المذيع الراحل اعتاد «السهام الجارحة» في يونيو من كل عام

أسرار جديدة عن حرب 1967 يكشفها كتاب حول الإعلامي أحمد سعيد

صورة

يكشف كتاب جديد في طور الإعداد عن الإعلامي المصري الراحل أحمد سعيد، الذي ارتبط اسمه بإذاعة «صوت العرب» في ستينات القرن الماضي، كما ارتبط بتقديم البيانات العسكرية التي أعلنت عن انتصار العرب، على غير الحقيقة، في حرب 1967، عن جوانب يماط عنها اللثام للمرة الأولى في كواليس الحقبة الناصرية السياسية، وعن أدوار سعيد السرية، وعلاقة «صوت العرب» بحركة التحرر الوطني، بما في ذلك تفاصيل سياسية وإعلامية تتماس مع حرب 1967.

وقال الكاتب الصحافي سعيد الشحات، الذي سلمت إليه أوراق سعيد لصياغتها، لـ«الإمارات اليوم»، إن المذكرات ستشمل أسراراً جديدة ومهمة عن نشأة إذاعة «صوت العرب»، وعن دور المخابرات المصرية في ذلك، وتفاصيل إسناد الإذاعة للإعلامي صالح جودت، وتغييره بعد فترة لاعتراض عبدالناصر عليه، كما تكشف عن حكايات مثيرة في كيفية إعداد المذيعين لـ«صوت العرب»، حيث يراعى في من يتم اختياره قدرته على مخاطبة جميع الدول العربية، والذي أشرف على هذا الإعداد عمالقة الفكر والثقافة في تلك الحقبة، وفي مقدمتهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والعالم الأزهري شيخ الأزهر الدكتور محمود شلتوت.

وأضاف الشحات أن «الكتاب سيتطرق إلى تفاصيل المعارك التي خاضتها إذاعة صوت العرب في معركة نفي العاهل المغربي محمد الخامس، ويوميات الثورة الجزائرية، وتأميم قناة السويس، والوحدة المصرية السورية، ونكسة 1967، كما يشمل أيضاً دور أحمد سعيد السري، ومهامه الاستثنائية، وكواليس الأجواء السياسية والإعلامية في تلك الفترة، مضافاً إلى دوره الإعلامي المعلن».

وقال الشحات إن «وثائق ومستندات الإعلامي الراحل، الخاصة بإعداد المذكرات، وصلته كاملة، وقد اقترح عليه الكاتب الصحافي عبدالله السناوي إصدار جزء خاص منها عن الجزائر بشكل مستقل، لكنه فضّل إصدارها كاملة، وجاءت أزمة (كورونا) لتعطل العمل بشكل مؤقت».

وتابع الشحات أن «المذكرات تسعى إلى تقديم صورة متوازنة عن الإعلامي الكبير، الذي اعتادت (السهام الجارحة) أن تنطلق نحوه في ذكرى حرب 1967 من كل عام، حيث ربطت بينه وبين البيانات العسكرية التي قدمها في الإذاعة وقتها، على الرغم من أن دوره لم يتعد بثها كما وصلته».

يذكر أن أحمد سعيد ولد في 29 أغسطس 1925، وترأس إذاعة صوت العرب عند تأسيسها في الرابع يوليو 1953، وعمل بها طوال 14 عاماً حتى قدم استقالته في سبتمبر1967.

كان أحمد سعيد مثار أزمة دبلوماسية عالمية بين القاهرة ولندن عام 1965، حيث اعترض مجلس العموم البريطاني على دخوله المملكة المتحدة ضمن وفد إعلامي، بسبب تحريضه على قتل الجنود البريطانيين أثناء إعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في مصر مطلع الخمسينات، ورفض عبدالناصر المطلب البريطاني برفع اسمه من أعضاء الوفد، ما اضطر رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون للتدخل وإقناع مجلس العموم البريطاني بالتراجع.

تويتر