رئيس المفوضية الأوروبية يتحدث عن نزعة الاستقلال في كتالونيا

النزعة القومية سم زعاف

رئيس الاتحاد الاوروبي يحذر القادة الكاتلان من الاستهانة بالدعم الاوروبي لمدريد، ا ب

في مقابلة مع صحيفة «البايس» الإسبانية، حذّر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، القادة الكتالونيين من الاستهانة بالدعم الأوروبي، الذي يحظى به رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، وأكد أن اليمين الأوروبي المتطرف يشكل خطراً ماثلاً، وأن الوضع الاقتصادي اهتز في إقليم كتالونيا جراء الأزمة الأخيرة.

كتالونيا إقليم عظيم، لكنه ظل يسبب قلقاً كبيراً، ولا أحب الوضع الذي تمخض عن ذلك، فهو كارثي بكل المقاييس.

■هل أصبحت الحركة الكتالونية المنادية بالاستقلال عن إسبانيا مصدر صداع لأوروبا؟

■■كتالونيا إقليم عظيم، لكنه ظل يسبب قلقاً كبيراً، ولا أحب الوضع الذي تمخض عن ذلك، فهو كارثي بكل المقاييس، فقد تسبب في أزمة نادرة في المناخ السياسي، وولّد شرخاً داخلياً في المجتمع الإسباني والكتالوني، وخلق مشكلات بين الأسر، وبين الأصدقاء. إنه وضع حزين للغاية، ولا ينبغي أن يحدث كل هذا.

■نقلت الحركة الشعبوية عدم اليقين السياسي إلى أبعاد جديدة قبل بضعة أشهر، ولكن بعد الانتخابات الفرنسية يبدو أن الخطر قد انخفض قليلاً، فهل الشعبوية مرض سياسي ناجم عن الركود الكبير؟ وهل التوجه نحو الاستقلال يقع في هذه الفئة نفسها؟

■■لم يتولد لديّ شعور حتى الآن بأن الخطر قد تلاشى بعيداً، فقد حصلت أحزاب اليمين المتطرف في هولندا على الكثير من الأصوات، وساند 11 مليون ناخب مرشحة اليمين الفرنسي، ماري لوبان، وفي ألمانيا حصل اليمين المتطرف على أرضية صلبة، ولايزال يشكل خطراً ماثلاً.

■وهل ترى تجانساً بين هذه الحركات المتطرفة وما يصفه نائبك، فرانز تميرمانس بـ«القومية الشعبوية» في ما يتعلق بكتالونيا؟

■■«النزعة القومية» سم زعاف، لكنني لا أعتقد أن القومية والشعبوية رديفان. هناك فروق دقيقة تميزهما عن بعضهما بعضاً. فأن تشكل قومية ما جزءاً من الأمة، فهذا لا يعطيها الحق في الانفصال عنها متى شاءت، وكيفما اتفق، فأنا أؤيد أوروبا التي تتكون من أقاليم، واحترم هوية هذه الأقاليم، واختلافاتها، ولكن هذا لا يعني أننا ينبغي أن نتسامح مع هذه الأقاليم في مغامراتها، التي هي في بعض الأحيان خطأ مريع، ولو أعلنت الاستقلال من جانب واحد دون أي ضمانات. ويسألونني خارج أوروبا ما إذا كانت إسبانيا تمر بعملية تحلل، وما إذا كانت البلاد ستنقسم إلى دولتين. وأقول ليس الأمر كذلك، لأن معظم الإسبان يعارضون الاستقلال، ولا توجد حتى في كتالونيا أغلبية واضحة تؤيد الانفصال. ويمكن للحكومة المركزية والحكومة الإقليمية الكتالونية مناقشة مستويات الحكم الذاتي، وأوروبا هي نادٍ للأمم، وأنا لا أقبل أن تناهض الأقاليم هذه الأمم، ولا حتى خارج القانون على الأقل.

■القادة المنادون بالاستقلال كثيراً ما يرددون أن أوروبا ستدعم قضيتهم في نهاية الأمر.

■■قبل أسابيع عدة، بدت الحكومة الكتالونية مقتنعة بأن إعلان الاستقلال سيتم الاعتراف به، لكن رئيس حكومة كتالونيا المقال، كارليس بيغديمونت، بدأ الآن يدلي بتصريحات صحافية مفادها أن هناك بدائل للاستقلال. فإذا كان لايزال يعتقد أننا سندعمه فلماذا تخلى عن فكرة الاستقلال؟ وأقول: لن تدعم حكومة واحدة من الاتحاد الأوروبي ما حدث في كتالونيا بعد الأول من أكتوبر.

■وماذا سيحدث لو فازت الأحزاب المؤيدة للاستقلال في انتخابات21 من ديسمبر؟

■■لن ابني إجابتي على ذلك بناءً على سيناريوهات افتراضية، ولكنني أرغب في أن أرى إسبانيا تستخدم كل قواها وذكاءها من أجل نهاية سعيدة، أو على الأقل نهاية مقبولة.

■هل هناك رسالة تريد توجيهها إلى بيغديمونت؟

■■ينبغي ألا تستهين السلطات الكتالونية بالتأييد الكبير الذي يتلقاه راخوي من بقية دول الاتحاد الأوروبي. سيكونون مخطئين تماماً إذا اعتقدوا خلاف ذلك.

■وصف المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، بيار موسكوفيسي، الوضع في كتالونيا بأنه يسبب خطراً لكل أوروبا، وفي هذا المفهوم هل تخطى الوضع الحدود الإسبانية؟

■■كان موسكوفيسي على حق عندما قال إن الخطر ماثل هنا في أوروبا، ولكن من الصعب تقييم تأثيره، سيكون من السذاجة إن لم نعترف بذلك، حيث غادرت أكثر من 2000 شركة منطقة كتالونيا، ولا أعتقد أن هناك تحذيراً أكبر من ذلك.

تويتر