صبية أفغان يهجرون منازلهم بحثاً عن التعليم

الغرب قام بتمويل بعض المدارس. أرشيفية

في المرة الأولى التي أحرقت فيها «طالبان» مدرسة الطفل حضرتو الله، ساعد هو وزملاؤه على إعادة بنائها بقطع من السجاد والسبورات التي تبرع بها الاهالي، الا أنه وبعد أن عادت «طالبان» بالبنادق والبنزين لتشعل النار في الفصل السابع أدرك حضرتو الله ان الوقت قد حان للهرب من ذلك المكان.

حزم هو وأبناء عمومته الثلاثة ملابسهم وبطانياتهم لينضموا الى ملجأ للأطفال تعرضت مدارسهم للإغلاق أو التدمير من قبل «طالبان»، لكنهم لحسن الحظ وجدوا على بعد نحو ‬16 كيلومتراً من المعسكر الواقع خارج جلال آباد مدرسة باشتونستان.

إلا ان مدرسة حضرتو الله الجديدة لم تكن سوى رمز لأكبر الإخفاقات التي منيت بها الحكومة الافغانية، والمتمثل في عدم قدرتها على حماية الطلاب والمعلمين في مناطق واسعة آلت في الآونة الاخيرة الى سيطرة «طالبان» بسبب انعدام الامن. ويقول مسؤولون حكوميون ان هناك نوعان من أفغانستان: واحدة تستطيع حماية التعليم العام، والأخرى لا تستطيع ذلك.

ويدعي مسؤولون افغان ان جزءاً من المشكلة يتمثل في أن الولايات المتحدة بنت المدارس في أماكن لا يتوافر فيها الأمن، حيث يقع أكثر من ‬90٪ من مدارس البلاد التي يقدر عددها بـ‬500 مدرسة في أربع محافظات في جنوب شرق افغانستان، لا يتوافر فيها الامن.

ويقول وزير التربية والتعليم، فاروق وارداك «الحقيقة تقول ان انعدام الامن في بعض المناطق يعني عدم وجود تعليم»، ويضيف أن هناك خيارين: إما نقل هؤلاء الطلاب الى مناطق أكثر امنا، وإما ان يظلوا غير متعلمين وتستوعبهم (طالبان) بسهولة».

ومن المعروف عن «طالبان» كراهيتها تعليم الفتيات، لكنها تنظر الى مدارس الصبية على انها تنشر الثقافة الغربية، وتم إغلاق ما يقرب من نصف جميع المدارس في اقليم زابل، وهو الاقليم الذي يشهد انسحابًا سريعًا لقوات الناتو.

وأغلقت السلطات ما يقرب من ثلث المدارس في ولاية هلمند وربعها في قندهار، وفقاً لما تشير اليه أرقام الحكومة الأفغانية. في العديد من المناطق، حيث أرسلت الأسر أبناءها الى مدارس باشتونستان، فإن المشكلة الرئيسة ليست هي التمرد وإنما عدم كفاية عدد المعلمين.

بعض المدارس التي مولها الغرب لم تفتح أبدا أبوابها بسبب مخاوف أمنية، وتم اغلاق الاخرى بعد ايام قليلة من افتتاحها بسبب التمرد، والبعض الآخر ظل يعمل لسنوات، مثل مدرسة حضرتو الله، لكنها انهارت بعد أن ضعف الأمن.

 

تويتر