عمليات عسكرية للجيش اليمني والقوات المشتركة في جبهات عدة

خسائر كبيرة للميليشيات في الحــديدة..وتدمير غرفة عمليـات بمسقـط رأس «الحوثي»

المقاومة اليمنية مشطت القرى على الطرق بين إب وجنوب الحديدة. أرشيفية

شهدت جبهات القتال في اليمن عمليات عسكرية نوعية شاركت فيها مقاتلات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، عقب التصعيد العسكري الذي بدأته ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، في محافظة الحديدة على الساحل الغربي، وشهدت جبهات حجة والبيضاء وصعدة مواجهات بين قوات الجيش والميليشيات، أدت إلى مصرع وإصابة عدد من عناصر الانقلابيين، وشنت مقاتلات التحالف أكثر من 22 غارة جوية على مواقع الميليشيات، تمكنت خلالها من تدمير غرفة عمليات وشبكة اتصالات عسكرية للميليشيات بمديرية حيدان مسقط رأس زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.

وتفصيلاً، تمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة من صدّ هجوم للميليشيات، أمس، على منطقة «الجاح الأسفل»، جنوب الحديدة، وكبّدتها خسائر كبيرة، وجاء الهجوم، وفقاً لمصادر في المقاومة، فإن التصعيد الكبير الذي تمارسه الميليشيات في الحديدة، والذي بدأته مع زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى اليمن، الذي سعى إلى هدنة إنسانية تمهيداً لمشاورات مرتقبة في السويد بين الأطراف اليمنية، لكن الميليشيات في المقابل صعّدت عملياتها العسكرية.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تمكنت قوات المقاومة من صد هجوم للميليشيات في منطقة الجبلية شمال شرق التحيتا وشرق مديرية حيس، التي شهدت قصفاً من قبل الميليشيات استهدف منازل وأحياء آهلة بالمدنيين في المديرية وقراها.

ونفذت مروحيات قوات التحالف ضربات مركزة على تجمعات ومواقع الميليشيات جنوب التحيتا، فيما مشطت القوات المشتركة بعض القرى على الطرق الرابطة بين إب ومديريات جنوب الحديدة، التي تشن منها الميليشيات هجماتها ضد مواقعهم.

وذكر المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة»، التابعة للمقاومة، أن عناصر الميليشيات، حاولت التسلل عبر أحد الأودية في أطراف مدينة حيس، ولكن قوات العمالقة تمكنت من إحباط هذه المحاولة وكبّدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وفي محافظة صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني تقدّمها في جبهات مديرية رازح الحدودية مع السعودية، والواقعة شمال المحافظة، بعد تمكّنها من اختراق الدفاعات الأولى للميليشيات في تبة الملاقي المطلة على قريتي مَسَنْ القد، وبني معين، وعدد من التباب المجاورة لها.

وشنّت مقاتلات التحالف أكثر من 22 غارة جوية على مواقع الميليشيات، تمكنت خلالها من تدمير غرفة عمليات وشبكة اتصالات عسكرية للميليشيات في منطقة جبل المفتاح بمديرية حيدان مسقط رأس زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، تديرها عناصر يعتقد أنها من «حزب الله» اللبناني، كما قصفت مواقع عسكرية للحوثيين في جبل «عنم» في مديرية سحار، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف عناصر الميليشيات.

وكانت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي، تمكنت من تحرير قرية الجامع والتباب المجاورة لها، وتبة العمرة ورأس الصرو، وتبة قُلة رَزق المطلة على قرية العريشة، وسط تقدم ميداني مستمر باتجاه السلاسل الجبلية لمديرية رازح، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي شنت سلسلة من الغارات استهدفت تجمعات الميليشيات في قرى عدة بالمديرية.

ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن المواجهات المتواصلة في رازح تهدف الى استكمال تحرير جبل الأزهور الاستراتيجي، وأنها أدت إلى مصرع وإصابة 40 من عناصر الميليشيات الإيرانية.

وفي حجة، قصفت مقاتلات التحالف تحصينات الميليشيات الإيرانية في مدينة حرض، تمهيداً لتقدم الجيش الذي يحاصرها من أربع جهات، واستهدفت الغارات مقر قيادات الميليشيات في قرية اليمنة بالمديرية، الذي تدير منه عملياتها العسكرية، ما أدى الى تدميره ومصرع ستة من القيادات كانوا في المركز، وإصابة آخرين.

وفي الضالع، واصلت قوات الجيش تطهير المواقع المحررة في جنوب مدينة «دمت»، من عناصر الميليشيات والألغام التي زرعتها الميليشيات، وذلك عقب معارك خاضتها قوات الجيش مع ميليشيات الحوثي، خلّفت 26 قتيلاً، بينهم القياديان الميدانيان عادل يحيى مقبل وأحمد الهتار، فيما أصيب أكثر من 30 آخرين.

وفي البيضاء، شهدت عاصمة المحافظة مواجهات «حوثية - حوثية» خلّفت قتلى وجرحى، في إطار الخلافات التي تدب في أوساط عناصرهم على المال المنهوب وتوزيع المناصب، وأدت إلى مصرع المدعو صامد محمد عبدربه، مشرف عناصرهم في البيضاء، إلى جانب المدعو أبومجاهد، الذي يُعدّ من أبرز قيادات الميليشيات في المحافظة، بالإضافة إلى جرح قيادي آخر يُدعى أبوعلي الدوحلي.

وفي جبهة قانية، أكدت مصادر ميدانية مصرع 11 من عناصر الميليشيات في المواجهات التي تشهدها المنطقة، بينهم القيادي جعفر الرصاص نجل القيادي الحوثي البارز أحمد الرصاص.

ونفّذ وفد من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، صباح أمس، زيارة ميدانية للخطوط الأمامية في جبهة الملاجم شرقي محافظة البيضاء، وكان في استقبالهم قائد محور بيحان قائد اللواء 26 مشاة، اللواء الركن مفرح بحيبح، وعدد من قيادات وضباط الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. وثمنت قيادات محور بيحان وجبهة قانية زيارة وفد التحالف العربي ودعمه بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومساهمة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، لليمن لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية، فيما أشاد وفد التحالف بانتصارات أبطال الجيش الوطني على ميليشيات الحوثي الانقلابية، والتضحيات في سبيل إنهاء انقلاب الميليشيات المدعومة من إيران.

من ناحية أخرى، بحث رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية، الفريق الركن عبدالله النخعي، أمس، مع ملحق الدفاع بالسفارة البريطانية لدى اليمن، العقيد مات ستوارس، تعزيز العلاقات العسكرية والتعاون الأمني والعسكري، وبناء قدرات الأجهزة الأمنية اليمنية والتعاون المستقبلي في هذا المجال بين البلدين الصديقين.

وأشاد رئيس الأركان اليمني بمستوى العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، مثمّناً دعم المملكة المتحدة المستمر لليمن وتأييدها للشرعية ولإرادة أبناء الشعب اليمني، مؤكداً الحرص على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق، والاستفادة من خبرات الأشقاء والأصدقاء في رفع قدرات منسوبي وزارة الدفاع، بما يضاعف من نجاحاتها في استعادة الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار، وإحباط مخططات التخريب والإرهاب.

من جانبه، أشار الملحق العسكري البريطاني إلى مستوى العلاقات بين البلدين الصديقين، واستعداد بلاده لتعزيز ورفع نسبة الدعم الأمني والعسكري لليمن، منوهاً إلى الخطوات التي اتخذت في هذا المجال بفعل اهتمام وتوجيهات قيادتَي البلدين.

- مواجهات «حوثية ـ  حوثية» في البيضاء  لخلاف على المال  المنهوب والمناصب.

تويتر