لا يجد وقتاً للعب معه ولايحبذ وجوده في البيت الأبيض

ترامب أول رئيس منذ 120 عاماً لا يقتني كلباً

صورة

عندما جلست باربرا سترايسند مع أحد المراسلين في نوفمبر الماضي للترويج لألبومها الجديد، لم تستطع المغنية الالتزام بموضوعها، وانحرفت بدلاً من ذلك لمسألة حيرت العديد من الأميركيين. وسألت مراسلة صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»: «لماذا لا يملك الرئيس كلباً؟». وأضافت «إنه أول رئيس منذ 120 عاماً لا يملك كلباً في البيت الأبيض».

ولكن يبدو أنها قد حصلت أخيراً على إجابة مباشرة من الرئيس دونالد ترامب نفسه، ففي ليلة الإثنين، خلال حملته في إل باسو، أوضح ترامب في النهاية أنه ليس لديه كلب، لأن فكرة الحصول على واحد تبدو «غير مألوفة لديه»، وأن الأمر لا يستحق طالما أن قاعدته تحبه، ويقول أيضاً إنه ليس لديه الوقت للعب مع الكلاب.

وقال ترامب مخاطباً جماهيره «أنتم تحبون كلابكم، أليس كذلك؟». وواصل حديثه بينما كان الجمهور يصفق ويهتف ويصفر: «لا أمانع في امتلاك واحد، ولكن بصراحة ليس لدي أي وقت، كيف سأبدو عندما أتجول مع كلب في حديقة البيت الأبيض؟». وصرخ أحدهم في الحشد بأن الرئيس باراك أوباما كان لديه كلب أثناء وجوده في منصبه. ورد عليه ترامب «نعم، كان لأوباما كلب، أنت على حق»، هكذا أجاب ترامب قبل أن يعود مجدداً إلى موضوع أمن الحدود، وكأنه يريد أن يقول له «أما أنا فلا».

وأثار هذا الموضوع جدلاً قديماً حول ما إذا كان ترامب شخصاً يكره الكلاب، فمنذ إدارة الرئيس ويليام ماكنلي، التي بدأت في عام 1897، كان كل رئيس يدخل البيت الأبيض، باستثناء ترامب، لديه كلب في وقت من الأوقات. وعلى مدى القرن الماضي، أصبحت تقاليد امتلاك الكلاب الرئاسية سمة غالبة إلى حد كبير، لدرجة أن حاكم ويسكنسون المرشح الجمهوري للرئاسة عام 2016، سكوت والكر، كان يُنظر إلى حساسيته تجاه الكلاب كعائق أمام دخوله البيت الأبيض، لكن مثل ما فعل ترامب بالعديد من الاتفاقيات السياسية الأخرى، امتنع عن اقتناء كلب بمجرد توليه منصبه.

مصدر دعاية

من الناحية التاريخية، كان تعيين كلب أول مصدراً سهلاً للدعاية الإيجابية للرئيس المتوقع خلال حملته الانتخابية، حيث إن مثل هذه الحيوانات تحظى بشعبية كبيرة لدى الناخبين. وفي حين أن الرؤساء منذ عهد الرئيس جورج واشنطن، احتفظوا بالكلاب كحيوانات أليفة، جعل انتشار التصوير الفوتوغرافي في القرن العشرين الكلاب كشخصيات وطنية شهيرة في حد ذاتها. ويشير المؤرخون إلى الكلب «لادي بوي»، المملوك للرئيس وارن ج. هاردينج، والذي كان له كرسيه الخاص في اجتماعات مجلس الوزراء، والذي كان مضيف «بيضة عيد الفصح» في عام 1923، كأول حيوان أليف سياسي بارز. وبحلول عام 2016، كان الكثيرون يحبون التقاط الصور مع كلبي أوباما، بو وصني، لدرجة أنهما كانا في حاجة الى جدول ينظم مواعيدهما الرسمية الخاصة في البيت الأبيض.

وكتب المحلل السياسي لورين أ. رايت في صحيفة «واشنطن بوست» عام 2016: «إن كلب ليندون جونسون جعل غلاف مجلة لا يف في عام 1964 يضفي جواً من الاسترخاء على الأقل من التغطية المثيرة للنزاع حول الحقوق المدنية وحرب فيتنام». ويبدو أن الرؤساء السابقين كانوا يتمتعون بقضاء وقت ممتع بمرافقتهم لكلابهم كوسيلة للتخلص من ضغوط العمل المتعب والمرهق.

ترامب لا يحبها

وهناك أدلة على أن ترامب لا يحب الكلاب كثيراً، ربما بسبب وسواسه القهري من الكلاب. وكتبت زوجته السابقة، إيفانا ترامب، في مذكراتها في عام 2017 بعنوان «تربية ترامب»: «لم يكن دونالد من المعجبين بالكلاب». وقد عاش معها ومع كلبها، تشابي، لفترة قصيرة بعد أن قالت له: «إما أن تختارنا أنا وتشابي أو لا»، لكن التعايش القسري لم يسر بشكل جيد: فكلما اقترب ترامب من خزانة ملابسها، كان تشابي «ينبح عليه بشكل مزعج».

كانت هناك محاولة فاشلة واحدة على الأقل لإقناع ترامب بتبني كلب، فبعد شهر واحد من انتخاب ترامب، حاولت لويس بوب، وهي محسنة في بالم بيتش بولاية فلوريدا، منحه كلباً أطلقت عليه اسم «باتون»، موضحة أنه «مناسب للرئاسة». وقد أخبرت مراسلة «واشنطن بوست»، كارين بروليارد، أنها عرضت صورة باتون لابن ترامب، بارون، الذي كان في العاشرة من عمره في ذلك الوقت، ودمعت عينا الصبي لدى رؤيته للكلب. لكن ذلك كان قبل أكثر من عامين، ولايزال ترامب من دون كلب.

ولاحظ الصحافي في «واشنطن بوست»، فيليب راكر، أن ترامب دائماً ما يصف من يعتبرهم خصومه بالكلاب، ويتهمهم بسلوك ليس في الأصل من طبيعة الكلاب، فقد وصف كبير الخبراء الاستراتيجيين السابقين في البيت الأبيض، ستيف كي بانون، بأنه «رجل يزدريه كل شخص تقريباً»، وأن المرشح الرئاسي، ميت رومني «اختنق مثل الكلب» خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012. وتم طرد زعيم اتحاد نيو هامبشاير «من نقاش في محطة (ايه بي سي) نيوز مثل الكلب»، في عام 2016. وأن كل من مقدم البرنامج الإذاعي المحافظ غلين بيك، والمتقاعد من الجيش، ستانلي ماكريستال، والصحافي ديفيد غريغوري، والمعلق المحافظ، إريك إريكسون، ومدير الاتصالات للسيناتور تيد كروز «جميعهم تم طردهم من الخدمة كالكلاب»، على الرغم من حقيقة أن الكلاب لا يُعرف لها عادةً أي وظائف. ومن بين الأشخاص الآخرين الذين وصفهم ترامب بالكلاب بشكل مباشر، مغني الراب ماك ميلر، ومستشار أوباما السابق ديفيد أكسلرود، ومساعدة البيت الأبيض عمروزا مانيغولت نيومان.


الموضوع أثار جدلاً قديماً حول

ما إذا كان ترامب شخصاً يكره الكلاب.

تويتر