أنغيلا ستينت: بوتين لم يتقبل فكرة انهيار الاتحاد السوفييتي

خبيرة: طالما أن موسكو تملك 6000 رأس نووية ستظل دولة مخيفة

أنغيلا ستينت. أرشيفية

تحدثت الخبيرة في الشؤون الروسية، أنغيلا ستينت، عن قضية إرسال الدبابات الأميركية والألمانية إلى أوكرانيا، وقالت في مقابلة مع مجلة ديرشبيغل الألمانية، إن إرسال الأسلحة الألمانية إلى كييف يعتبر نقطة انعطاف في التاريخ الألماني، بعد الحرب العالمية الثانية. وفيما يلي مقاطع من المقابلة:

■ استغرقت الحرب في أوكرانيا نحو عام. كيف ستنتهي أخيراً؟

■■ لا أحد يدري كيف ستنتهي، لأن كلا الطرفين غير مكترث بالمفاوضات.

■ كنت مسؤولة عن سياسات روسيا في إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الابن. إذا كنت تريدين البدء في التفاوض من أجل السلام الآن، فكيف تبدئين؟

■■ كان هناك اتفاق توسطت به تركيا في مارس الماضي، حيث وافق الروس من حيث المبدأ على الانسحاب إلى خطوط ما قبل الحرب الأوكرانية في 14 فبراير، وتعهد الأوكرانيون بعدم الانضمام إلى حلف الناتو مقابل ضمانات أمنية من الغرب. ولكن هذا الاتفاق فشل إثر مقتل أعداد من المدنيين في بوشا.

■ الصقور في واشنطن يقولون إن التوصل إلى حل وسط، يترك أي جزء من أوكرانيا مع روسيا، سيشجع الأخيرة على مواصلة مشروعها في استعادة امبراطورية الاتحاد السوفييتي.

■■ أتفق مع ذلك من حيث المبدأ، إذ إن روسيا ستشكل اتحاداً سلافياً من عدة دول مثل أوكرانيا، وبيلاروسيا، وربما الأجزاء الشمالية من كازاخستان.

■ وافقت الولايات المتحدة وألمانيا على إمداد أوكرانيا بالدبابات. هل هذه نقطة انعطاف؟

■■ قرار ألمانيا تقديم دبابات ليوبارد لأوكرانيا أعتبره نقطة انعطاف فعلاً. لأنه نقطة تحول في التاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أرادت ألمانيا أن تكون دولة مدنية.

■ كرست جزءاً كبيراً من حياتك المهنية على قضايا روسيا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هل كان من الممكن منع اندلاع الحرب لو أن الغرب كانوا أكثر مراعاة لموسكو بعد نهاية الحرب الباردة؟

■■ علينا أن نفهم أن بوتين لم يتقبل فكرة انهيار الاتحاد السوفييتي، فهو يحاول إعادته منذ وصوله إلى السلطة في مايو 2000. ولم ينهزم الاتحاد السوفييتي في حرب، ولهذا كان من الصعب على بوتين أن يستوعب سبب انهياره في المقام الأول.

■ يتذكر الكثير من الألمان عندما ألقى بوتين خطاباً في البرلمان الألماني في سبتمبر 2001 وبدا الرجل صادقاً في بناء «البيت الأوروبي المشترك» ولا يفكر في أية حروب.

■■ هذا صحيح. بوتين كان أكثر اهتماماً باستكشاف فرص إقامة علاقات وثيقة مع الغرب، في بداية وجوده في السلطة. وكان خطابه في البرلمان الألماني مثالاً على ذلك، وكذلك دعمه للولايات المتحدة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر. وكانت المشكلة الوحيدة أن بوتين توقع قبول الغرب لحق روسيا في إنشاء عالم من النفوذ في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي.

■ الولايات المتحدة لاتزال هي الآن أكبر داعم لأوكرانيا. هل تعتقدين أن الأوروبيين سيتمكنون يوماً من الاهتمام بأمنهم بأنفسهم؟

■■ أظهرت حرب أوكرانيا مدى اعتماد الأوروبيين على الولايات المتحدة. وبالنسبة لي فإن السؤال سيكون كالتالي: هل يريدون فعلا تغيير ذلك؟ لدينا نقاش نظري منذ عقود بشأن قيام أوروبا ببناء جيشها وحدها، وهيكليتها الأمنية الفاعلة. وسيحتاج هذا إلى اجتماع الدول الرئيسة مع بعضها البعض، واتخاذ الخطوات الضرورية. ولكن المشروع الأوروبي كان ناجحاً جداً منذ عقود، لأن معظم دول القارة باستثناء البعض، أنفقت الكثير من المال على وضع الرفاه في الدولة، وفي الوقت ذاته ينفقون القليل على الدفاع. ومادام أن الأمر كذلك، فسيواصلون اعتمادهم على الولايات المتحدة.

■ هل يمكن أن تضعف قوة روسيا وتأثيرها في العالم، إذا ضعفت قوتها الاقتصادية؟

■■ أخشى أنه طالما أن روسيا تمتلك 6000 رأس نووية، ستظل دولة مخيفة.

■ هل تعتقدين أن بوتين قادر على استخدام السلاح النووي إذا شعر بأنه أصبح في موقف حرج؟

■■ أعتقد أنه قادر تماماً على استخدام السلاح النووي. ولكن ذلك لن يمنحه أي مكتسبات، بل سيخسر الكثير خصوصاً مواقف الصين والهند.

قرار ألمانيا تقديم دبابات ليوبارد لأوكرانيا أعتبره نقطة انعطاف فعلية وتحولاً تاريخياً ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أرادت ألمانيا أن تكون دولة مدنية.

تويتر