مبنية من الطين.. وتستخدم في مجالات عدة

القبة.. ملاذ آمن لتعليم أطفال اللاجئين السوريين في قرية أردنية

أطفال سوريون لاجئون في الأردن. أرشيفية

يقف كوخ على شكل قبة في وسط قرية أردنية نائية شمال المملكة. وتُستخدم القبة الغريبة كفصل دراسي، وأحياناً كملعب لأطفال اللاجئين السوريين في قرية الزعتري، التي تقع على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال عمان.

وشُيدت القبة لاستيعاب مزيد من الطلاب السوريين في مركز تعليمي بالقرية. ويهدف المركز، الذي تديره منظمة اسمها «العمل من أجل التغيير»، لتوفير التعليم للاجئين، الذين لم يلتحقوا بالمدارس.

وبُنيت القبة باستخدام تقنية بناء من الطوب اللبن، تسمى «سوبرأدوبي» حيث تُعبأ أكياس برمل مبلل وتُرص في طبقات دائرية. وبعد ذلك تجري تقوية الأكياس بأسلاك شائكة، وأحياناً بأسمنت.

وتقول المنظمة إن القبة بنيت على عجل وبكلفة بسيطة، وقد صمدت حتى الآن في البيئة الصحراوية القاسية.

ويقول مدير البرامج في المركز التعليمي لمنظمة «العمل من أجل التغيير»، توم كارمايكل: «نحتاج إلى المزيد من المساحة، الكرفانات صغيرة، وبالتالي فنحن بحاجة لمساحة أكبر، نحتاج إلى بنايات مشيدة بخبرة محلية أيضاً».

ويضيف أن «القبة استخدمت في بنائها تقنية تسمى سوبرأدوبي (بناء من الطين)، وبنتها منظمة من الدنمارك تسمى عمارة الطوارئ وحقوق الإنسان، وهي تُستخدام أساساً كفصل دراسي للأطفال».

وتقول هبة بني خالد، معلمة في منظمة «العمل من أجل التغيير»، إننا «أطلقنا على القبة أكثر من مسمى، فهي صف، وهي قبة، وهي مكان للألعاب».

وتضيف «نستخدمها لأشياء كثيرة، ومستقبلاً إن شاء الله سنضع فيها داتا شو (بيانات عرض)، ونعرض فيها صوراً ورسوماً متحركة».

وترى أن منظر القبة من بعيد يجعل الناظر يتساءل: لماذا هي موجودة؟ وكيف أنها مصنوعة من الطين؟ وتؤكد أنه من الممكن الاستفادة من القبة أكثر من الكرفانات.

ويستضيف الأردن حالياً ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ، يعيش معظمهم في مناطق حضرية، بينما يعيش نحو 100 ألف فقط في مخيمات.

وتؤوي قرية الزعتري، التي تبعد نحو كيلومترين اثنين عن مخيم الزعتري الشهير، نحو 10 آلاف لاجئ سوري، لا يتسنى لكثير منهم الحصول على مساعدات تذكر أو على دعم من منظمات غير حكومية، حيث يتركز معظم الدعم على المخيم. كما لا يتسنى للأطفال أيضاً الالتحاق بالمدارس الرسمية الأردنية.

ويقول نصير الحريري، وهو سوري من درعا، ومدير عمليات منظمة «العمل من أجل التغيير»، إن «هدفنا طبعاً من المركز الأساسي هو فكرة التعليم للجيل الذي جاء من سورية جراء الحرب، ونحن حريصون على هذا الجيل، بحيث إنه لو رجع إلى سورية إن شاء الله سيكون متعلماً، وله دور مستقبلاً في سورية الجديدة».

ويدرس في المركز التعليمي، الذي بدأ فصوله أولاً في سبتمبر، نحو 75 طالباً حالياً. كما يوفر المركز أيضاً دروساً في محو الأمية للبالغين، كما سيقدم دروساً لمحو الأمية الخاصة بالكمبيوتر.

وتأمل المنظمة أن توسع المركز، وأن تبني مزيداً من القباب، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال.

تويتر