هتافات التجمعات فقدت وزنها

يريد الرئيس ترامب تعزيز فرصه في الانتخابات، وليس هناك ما يشير إلى أنه سيغير التكتيكات التي جلبت له النصر في عام 2016.

فقد هزم هيلاري كلينتون لأن الناخبين لم يثقوا بها، واغتنم هو الفرصة، وساعد في تثبيت صورتها المشوهة، من خلال الادعاءات بأنها استخدمت، بشكل غير قانوني، خادم بريد إلكتروني خاص للعمل الرسمي، ووصفها بـ«هيلاري الفاسدة»، واستمتع بهتافات مؤيديه، الذين رددوا «احبسوها».

وهذه المرة يحاول تصوير جو بايدن على أنه مجرم كبير، يترأس مافيا عائلية، عملت على الاستفادة من النظام لعقود. والأدلة لاتزال غامضة، تقريباً، مثل رسائل البريد الإلكتروني المفقودة للسيدة كلينتون، والتهمة على بايدن لاتزال غير ثابتة، على الرغم من صرخات مؤيديه النشطة: «احبسوه».

ويتمثل أحد الفوارق الكبيرة، هذه المرة، في عدم رغبة وسائل الإعلام الأميركية الليبرالية، بشكل أساسي، في المضي قدماً في هذه القضية، بعد هوس قضية البريد الإلكتروني لكلينتون. وهي بالكاد تلامس قصة «فساد بايدن المحتمل»، ولا تركز على التفاصيل المثيرة، التي أوردها التحقيق.

كما أن منصات التواصل الاجتماعي العملاقة قلقة بشأن ما تم الكشف عنه بشأن هانتر- نجل بايدن. وتظهر المبالغة في رد فعل هذه المنصات، بالحظر والتحذيرات، أنها ارتبكت في تطبيق قواعد النشر الخاصة بها.

أكبر انتكاسة كانت المسيرات نفسها، على الرغم من أن المشاركين محبوبون من قبل الرئيس، بسبب الحماس الذي يظهرونه له وللعالم، ويحصلون على دعاية مجانية هائلة. وأول شيء أعلنه عند مغادرته المستشفى، بعد علاجه من «كوفيد-19»، هو أنه يريد حشداً واحداً، على الأقل، يومياً، في الفترة التي تسبق يوم الانتخابات.

ومع ذلك، فقد تغيرت الأمور منذ عام 2016، ولم تعد التجمعات تبدو وكأنها تدفق مثير للإعجاب من الدعم الذي حدث في السابق. وبالنسبة لكثيرين، فهي دليل على نهج ترامب الأناني تجاه جائحة أودت بحياة 220 ألف أميركي.

وفي كل مرة يظهر فيها على خشبة المسرح، يأمر ترامب من يقفون خلفه بارتداء الأقنعة، ولكن أولئك الذين يقفون أمامهم غير محميين، إلى حد كبير. والآن، نصف أميركا أكثر اقتناعاً بالتصويت لمصلحة بايدن، الذي كان حذراً للغاية، بشأن الفيروس، لدرجة أنه ألقى، ذات مرة، خطاباً أمام ساحة فارغة.

تويتر