إسرائيل تهدم منزلاً وتعتقل صاحبه في «الأغوار»

استشهاد فلسطيني وإصابة 3 برصاص الاحتلال في الضفة الغربية

تشييع جثمان الشهيد الفلسطيني عمر حسن العواودة أمس. رويترز

استشهد فلسطيني وأصيب ثلاثة شبان بالرصاص الحي على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، في الضفة الغربية المحتلة، فيما دانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين اقتحام مقر وكالة أنباء «وفا»، وحذرت حركة «فتح» من المساس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقب انتشار ملصقات وضعها مستوطنون في مناطق عدة تدعو لاغتياله.

وتفصيلاً، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشاب عمر حسن العواودة (27 عاماً)، استشهد بجوار قرية «إذنا» بالقرب من مدينة الخليل في الضفة الغربية، إثر إصابته برصاص جنود الاحتلال، قرب جدار الفصل العنصري على أطراف القرية، واعترفت شرطة الاحتلال بإطلاق النار على الشاب، لكنها زعمت أنها كانت تستهدف مركبة تقترب منها.

وفي مدينة طوباس بالضفة الغربية، أصيب، فجر أمس، ثلاثة شبان بالرصاص الحي، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال التي اعتقلت أيضاً أربعة أشقاء من عائلة «دراغمة»، بعد دهم منزلهم، وبلغ إجمالي من اعتقلهم الاحتلال منذ مساء أول من أمس، 28 مواطناً فلسطينياً من مناطق نابلس وطوباس ورام الله وطولكرم والخليل وبيت لحم وقلقيلية وجنين والخليل.

وهدمت قوات الاحتلال، صباح أمس، منزلاً في قرية الجفتلك بالأغوار الوسطى، ونقلت وكالة «وفا»، عن مصادر محلية، قولها، إن قوات كبيرة من الاحتلال اقتحمت القرية، وشرعت بهدم منزل المواطن عمر عبدالكريم رحايلة، بعد الاعتداء عليه، وإطلاق النار على الحافلة التي كان يستقلها فور وصوله إلى منزله بعد إبلاغه بعملية الهدم، وأصيب برضوض قبل أن تعتقله، ومنعت تقديم الإسعافات الأولية له.

ونظمت مجموعة من المستوطنين، ليلة أمس، مسيرة استفزازية في البلدة القديمة من القدس المحتلة، تزامناً مع نهاية ما يسمى بـ«عيد الشموع» أو «الحانوكاة» العبري.

وانطلقت المسيرة من الشطر الغربي للقدس باتجاه البلدة القديمة، مروراً بشارع وسوق السلسلة، ووصولاً إلى سوق القطانين المُفضي إلى المسجد الأقصى، حيث أدى المستوطنون صلوات وطقوساً تلمودية قرب بوابة المسجد، وسط هتافات، ولافتات عنصرية تدعو إلى هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

من جانب آخر، استنكرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين اقتحام قوات الاحتلال مقر وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) في حي المصايف بمدينة رام الله، أول من أمس، وقالت النقابة في بيان لها، إن ذلك الاقتحام يُعدّ «جريمة جديدة بحق الإعلام الفلسطيني، وانتهاكاً فاضحاً قام به جيش الاحتلال بحق كل الإعلام الفلسطيني، في إطار مسلسل متواصل من الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد وسائل الإعلام والصحافيين الفلسطينيين».

وأكدت النقابة أنها ستتابع بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحافيين، واتحاد الصحافيين العرب، هذا الاعتداء الخطر من أجل إدانة هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها وفق القوانين الدولية، ودعت جمهور الصحافيين الفلسطينيين إلى وقفة تضامنية أمام مقر الوكالة.

وقالت رئيسة تحرير وكالة «وفا» خلود عساف، إن جيش الاحتلال احتجز طاقم الوكالة في غرفة واحدة، واقتحم غرفة «السيرفرات» واستولى على التسجيلات، كما استولى على أشرطة تسجيل من كاميرات فوتوغرافية وكاميرات فيديو من مصوري الوكالة.

أضافت أن جنود الاحتلال أطلقوا قنبلة صوت صوب الطابق الرابع للوكالة، لترويع الصحافيين، كما أطلقوا قنبلة غاز صوب شرفة غرفة التحرير في الطابق الثاني من المبنى، ما أدى لإصابة جميع الصحافيين العاملين في قسمي التحرير والتصوير بحالات اختناق.

وأشارت إلى أن جنود الاحتلال استخدموا نوافذ وشرفات مقر الوكالة لإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص «المطاطي» صوب الشباب الذين تصدوا لاقتحام المدينة.

واعتبر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية وكيل وزارة الإعلام يوسف المحمود، أن «اقتحام مقر وكالة وفا، ليس من باب المصادفة أو عرضياً، بل كان مقصوداً، في محاولة للتغطية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني».

أضاف: «سلطات الاحتلال تحاول المساس بالمؤسسات الإعلامية في فلسطين، لاسيما الإعلام الرسمي، لأنه أصبح مقلقاً للاحتلال ومؤسسته العسكرية، في فضح ممارساته وانتهاكاته بحق شعبنا». سياسياً، أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية، بياناً، أكدت فيه أن «رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يتفاخر بالاستيطان وخداع المُجتمع الدولي، مُعلناً رفضه السلام».

وتابع البيان: «وصف نتنياهو خلال لقائه مع الكتلة الحزبية لليكود، تعطيله الدائم للسلام بأنه ذكاء، مُتفاخراً بنجاحه في تجاوز فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ومشيراً إلى أن هدفه القادم (انتزاع شرعية دولية للوجود والبناء الاستيطاني) في الضفة الغربية المحتلة».

من ناحية أخرى، حذرت منظمة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، من أي استهداف إسرائيلي للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن أي مساس به، وذلك بعدما وضع مستوطنون ملصقات تحريضية تدعو لاغتياله قرب حاجز حوارة العسكري والطريق الواصلة بين طولكرم ونابلس.

وحمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«فتح» صائب عريقات، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات الدعوات التحريضية الصريحة لاغتيال عباس، مؤكداً أن هذه الدعوات تترافق مع حملة مدروسة وممنهجة ومتواصلة من التحريض ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وحقوقه الوطنية المشروعة.


- «وفا»: الاحتلال أطلق قنبلة غاز على

الوكالة، واستخدم مقرّها في إطلاق النار.

- ملصقات تحريضية تدعو لاغتيال «عباس»..

و«فتح» تحذّر من المساس به.

تويتر