مواجهات في جبهات مأرب والساحل الغربي والبيضاء وحجة بمساندة مقاتلات التحالف

«الشرعية» تطوّق معاقـل ميليـشيات الحوثي الإيرانية في صنعاء وصعدة

عناصر من الجيش اليمني في منطقة نهم القريبة من صنعاء. رويترز

أكد ناطق الجيش اليمني، العميد ركن عبده مجلي لـ«الإمارات اليوم»، استمرار المعارك في محيط معاقل ميليشيات الحوثي الإيرانية في العاصمة صنعاء وصعدة، وتطويقها من قبل قوات الشرعية حتى تحريرها وقطع «رأس الأفعى» في جحرها، فيما تواصلت المواجهات في جبهات مأرب والساحل الغربي والبيضاء وحجة، بمساندة مقاتلات التحالف العربي، مخلّفة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات.

وفي التفاصيل، قال ناطق الجيش اليمني، العميد ركن عبده مجلي، في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم»، إن قوات الجيش اليمني، بمساندة الأشقاء في دول التحالف العربي، تواصل تقدمها نحو معاقل الميليشيات الانقلابية في صنعاء وصعدة، لضربها في جحورها وقطع «رأس الأفعى»، ما سيؤدي إلى انهيار ما تبقى من جبهاتها في بقية المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية.

وأضاف مجلي: «الجيش يحقق كل يوم انتصارات جديدة على مختلف الجبهات، ويتقدم بخطى ثابتة ومدروسة، ووفقاً لخطط عسكرية أعدت سلفاً نحو المعاقل الرئيسة للميليشيات في صعدة والعاصمة صنعاء، اللتين باتتا محاصرتين من جهات متفرقة، خصوصاً صعدة التي تتقدم فيها القوات من ثلاث جبهات متفرقة نحو معقل الميليشيات وزعيمها عبدالملك الحوثي في مران بمديرية حيدان، وتستعد لفتح جبهة رابعة»، لم يكشف عنها باعتبارها أسراراً عسكرية، حسب وصفه.

وأشار إلى أن جبهات الجوف وصعدة ومأرب وصنعاء، إلى جانب بقية الجبهات في الساحل الغربي وتعز والبيضاء وحجة ولحج والضالع، تشهد تطورات نوعية في العمليات العسكرية يوماً بعد آخر، بفضل نوعية التدريبات التي تتلقها قوات الجيش على أيدي خبراء عسكريين من التحالف العربي، لافتاً إلى أن الأشهر الأخيرة حققت فيها قوات الجيش انتصارات نوعية، قادت إلى تخوم ميناء الحديدة ومشارف مفرق أرحب وبني حشيش وبني الحارث في العاصمة، ووصلت إلى مركز مديرية باقم ومديرية رازح في صعدة، والتحام جبهات الجوف وصعدة من الجهة الشمالية الشرقية.

وأوضح مجلي أن قوات الجيش تخوض معارك تحرير حاسمة في محيط العاصمة صنعاء، بدأت قبل خمسة أيام، بمشاركة ألوية عسكرية ووحدات اختراق وتقدم، وبإسناد مباشر من قوات التحالف العربي، إلى جانب تفعيل جبهات الجوف التابعة للمنطقة العسكرية السادسة، والتي بدأت بمعركة الالتحام بين جبهات غرب الجوف ومديرية نهم في ريف صنعاء، وقال: «الأمور الميدانية مبشرة بخير، وانتصارات حاسمة ستشهدها جميع الجبهات الأيام المقبلة».

وكانت جبهات نهم شهدت مصرع القيادي الحوثي الميداني البارز محمد علي درعان، ونجله عمرو، بنيران الجيش في جبهة مسورة، ويعد درعان من القيادات الميدانية البارزة للميليشيات في نهم، وهو من أبناء منطقة مرهبة بمحافظة عمران، فيما ارتفعت أعداد قتلى الميليشيات في نهم إلى 140 قتيلاً وعشرات الجرحى، ووصلت قوات الجيش إلى مفرق مديريات أرحب، وبني الحارث، وبني حشيش، وتستعد لنقل المعارك إلى تلك المديرية المتاخمة مباشرة لأمانة العاصمة صنعاء من الشمال والشرق.

وفي مأرب المجاورة لصنعاء، تمكنت الدفاعات الأرضية التابعة للتحالف العربي من اعتراض صاروخ باليستي، أطلقته ميليشيات الحوثي باتجاه المدينة، وتم تفجيره في الجو، وسقطت شظاياه في منطقة خالية من السكان، فيما شنت مقاتلات التحالف غارتين على مديرية صرواح، استهدفت تجمعاً لآليات الميليشيات في محيط مركز المديرية الواقعة غرب مأرب.

وفي الجوف على تخوم العاصمة الشرقية، تواصلت العملية العسكرية للمنطقة السادسة في مديريات المتون والمصلوب وخب والشعف، لاستكمال تحرير تلك المديريات لفتح الطرق منها باتجاه صنعاء وعمران، بمساندة مقاتلات التحالف التي شنت 12 غارة متتالية على تجمعات ومواقع للميليشيات الانقلابية في مزارع العيزري شمال مديرية المتون.

من جهة أخرى، أكدت مصادر ميدانية مصرع القيادي الحوثي العقيد راشد حسن العلوي وعدد من عناصره، في مواجهات مع الجيش الوطني في مديرية خب والشعف شمال الجوف، التي تشهد عملية عسكرية واسعة للجيش بهدف استكمال تحريرها، وتركز أعنف المعارك في محيط المهاشمة وصبرين.

وفي صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها من الجبهتين الشمالية والغربية للمحافظة باتجاه مركز مديرية باقم، وأخرى باتجاه الجبال المحيطة بمنطقة الأزهور في رازح، بمساندة مقاتلات التحالف التي شنت غارات على تجمع لهم في مكتب الزراعة في منطقة العند بمديرية سحار، وأخرى في منطقة حفصين بمديرية سحار، أدت إلى مصرع عدد من عناصرهم، وإصابة آخرين.

وفي جبهات الحديدة على الساحل الغربي لليمن، تمكنت مقاتلات التحالف بعد شنها 14 غارة، من تدمير مخابئ أسلحة وثكنات عسكرية للميليشيات في عدد من المزارع القريبة من مديريات الجراحي وزبيد وجبل راس، ومنها مزرعة عبدالرحمن الشرعبي في منطقة محوى المشرع ومحو البهول في مديرية الجراحي، التي قتل وأصيب فيها العشرات من عناصر الحوثي، ودمرت آليات عسكرية عدة تابعة لهم.

كما استهدفت المقاتلات تجمعات لعناصر الميليشيات، تم حشدها في مزارع المهدلي وسرداح، وفي منطقة المرشدية بمديرية زبيد، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات منهم، إلى جانب تدمير أربع دبابات وستة أطقم، كما استهدفت الغارات مناطق الراغة والشعوب وزويل والشعينة والمقانع القريبة من مديرية جبل رأس على تخوم محافظة إب من الجهة الغربية.

وكانت قيادات الميليشيات كثفت من تحركاتها في الفترة الأخيرة، لحشد مقاتلين، ورفد جبهاتها المنهارة في الساحل الغربي وفي الحديدة، وقال رئيس ما يسمى «المجلس الأعلى للميليشيات»، صالح الصماد، إن الجبهات خلال الشهرين الأخيرين شهدت تراجعاً نتيجة قلة إمدادها بالرجال، وطالب أبناء الحديدة بسرعة التجاوب للانخراط في جبهات القتال.

وكشف الصماد عن سعيهم إلى إعادة تجميع قوات الأمن المركزي (الأمن الخاصة) للانضمام إلى جبهات القتال.

وفي حجة، لقي تسعة من عناصر الميليشيات مصرعهم، وأصيب آخرون خلال مواجهات مع قوات الجيش في ميدي، وفقاً للمنطقة العسكرية الخامسة، مؤكدة إحراز القوات تقدماً في جبهات المديرية.

وفي البيضاء، أجبرت قبائل رداع ميليشيات الحوثي الانقلابية على الانسحاب من أراضي قبيلة آل غليس، بعد خمسة أيام من المواجهات بين الطرفين، خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، كما أجبرتهم على مغادرة عدد من أحياء رداع، بعد اشتباكات بينها وبين الميليشيات في أطراف المدينة، خشية وقوع مجزرة في صفوفها على أيدي القبائل الغاضبة والمنتشرة في أحياء ووسط مدينة رداع.

من جهة أخرى، عقد قائد محور البيضاء، قائد اللواء 117 مشاة، العميد الركن عبدالرب الأصبحي، اجتماعاً بالقيادة العسكرية في المحور بمحافظة مأرب، أكد فيه على رفع الجاهزية القتالية استعداداً لخوض معركة تحرير البيضاء، انطلاقاً من محوري مأرب وشبوة.

وفي جبهات تعز، شهدت جبهة خدير جنوب تعز معارك عنيفة بين الجيش اليمني والميليشيات، بمختلف الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون والدبابات، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، وتمكن الجيش اليمني من إحباط هجوم الحوثيين على المنطقة، وإجبارهم على التراجع والفرار.

تويتر