أصبحت أكثر هشاشة بعد التطور الجديد

هاس: قرار ترامب بشأن القدس أعاد عملية السلام إلى الوراء

تحدث الدبلوماسي الأميركي السابق، ريتشارد هاس (66 عاماً)، مدير مركز مجلس العلاقات الخارجية حالياً عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، وقال هاس لصحيفة ديرشبيغل الالمانية، إن توقيت هذا الاعتراف ينطوي على متاعب جمة. وفيما يلي المقابلة:

لم يكن موقف الولايات المتحدة من القدس هو سبب عدم إحراز أي تقدم نحو السلام، وإنما يرجع ذلك إلى أن كلاً من الفلسطينيين والإسرائيليين منقسمون حيال طرق الحل.

- تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانتقادات قاسية بسبب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل السفارة إليها، لماذا تعتبر هذه الخطوة مثيرة للجدل؟

- القدس مكان مقدس بالنسبة لليهود والمسلمين والمسيحيين. ويطالب الإسرائيليون والفلسطينيون بالحق في هذه المدينة عاصمة لهم. ويعتبر قرار ترامب مثيراً للجدل، لأن موضوع القدس هو الأكثر حساسية من بين جميع القضايا التي ينبغي معالجتها للتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتشعر معظم دول العالم بأن القدس لا يجب حلها من جانب واحد.

- ترامب يدعي أن ما فعله «ليس أكثر من مجرد الاعتراف بالواقع»، والحكومة الإسرائيلية موجود ة في القدس، أصلاً. وهو يقول إن الامتناع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يجلب لنا السلام.

- لم يكن موقف الولايات المتحدة من القدس هو سبب عدم إحراز أي تقدم نحو السلام، وإنما يرجع ذلك إلى أن كلاً من الفلسطينيين والإسرائيليين منقسمون، وثمة فجوة كبيرة بين الطرفين. والقول إن هذا القرار يعترف بالأمر الواقع، وإن القدس هي العاصمة الفعلية لإسرائيل، صحيح، لكنه اعتراف انتقائي للواقع. وكان بإمكان ترامب أن يعترف به، لكن بعد ذلك يتحدث عن علاقة الفلسطينيين بالقدس. والمشكلة في قرار ترامب أنه أحادي الجانب، ويتعامل مع إسرائيل فقط.

- لكن ترامب قال إن قراره لا يعني أي شيء في ما يتعلق بالحدود النهائية للعاصمة الإسرائيلية، والوضع النهائي للقدس، فأين المشكلة؟

- هذا صحيح، إذ إن قرار ترامب لا يؤثر في أي شيء في الصراع، أكثر من قضية القدس، لكن السؤال الذي ينبغي طرحه هو: هل قرار ترامب يعتبر خطوة دبلوماسية تدفع عملية السلام نحو الأمام؟ أنا لا أرى أي اختراق في العملية، بل العكس.

- بالنظر إلى جميع الصراعات الدائرة حالياً في العالم، يبدو أن من المرعب إثارة صراع جديد.

- بالتأكيد، وأنا هذا ما أقصده، إذ إن الولايات المتحدة تواجه العديد من التحديات، من كوريا الشمالية إلى أوكرانيا وسورية وفنزويلا وغيرهم. فلماذا إضافة صراعات جديدة؟ ولا أرى أي سبب ذي جدوى لذلك.

- هل هذه نهاية مبادرة السلام التي يتابعها صهر ترامب غاريد كوشنير، أو ربما نهاية أي عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

- حتى قبل قرار ترامب، كانت عملية السلام في وضع هش، وبعد القرار أصبحت أكثر هشاشة. ولا أدري ما إذا كان كوشنير، أو هذه الإدارة يريدان طرح شيء جديد. وأنا غير متفائل.

- قال ترامب إنه يدعم حل الدولتين إذا وافق عليه الطرفان، ما تفسيرك لهذا الكلام الذي يقوله؟

- أعتقد أن من المهم التصريح بهذا المبدأ، لكن لا يكفي تكراره فقط، إذ عليك أن تسال نفسك: هل يسهم هذا الإعلان في حل الدولتين؟ هذا ليس واضحاً، وأتمنى أن أكون مخطئاً.

- لماذا أعلن ترامب قراره المتعلق بالقدس الآن؟ لماذا لم ينتظر حتى تؤتي عملية كوشنير للسلام نتائج معقولة؟

- أظن أن ترامب يؤيد تحقيق وعوده الانتخابية الآن. هو يقول إن إعلانه لم يؤد إلى إضرار، بل إلى فوائد، وأنا سأدع الآخرين للحكم على الدوافع السياسية وراء إعلان ترامب.

- الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذّر من أن قرار ترامب يساعد المنظمات المتطرفة على شن حرب دينية. هل تشاركه في قلقه؟

- إنه أمر خطير، وستستغله إيران، والعديد من المجموعات الإسلامية، الأمر الذي سيحرض على هجمات متطرفة ضد السفارات والمصالح والسياح الأميركيين. وأنا لا أتوقع حدوث ذلك، لكن يمكن أن يحدث.

تويتر