ترامب تفوه بـ 18ألف ادعاءا كاذبا خلال 1170 يوما

تؤكد قاعدة بيانات صحيفة الواشنطن بوست أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب نشر أو تفوه بـ 18 ألف ادعاءا كاذبا أو مضللا بدءا من تنصيبه وحتى 3 أبريل من هذا العام، أي ما يصل إلى 1170 يوما من رئاسته.

ما يعني في المتوسط أكثر من 15 ادعاءا في اليوم، على الرغم من أنه منذ آخر تحديث أجرته الصحيفة قبل 75 يومًا على هذه البيانات، ظل متوسطه يزيد قليلاً عن 23 ادعاء في اليوم. وهذا أعلى بقليل من متوسط الـ22 ادعاءا في اليوم الذي سجله عام 2019.

ومع فقدان ملايين الأميركيين وظائفهم فجأة أو تعرضهم لتخفيضات في الأجور، فإن ادعاءات الرئيس بالازدهار الاقتصادي عفا عليها الزمن. لكن ذلك لم يمنعه من أن ينظر لفترة ما قبل فيروس كورونا بنظارات وردية اللون.

وقال في مؤتمر صحافي يوم 3 أبريل «مرة أخرى، كان لدينا أقوى اقتصاد في العالم. لقد كان لدينا أفضل ما لم يتحقق لبلادنا من قبل على الإطلاق. ربما كان لدينا أفضل اقتصاد في تاريخ العالم، أكبر من اقتصاد الصين، أكبر من أي بلد آخر.»

كانت هذه المزاعم الاقتصادية الدعامة الأساسية لمسيرات حملة الرئيس، والتي كانت دائمًا مصدرًا خصبًا لادعاءاته المشبوهة. وقبل أن يجبره الوباء على التوقف عن تنظيم مثل هذه الأحداث، نظم سبع تجمعات بين 30 يناير و 2 مارس. حيث كان يتفاخر بشأن أرقام الوظائف متجاهلا كورونا باعتبارها مشكلة مشابهة للإنفلونزا التي ستختفي بطريقة سحرية في أبريل.

وفيما يشبه إحصاء فراخه قبل أن تفقس من البيض ظل ترامب يدعي بان لديه معدل للبطالة أفضل من أي رئيس آخر. ومع اضطراره البقاء في المنزل استبدل ترامب حملاته الانتخابية بإيجازاته شبه اليومية، وأصبحت هذه الإيجازات مصدرا خصبا أيضا للمعلومات المغلوطة. ولعدة أسابيع، قلل ترامب من أهمية الأزمة الناشئة. وكثيراً ما زعم بإن هناك 15 حالة فقط، وأن هؤلاء المرضى سيكونون أفضل حالاً.

ولمواجهة الكارثة، بدأ ترامب يدعي فجأة بأنه لم يتوقع أحد حجم هذه الكارثة. لكن كانت هناك تحذيرات متكررة بأن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة للوباء، بما في ذلك تحذيرات من إدارة ترامب نفسها.

وحينما وجد نفسه محاصرا وليس في يده أي حل هاجم ترامب إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، لا سيما معالجته لإنفلونزا الخنازير عام 2009. فقد قال ترامب في 17 مارس عندما كالنت حصيلة فيروس كورونا 123 وفاة فقط: «إذا نظرنا إلى إنفلونزا الخنازير- فإن ما فعلوه وما ارتكبوه من أخطاء كان شنيعا».

ويمضي قائلا «لقد كانت هناك أخطاء مروعة، مات سبعة عشر ألف شخص. وسأكون صريحًا، لا يجب أن ينتقدوننا لأننا قمنا بعمل رائع. الشيء الوحيد الذي لم نقم به بشكل جيد هو عدم حصولنا على صحافة جيدة». وفي حقيقة الأمر فإن ما قامت به إدارة أوباما كان جيدا وعبارة عن أفعال وليس ردود أفعال مبالغ فيها.

بحث ترامب أيضا عن كبش فداء لإيحاد المبررات لإدارته في جهودها البطيئة في إجراء الفحوص، ولهذا السبب استهدف أوباما مرة أخرى مدعيا أن الإدارة السابقة وضعت قوانين تمنع إجراء الفحوص، ولكن لم تكن إدارة أوباما قد صاغت قوانين وإنما إرشادات فقط تتعلق بعمل المختبرات.

وادعى ترامب دون دليل، أن المختبرات كانت في حالة مشوشة بسبب الإجراءات التنظيمية السابقة من قبل إدارة أوباما. لكن ترامب كان رئيسًا طوال ثلاث سنوات، وكانت إدارته تعمل بالفعل مع الكونغرس على تشريع يتعلق بالفحوصات المخبرية. إذا كان هناك ارتباك من قبل المختبرات، لكان بإمكان الإدارة اتخاذ الإجراء بسهولة بشأن السماح بإنشاء اختبارات فيروسات فيروسات كورونا في وقت أسرع مما فعلت.

أكثر ادعاءاته تكرارًا - 291 مرة - هي أن الاقتصاد الأميركي اليوم هو الأفضل في التاريخ. ادعى بذلك للمرة الأولي في يونيو 2018، وسرعان ما أصبح أحد الادعاءات المفضلة لديه. ويحاول تحديثه في أعقاب الإغراق الاقتصادي.

كان بإمكان الرئيس أن يتباهى في الماضي بحالة الاقتصاد، لكنه ظل يواجه المشاكل عندما يبدأ في تمثل هذا الدور.علاوة على ذلك، بدأ الاقتصاد يتأثر بالفعل بالمشاكل الناجمة عن حروبه التجارية، حيث كان قطاع التصنيع في حالة ركود.

حوالي واحد من كل ستة من ادعاءاته تتعلق بالهجرة، وهي قضية زادت حدتها في أوائل عام 2019 عندما تم إغلاق الحكومة جزئيًا بسبب تمويل جداره الموعود على طول الحدود مع المكسيك.

وفي الواقع، ثاني أكثر مزاعمه تكرارًا - 256 مرة - هو أن جداره الحدودي يجري بناؤه. لقد رفض الكونغرس تمويل الحاجز الخرساني الذي اقترحه، ولهذا حاول وضع سياج حاجز وأغلب إصلاحاته للحواجز القائمة صار يعتبرها «جدار». ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن هذا السياج يمكن اختراقه بسهولة، ويتسلل المهربون من خلاله، على الرغم من ادعاءات ترامب أنه من المستحيل اختراقه.

في الآونة الأخيرة، بدأ ترامب مرة أخرى يدعي كذبًا أن المكسيك تدفع ثمن الجدار الحدودي، على الرغم من أنه اضطر إلى الأخذ من الخزانة الفيدرالية وتأخير مشاريع البناء العسكرية للحصول على تمويل بسبب اعتراضات الكونغرس. واستخدم تفشي الفيروس لتبرير دفاعه عن السياج، على الرغم من أن مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وخبراء الصحة العامة الآخرين يقولون إنهم لم يروا أدلة على أنه يمكن أن يمنع الفيروس من الانتشار.

وذكر ترامب زوراً 197 مرة أنه اجتاز أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ. حتى قبل إجازة التخفيضات الضريبية، ووعد بأنه سيكون الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة- أكبر من تخفيضات الرئيس، رونالد ريغان في عام 1981.

وبلغ التخفيض الضريبي لريغان 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي، ولم يقترب أي من المقترحات قيد النظر من ذلك المستوى. ومع ذلك، استمر ترامب العيش في هذا الخيال حتى بعدما تمت صياغة التخفيض الضريبي في نهاية المطاف، والذي لم يكون يعادل 0.9% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يجعله ثامن أكبر تخفيض ضريبي في 100 عام.

ويضيف الرئيس إلى هذه الادعاءات عبر حسابه في «تويتر» حيث يساهم هذا الحساب بما يقرب من 20% من التصريحات الكاذبة والمضللة.

 

تويتر