استهدفت مجلس العموم

الحكومة البريطانية لم تتحرك لمنع محاولات اختراق صينية

صورة

اتهم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية، اللورد جونتان إيفانز، الوزراء بعدم التحرك، عقب تحذيرات قد تكون منعت عميلاً صينياً مزعوماً من التسلل إلى وستمنستر، ووصف التدخل الأجنبي بأنه تهديد مباشر وحاضر للديمقراطية.

وقال إيفانز، الذي يترأس حالياً لجنة المعايير في الحياة العامة، إن قضية كريستين لي، التي حددتها الأجهزة الأمنية، الأسبوع الماضي؛ أظهرت الحاجة إلى معالجة نقاط الضعف في النظام السياسي.

والسيدة لي، (58 عاماً)، شاركت عن علم في التدخل السياسي، نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني، وفقاً للتحذير الذي وزعه جهاز الاستخبارات الخارجي (إم 15). وقد تبرعت بمئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية، لتمويل الموظفين في المكتب البرلماني لوزير الظل السابق للتجارة الدولية في حزب العمال، باري غاردينر. وتنفي لي ارتكاب أي مخالفات.

ومن جهته، قال النائب العمالي عن برنت نورث، غاردينر، إنه سأل على وجه التحديد الأجهزة الأمنية عما إذا كان ينبغي علي التوقف عن التعامل مع لي ، حيث لم ينصحوني بضرورة التوقف. كما أضاف أن مسؤولين زعموا أن لي قدمت تبرعات سياسية غير قانونية.

وأوضح غاردينر، لقد أخبرتني أجهزة الأمن أنها حصلت، الآن، على أدلة محددة على تبرعات غير قانونية في السياسة البريطانية عبر كريستين لي، ولكن هذا لا يتعلق بالتبرعات المسجلة بشكل صحيح لمكتبي. والسؤال هو: أين ذهبت الأموال المشبوهة؟

وقال إيفانز إن الوزراء تجاهلوا التوصيات التي قدمتها لجنته لحماية السياسة من القوى القوية الموجودة التي تحاول إحداث نفوذ لا داعي له. وفي تقرير صدر العام الماضي، قال إنه يتعين القيام بالمزيد لتحديد المصدر الحقيقي للتبرعات، ودعا إلى قواعد أكثر صرامة بشأن تدفق الأموال عبر مجموعات الضغط أو الشركات الوهمية.

وقال إيفانز، (63 عاماً)، الذي أدار جهاز الاستخبارات بين عامي 2007 و2013، «توضح هذه القضية الحالية سبب وجوب إغلاق الثغرات، نظراً لوجود قوى قوية تحاول إحداث نفوذ، من خلال البرلمان، وجزء من خلال المال. وقد قدمنا بعض التوصيات لسد بعض هذه الثغرات، لكن الحكومة لم تتخذ إجراءات بشأنها».

وقال النائب السابق عن حزب المحافظين، نيل كارمايكل، والذي يعمل مستشاراً لشركة لي للمحاماة، ويستأجر مكتباً منها، في وسط لندن؛ إنه تحدث مع السيدة لي، وتعتقد أنها بريئة. وقال كارمايكل، (60 عاماً)، «لقد كنت مندهشاً للغاية من ظهور كل هذا. وهي (لي) لا تعتقد أن مغزى القصة دقيق بأي شكل من الأشكال»، متابعاً «لقد تعرضت لصدمة، وأزعجتها قليلاً، لكن عندما تتعافى، وهو ما ستفعله، ستقاوم».

وتُظهر لقطات للسيدة لي، وهي تتفاخر بأنها غيّرت القواعد الخاصة بالمهاجرين الصينيين، بعد الضغط المباشر على أعضاء مجلس اللوردات. وفي الفيديو، الذي يعود لعام 2015، قالت لي، هل تعرف ماذا فعلوا؟ لقد غيروا القواعد بالفعل. لماذا غيروا القواعد؟ لأننا تمكنا من التعبير عن قلقنا في البرلمان مباشرة من خلال مجلس اللوردات. وادعاءاتها، التي من المفهوم أنها تتعلق بقانون الهجرة واللجوء والجنسية، وهو تشريع تم تمريره في ظل حكومة توني بلير، تدعمه تصريحات أقرانها في ذلك الوقت.

وقابلت سيدة الأعمال العديد من السياسيين، بما في ذلك تيريزا ماي، وجيريمي كوربين، وديفيد كاميرون، عندما كانوا في وستمنستر. كما قابلت كارمايكل، والتي دفعت له لاحقاً مقابل الخطب والاستشارات، في مبنى البرلمان.

وقال إيفانز إن من المحتمل أن تكون لي جزءاً من شبكة تعمل داخل البرلمان، قائلاً، «لا أعتقد أننا يجب أن نفترض أن (لي) سيكون هو الحالة الوحيدة. وسأكون مندهشاً إذا لم تكن هناك حالات مماثلة، على سبيل المثال من روسيا».

ورداً على سؤال بشأن مدى قلق بريطانيا بشأن التدخل الأجنبي، قال، «لا أعتقد أن هناك أي شك في أنه تهديد مباشر وقائم». وأضاف، أعتقد بالتأكيد أن القانون لم يواكب التهديدات الحالية.

وأثار إيفانز مخاوف بشأن القضية الأوسع، والمتمثلة في الوصول إلى قصر وستمنستر، قائلاً إنه لا يرى أي سبب يجعل أشخاصاً (الزوجات على سبيل المثال)، يحق لهن الحصول على تصريح لدخول مبنى البرلمان.

إحدى المستفيدات هي الصينية شويلين بايتس، زوجة اللورد مايكل بايتس، من حزب المحافظين. واشتهرت بائعة حقائب اليد السابقة، في السنوات الأخيرة، وهي نائبة رئيس الجمعية البريطانية الصينية لتعزيز إعادة التوحيد الوطني؛ وهي هيئة مكرسة لإعادة توحيد الصين.

والتقت بايتس مع لي من خلال الجالية الصينية، ولكن من المفهوم أنها شعرت بالقلق من التقارير المتعلقة بأنشطتها. وأصر الأصدقاء على أن الاثنتين لا تنتميان إلى الحزب الشيوعي الصيني. وأزالت وزارة التجارة الدولية في بريطانيا، شركة المحاماة الخاصة بالسيدة لي، من قائمة الشركات الموصى بها للمستثمرين الأجانب على موقع الحكومة الإلكتروني.

وحذر ستانلي جونسون، والد رئيس الوزراء، من موجة من رهاب السينوفوبيا، رداً على قضية لي، قائلاً إنه سيكون من «السخف» التوقف عن التعاون في قضايا مثل تغير المناخ.

• السيدة لي، (58 عاماً)، شاركت عن علم في التدخل السياسي نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني.

تويتر