جامعو الملح الباكستانيون يكافحون من أجل لقمة العيش المُرة

جامعو الملح في باكستان يعملون في ظروف صعبة. أرشيفية

تشتهر صحراء أشرو ثار الباكستانية ببحيراتها المالحة الشاسعة. ولأجيال، ظل السكان المحليون يعملون في جمع الملح، بيد أنه عمل شاق، يدر أجراً منخفضاً، ويحصل العمال على حماية قليلة، من دون حصولهم على أي مزايا اجتماعية. ويعيش عمال المناجم الذين يعملون في هذه البحيرات المالحة في ظروف معوزة، مع عدم توافر الرعاية الصحية، وعدم وجود أموال للسفر أميالاً لزيارة مركز طبي. ويعيش الكثير منهم في أكواخ مصنوعة من القش والعصي الخشبية التي تقام بالقرب من البحيرات المالحة، ويعمل الرجال والنساء معاً، لكن كسبهم يبقيهم تحت خط الفقر.

ويتم نقل الملح من هذه البحيرات إلى جميع أنحاء البلاد، لكن الأعمال التجارية بأكملها تدار من خلال نظام غير رسمي، بأيدي مقاولين محليين، لا يلتزمون بأي قوانين عمل.

وفي انتهاك صارخ لقوانين العمل الباكستانية، لا يوجد ضمان اجتماعي أو تأمين للعمال من مؤسسة إعانات الشيخوخة الحكومية. وينفي أحد المقاولين شكاوى العمال، حيث يقول «العمال أنفسهم على استعداد للعمل بأجور رخيصة، وهؤلاء السكان المحليون يقومون بهذه المهمة منذ أجيال عديدة، وهم سعداء بها». ويضيف «إنهم معتادون على العمل من دون تدابير سلامة». وتنتشر الإصابات والجروح بين العمال، لكنهم يعالجونها ببعض الطرق الخاصة بهم. ومن الواضح أيضاً أن صحة العمال ليست مهمة بشكل أو بآخر للمقاولين أو الحكومة.

كيرشان، من سكان قرية بخريجي على ضفاف البحيرة، يعبئ الأكياس منذ ست سنوات، ويبلغ من العمر 18 عاماً. يقول «اعتدت أن أقوم بهذا العمل مع والدي، الذي يُحمّل أكياس الملح بعد أن يملأها على الشاحنات». ويضيف «من الصعب العمل في الشتاء، ولكن ليس لدينا خيار آخر». كيرشان ووالده يعولان عائلة كبيرة، ويقولان إنهما إذا طلبا من المقاولين زيادة الأجر، يطلب منهما المقاولون ترك العمل، بحجة أن «هناك العديد من العاطلين المستعدين للعمل بأجور منخفضة».

تويتر