت الأبيض، مع شعور العديد من اللاتينيين بالتمييز ضدهم، بسبب استخدام لغتهم الأم.

وتتجنب ابنة آنا إنوجوزا، التحدث باللغة الإسبانية في مدرستها في حي بروكلين في نيويورك، والسبب في ذلك أن الطلبة «يقولون إن تحدثها باللغة الإسبانية مضحك». هكذا أخبرت الفتاة البالغة من العمر ستة أعوام أمها، فعندما تتحدث باللغة الإسبانية، تسخر منها زميلاتها في المدرسة. وتقول أمها «أخبرتني أن معظم من يزعجونها من أصل مكسيكي».

الذين يتحدثون

الإسبانية في

الولايات المتحدة

أكثر من الذين

يتحدثونها في

إسبانيا.

ويقول المواطن الفنزويلي إينوجوسا، الذي غادر فنزويلا ليعيش في الولايات المتحدة منذ عامين، «أعتقد أنهم يكررون التمييز الذي عاناه آباؤهم».

وإلى الشمال، في مطعم ماكدونالدز في رود آيلاند، تقول ماجدالينا دي لا كروز، من جمهورية الدومينيكان، إنه ببساطة لا يُسمح لها بالتحدث باللغة الإسبانية، وتمضي قائلة «أخبرنا رئيسنا أن البيض يشعرون بعدم الارتياح إذا تحدثنا بالإسبانية، لذلك نحن مضطرون للتواصل باللغة الإنجليزية»، وتضيف هذه السيدة البالغة من العمر 35 عاماً، «قلت لرئيسي هذه عنصرية».

وفي أحدث حالة على الإطلاق، طلب أحد موظفي الحدود من امرأتين إبراز هويتيهما في إحدى محطات الخدمة في مونتانا، لمجرد أنهن كن يتحدثن الإسبانية. ومنذ أسابيع عدة، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه محام في نيويورك وهو يسيء معاملة العملاء، لأنهم تحدثوا معه بالإسبانية.

الذين يتحدثون الإسبانية في الولايات المتحدة أكثر من الذين يتحدثونها في إسبانيا، حيث يتحدث 40 مليون شخص في الولايات المتحدة الإسبانية (يمثلون 12.5٪ من سكان البلاد). ولكن وفقاً لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، فإنه في حين أن عدد السكان اللاتينيين آخذ في التزايد، فإن النسبة المئوية للناطقين باللغة الإسبانية آخذة في الانخفاض. ويقول مدير القسم الإسباني لأبحاث المركز، مارك لوبيز: «إنه اتجاه ضئيل، ولكنه ينمو بوتيرة أسرع من ذي قبل». ويقول إن الانخفاض سينعكس على من هم تحت سن 18 سنة، والذين ولدوا لأبوين يتحدثان اللغة الإسبانية، موضحاً أن عدد اللاتينيين الذين يولدون في الولايات المتحدة أكبر من عدد الذين يصلون إليها من بلدان أخرى.

ويبدو أن هذا الانخفاض يأتي كنتيجة للعنصرية التي تواجهها اللغة الإسبانية في أميركا.

ويقول مدير معهد سيفرفانتيس في أميركا، أغناسيو الوموس، إنه قبل 20 إلى 25 عاماً، كانت اللغة الإسبانية هي اللغة التي يتحدث بها البستاني أو العامل المنزلي أو أمين الصندوق. اليوم أصبحت هي اللغة التي يتعلمها الشباب في الكلية. لكن المدير يعترف بأن الإساءات العنصرية قد تزايدت منذ أن تولى ترامب منصبه، «لقد تفاقم الشعور بالإفلات من العقاب في ظل هذه الإدارة، لكن هناك رفضاً أكبر لهذه الأنواع من المواقف. هذا هو التوتر الذي نشهده».

وفي حين أصبح المجتمع أكثر عدائية من الناحية الاجتماعية، تقول «لجنة تكافؤ فرص العمل» إن عدد الشكاوى المتعلقة بالتمييز في مكان العمل ظل من دون تغيير على مدار العامين الماضيين. في عام 2017، تلقت اللجنة 90 ألف شكوى تتعلق بالتمييز، بسبب باستخدام اللغة، وقرارات تعسفية تستند إلى مكان ولادة الشخص، وإساءة المعاملة، وغير ذلك.

ويقول المتحدث باسم «لجنة تكافؤ فرص العمل»، جوزيف أوليفاريس، «علينا أن نفهم أن سياسة استخدام اللغة الإنجليزية تصبح قانونية فقط عندما يتعلق الأمر بمسائل الأمن، مثل رجال الإطفاء، أو لضمان التشغيل السلس لنشاط تجاري كمندوب مبيعات وعميل، ولا يتم استخدامها لأسباب تمييزية».

ويضيف أوليفاريس، ازدهرت التعددية الثقافية في المدن الأميركية الكبرى، «ولكن يخشى الآن بعض السكان البيض أن بلادهم لم تعد كما كانت عليه من قبل، وهذا الخوف له دلالات عنصرية».

وفي حين لا يرغب البعض في التغيير، لكن لا يمكنهم الحيلولة دونه. إن نجاح المطرب البورتوريكي لويس فونسي، في أغنيته الواسعة الانتشار «ديسباسيتو» هو علامة فارقة على تغير الزمن، عندما لا يستطيع حتى أطفال إيفانكا ترامب مقاومة الإيقاع اللاتيني، حيث يتضح من ذلك أن الجيل المقبل في الولايات المتحدة سيكون مختلفاً تماماً عن الأول.

تويتر